سورية

قذائف الإرهابيين حصدت أرواح 12 شهيداً…الجيش يقتل 30 مسلحاً بتفجير نفق بحلب

حلب- الوطن- وكالات

قضى أكثر من 30 مسلحاً حتفهم في تفجير الجيش العربي السوري لنفق كان يعده المسلحون للتفخيخ في خط التماس بين حي الميدان وحي بستان الباشا الذي يسيطرون عليه شمال شرق مركز المدينة.
وأوضح مصدر ميداني لـ«الوطن» أن وحدة الجيش المرابطة في المنطقة الواقعة بين الحيين جهزت النفق، الذي حفره المسلحون باتجاه دير وارطان، بالمتفجرات بعد رصده في وقت سابق وقامت بتفجيره فجر أمس أثناء تسلل مجموعة مسلحة داخله لزرعه بالمواد المتفجرة فلقي الجميع حتفهم تحت أنقاضه.
ورد المسلحون على عملية الجيش بإطلاق القذائف صوب حي الميدان الآهل بالمدنيين واقتصرت الأضرار على الماديات في الوقت الذي ردت فيه مدفعية الجيش على منصات إطلاق القذائف وحققت إصابات مباشرة. وكانت المنطقة شهدت تفجير نفق مشابه قرب مديرية الزراعة أدى إلى تدمير ثلاثة أبنية سكنية. ولم تحقق «حرب الأنفاق» أياً من أهدافها إلى الآن ولو بتحقيق خرق جزئي سوى تدمير الأبنية والأوابد الأثرية في حلب القديمة كما في محيط القلعة التاريخية.
من جهة ثانية، عصفت الخلافات بالمجموعات المسلحة المشكلة لما يسمى «الفرقة 16» بحلب، منذرة بحلها على خلفية مقتل قائدها العام خالد سراج الدين الملقب بـ«خالد حياني» أول من أمس برصاص قناص للجيش العربي السوري خلال الاشتباكات التي دارت قرب حي الخالدية.
وأكد مصدر معارض مقرب من الفرقة، التي تشكلت في 20 أيلول 2013 وتقاتل على جبهات الأشرفية والخالدية وبني زيد، أن الشقاق بين قادة مجموعاتها ظهر إلى العيان بسبب الخلاف على خليفة الحياني، الأمر الذي دفع بعضها إلى إعادة تموضعها في مناطق لم يجر الاتفاق عليها من قبل.
وعزا المصدر السبب الرئيس الذي قد ينذر بفرط عقد الفرقة التي تضم 10 ألوية إلى أن قائدها العام الذي أسس «ألوية شهداء بدر» هو المسؤول الوحيد عن التواصل مع الاستخبارات التركية والممولين الإقليميين في السعودية وقطر لتوزيع الرواتب والمنح والأسلحة والذخيرة على مقاتلي تلك الألوية وبمبالغ ضخمة جداً مقابل تعكير صفو أحياء حلب الغربية الآمنة عبر الإغارة عليها بشكل مستمر، وإطلاق قذائف الهاون و«صواريخ جهنم» والتي حصدت أرواح مئات الشهداء وخلفت آلاف الجرحى والمعوقين.
مقتل الحياني، الملقب بالملياردير الصغير، وهو تلميذ الملياردير الكبير أحمد عفش قائد «لواء أحرار سورية»، وهما مسؤولان عن نهب معامل ومتاجر مناطق وأحياء عديدة في حلب، وقع كالصاعقة على رؤوس مسلحيه الذين انخفضت معنوياتهم إلى درجة الحضيض ولم يجدوا وسيلة للتعبير عن إحباطهم سوى بإطلاق عشرات القذائف على شارعي النيل وتشرين وأحياء مساكن السبيل والخالدية والأشرفية التي استشهد فيها لوحدها 8 شهداء من عائلة واحدة بأسطوانة جهنم عدا عن 4 شهداء وأكثر من 50 جريحاً في أحياء خطوط التماس.
وكانت «الفرقة 16»، التي تتبع لما يدعى «المجلس العسكري الثوري بحلب»، تشكلت من ألوية «أحرار سورية» و«شهداء بدر» و«شهداء المصطفى» و«الأقصى» و«الربيع العربي» و«صلاح الدين الأيوبي» و«يوسف العظمة» و«أسود الثورة»، بالإضافة إلى تجمعي كتائب «صقور الإسلام» و«أحفاد عمر»، وجميعها مجموعات مسلحة إخوانية تتلقى الأوامر من الحكومة التركية.
يذكر أن خالد حياني اشتغل ببيع المازوت وحراسة ملهى ليلي قبل أن يلتحق بلواء «شهداء عندان» الذي دعي لاحقاً بلواء «أحرار سورية» بقيادة أحمد عفش إثر تورطه بجريمة قتل صاحب مكتب عقاري بحي الخالدية، ثم شكل «كتيبة المهام الخاصة» التي سميت «لواء شهداء بدر»، وهو الذي دخل حي بني زيد ومنطقة الليرمون الصناعية حيث فكك المعامل وسرق محتويات المستودعات التجارية والتي تقدر قيمتها بعشرات مليارات الليرات السورية، وباعها للتجار الأتراك وشكل ثروة كبيرة من عمليات النهب والخطف بدافع الفدية، وله إيداعات ضخمة في البنوك التركية.
إلى ذلك أعلن تجمع «الدفاع المشترك»، انسحابه من المخفر المشترك، الذي يتولى إدارته مع قوات «الأسايش» الكردية، في حي الشيخ مقصود بحلب، وذلك بسبب «اعتداءات الأسايش المتكررة على المدنيين»، حسب بيان أصدره التجمع ونقلته وكالة «سمارت» الإلكترونية المعارضة.
وأوضح «القائد العسكري» لتجمع «الدفاع المشترك»، محمد الإمام أبو النصر، أنهم قرروا الانسحاب من الإدارة المشتركة لمخفر الشيخ مقصود «نتيجة اعتداءات الأخيرة المتكررة على أهالي الحي، وآخرها كان بحق امرأة رفضت الاستجابة لهم بإخلاء منزلها».
وأضاف «أبو النصر»: إن التجمع «تلقى عدداً من الشكاوى المقدمة من أهالي الحي، وطالبوا فيها باحترام حقوقهم كمدنيين»، مشيراً إلى أنهم «أمهلوا قوات الأسايش ثلاثة أيام لتسليم المسيئين للجهات القضائية»، وفق تعبيره.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن