رياضة

الضرورات تبيح المحظورات قاعدة تنطبق على اتحاد كرة القدم…هل يدعو الاتحاد لإجراء انتخابات مبكرة؟

 ناصر النجار : 

في كرة القدم حديثان، حديث ينصب حول الكأس ومباراته النهائية، وحول التجمع النهائي للدوري والمنافسات التي ستكون قوية ونارية بين فرقه التي تطمح للظفر باللقب.
أما الحديث الآخر فهو حديث كواليس كرة القدم الذي ينصب حول الانتخابات الكروية التي ستجري مطلع العام القادم وبدأ البعض يحشد طبوله منذ الآن للظفر بمقعد في هذه الانتخابات.
بيد أن هناك من بدأ يشيع في مجالسه الخاصة تغييراً ضرورياً مطالباً بإجراء انتخابات مبكرة يتم الإعداد لها منذ الآن وتجري بعيد منتصف الشهر الثامن حيث تنتهي نشاطات الموسم الحالي بكل مسابقاته ومبارياته.
والتبكير هذا له مسوغاته عند من أطلقه ويسعى بجد إلى أن يكون حقيقة واقعة، ورغم أن هذا الأمر يكلف مخاطبة الاتحاد الدولي للسماح بمثل هذه الانتخابات المبكرة، إلا أن هؤلاء يستندون إلى «قاعدة الضرورات تبيح المحظورات» التي يجب أن تنطبق على انتخابات اتحاد كرة القدم.

أسباب
أصحاب المبادرة هذه يطلقها المعنيون عن أندية دمشق الستة المشاركة في دوري الدرجة الأولى، والضرورات للتبكير تأتي من منطقين، أولهما ألا يكون اتحاد كرة القدم مغرداً بعيداً عن سرب الانتخابات المركزية لدواع عديدة منها إدارية وتنظيمية، والمنطق الأهم أن يكون الاتحاد الكروي الجديد مسؤولاً عن الموسم الجديد لا متابعاً لما يقرره الراحلون.
فوجود إدارة جديدة منتخبة قبل بدء الموسم يعطيها الصلاحية الكاملة لوضع تشريع جديد للمرحلة القادمة، حيث يستغل الاتحاد الجديد كل المواسم المسؤول عنها بدل أن يخسر موسماً في الحقيقة لن يكون مسؤولاً عنه وعن تداعياته.
وبغض النظر عن صوابية هذا الطرح من عدمه فيمكن الأخذ به كفكرة للنقاش، فإما أن تقر أو لا، والكرة بملعب القيادة الرياضية لتقول كلمة الفصل في هذا الطرح الذي مازال أحاديث كواليس أهل الكرة.

إصلاحات
في الحديث عن كرة القدم السورية والانتخابات القادمة، فإننا نتجه للحديث عن إصلاحات شاملة وكاملة يجب أن تحدث في الاتحاد لتكون كفيلة بإحداث نقلة نوعية في عمل الاتحاد، فالاتحاد بحاجة إلى منظومة من الإصلاحات تساعد القائمين عليه بعمل مريح ومطور ومبرمج ومنظم.
من هذا المنطلق فإننا لن نتدخل في عمل الأشخاص ولن نقيّم ما قاموا به من أعمال أو ما فشلوا به من مهمات، والأجدى أن نتكلم عن آلية العمل التي تحكم عمل هذه المؤسسة الرياضية الأكبر والأهم في عالمنا الرياضي.
في البداية علينا أن نقر أن اتحاد كرة القدم هو اتحاد محترف كما يقر القانون، وهذا يفرض على أعضائه أن يكونوا محترفي العمل الكروي، وأهم عوامل الاحتراف أن يكونوا متفرغين للعمل بشكل كامل للأعضاء المقيمين وبشكل جزئي للأعضاء غير المقيمين، وهذا أفضل ودلّت عليه نتائج السنوات الكثيرة في الاتحادات المتعاقبة الماضية.
وما لاحظناه في كل الاتحادات المتعاقبة أن أعضاء الاتحادات اهتموا بوظائفهم الرئيسية وكان اتحاد كرة القدم آخر همهم، وللأسف لم نجدهم إلا في مراقبة المباريات أو عند السفر أو في السباق للحصول على عضوية اللجان العربية والآسيوية.
موضوع اللجان العليا يجب أن يكون في طليعة الاهتمام وخصوصاً أن هذه اللجان هي الهيكل الرئيس لعمل الاتحاد، وميدانياً وجدنا أن هناك لجاناً فاعلة ووجدنا بالمقابل أن هناك العديد من اللجان الصورية، حتى اللجان الفاعلة لم يكن على أعمالها (كونترول) وباتت المتصرف بكل شيء دون أن يكون لقراراتها أي نقض أو استئناف، لذلك فإن اختيار أعضاء اللجان العليا يجب أن يكون مدروساً ومتوخياً الكفاءة والخبرة وأن نتخلص بالتعيين من مفهوم المجاملات، فأغلب أعضاء اللجان يتم تعيينهم على مبدأ هذا معنا أو هذا ضدنا، ونتيجة الانتخابات هي التي تفرز هذه اللجان من الذين صوتوا للاتحاد في الانتخابات، ودوماً تكون اللجان العليا مكافأة ورد جميل لمن آزر الاتحاد في الانتخابات، لذلك لم تكن اللجان في كل الاتحادات ملبية بالشكل الصحيح والكامل.

المال
عندما نتحدث عن أن اتحاد كرة القدم اتحاد محترف، فهذا يعني امتلاكه للمال لا أن يكون مستجدياً للمال، لذلك يجب أن يجد القائمون على الرياضة طريقة لتمليك اتحاد كرة القدم المال ومثله اتحاد السلة لكونهما الاتحادين الوحيدين المحترفين في الرياضة، وكم يزعجنا عندما نسمع أن اتحاد كرة القدم مقيد بالكثير من الأعمال لأنه غير قادر على التصرف بالمال.
لن نتدخل هنا في طبيعة العلاقة المالية بين اتحاد كرة القدم والقيادة الرياضية، لكنها في المحصلة العامة علاقة غير صحية لأنها تخضع في أبسط الأحوال إلى الإجراءات الروتينية، إضافة إلى الوصاية الكاملة التي تجعل مالك المال صاحب القرار والمتصرف الحقيقي بالحل والربط.
ولنا هنا مثال بما قاله رئيس اتحاد الكرة في حوارنا السابق عن عملية رفع أجور المدربين والحكام والكوادر وغيرهم، فهذا كله يصطدم بقرار القيادة الرياضية التي تتمسك بما عندها من قوانين وأنظمة، علماً أن الاتحاد المحترف يجب أن يعامل بما تتطلبه العملية الاحترافية.

أخيراً
ما نتكلم به هو طرح نقدمه لقرب نهاية المرحلة الكروية الحالية، وهو حديث يحتاج إلى دعم من كل الجهات الرسمية التي تؤمن بضرورة تطوير عمل اتحاد كرة القدم، فالمرحلة القادمة التي نحلم بالوصول بها إلى أبعد من النهائيات الآسيوية تحتاج إلى اتحاد كروي محترف قادر على التصرف، وقادر على التصدي لمتطلبات المرحلة القادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن