سورية

شددت على مواصلة تصديها للإرهاب.. وأملت من «الشركاء في الخارج» التخلي عن المعايير المزدوجة … موسكو: من الخسة الترويج بأن اعتداء بطرسبورغ جاء انتقاماً لسورية

| وكالات

نددت موسكو، أمس، بما يتم الترويج له بأن العمل الإرهابي في مدينة سان بطرسبورغ جاء انتقاماً لسورية، ووصفت ذلك بأنه «أمر خسيس»، وأكدت أن جهودها في التصدي للإرهاب ستستمر، وأملت من «الشركاء بالخارج» التخلي عن المعايير المزدوجة بشأن الإرهاب وأن يتحلى السياسيون بالمسؤولية بهذا الشأن.
وبحسب الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم» أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القرغيزي إيرلان أبدلدايف في موسكو أمس، أن «الترويج بأن العمل الإرهابي في سان بطرسبورغ جاء انتقاماً لسورية أمر خسيس».
وأضاف: «للأسف، ذلك ليس مجرد أوهام لوسائل الإعلام، بل كان بعض المسؤولين من ممثلي «البنتاغون» في إدارة أوباما قد أعلنوا عن أفكار مشابهة للمجتمع الدولي»، مشيراً في هذا الصدد إلى أن مسؤولين في «البنتاغون» قالوا بعد بدء روسيا عمليتها في سورية، أن موسكو أن تستعد لـ«استقبال النعوش» من هذا البلد».
وأعرب لافروف عن أمله في «التخلي عن مثل هذه المعايير المزدوجة في الوضع الحالي، عندما يهدد الإرهاب جميع الدول من دون استثناء، وفي تحلي السياسيين بالمسؤولية بهذا الشأن».
وأضاف: إن مماطلة واشنطن في تشكيل الإدارة الجديدة لا تساعد على تطوير التعاون بين روسيا والولايات المتحدة في سورية، مشيراً إلى أن موسكو تتوقع قيام وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بزيارة إلى روسيا.
وأوضح، أنه بحث مع نظيره القرغيزي اتخاذ إجراءات على مستوى وزارتي الخارجية وأجهزة الأمن والاستخبارات للبلدين على أساس ثنائي وكذلك في إطار رابطة الدول المستقلة ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، تسمح بزيادة الجهود المشتركة من أجل مواجهة الأخطار الإرهابية.
وكان لافروف قد قال في مستهل لقائه مع أبدلدايف: «أود أن أعرب مرة أخرى عن الامتنان لأصدقائنا وحلفائنا القرغيزيين بشأن إبداء التضامن بعد العمل الإرهابي البشع أمس (أول من أمس) في سان بطرسبورغ، وأنا على قناعة بأن ذلك يؤكد لنا مرة أخرى ضرورة زيادة التعاون المشترك في مواجهة هذا الشر العالمي».
بدوره أدان أبدلدايف بشدة الهجوم الإرهابي في سان بطرسبورغ، بحسب وكالة «سانا»، وقال: «ليس هناك أبداً ما يبرر الإرهاب وهذا الوباء ليس له حدود أو جنسية ولابد أن نقف معاً مع روسيا في الحرب على الإرهاب». وأضاف: «إن الهجوم يظهر من جديد أن علينا توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب وقرغيزستان ستفعل كل ما بإمكانها لمواجهة هذا الشر».
وفي وقت سابق كان الناطق الصحفي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، قال: إن «توقيت هذا العمل الإرهابي الذي وقع أثناء وجود الرئيس في المدينة، يدفع بنا إلى التفكير ويلفت انتباهنا، ويعد ذلك مادة للتحليل من الاستخبارات».
وشدد على أن أي عمل إرهابي يقع في البلاد يمثل تحدياً لأي مواطن روسي وكذلك للرئيس وأنه لا توجد دولة بمنأى عن الهجمات الإرهابية، مؤكداً أن جهود التصدي لهذا «الشر الخبيث» ستستمر، وذكر أن روسيا تقف على الخطوط الأمامية للحرب على الإرهاب، وشدد على أنه لا توجد دولة في العالم تمكنت لوحدها من الانتصار على هذه الظاهرة.
وأشار بيسكوف إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر خلال الاتصال الهاتفي مع بوتين إثر التفجير عن وجهة نظر مشتركة بضرورة محاربة الإرهاب معاً، وقدم تعازيه العميقة لذوي ضحايا التفجير الإرهابي، موضحاً أن ترامب طلب نقل كلمات الدعم إلى الشعب الروسي.
يذكر أن بوتين كان قد وصل إلى مدينة سان بطرسبورغ الواقعة غرب روسيا أول من أمس في إطار زيارة عمل، حيث ترأس عدداً من الاجتماعات وأجرى محادثات مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في المقر الرئاسي في منطقة ستريلنا بضواحي المدينة، في أثناء ذلك قتل 14 شخصاً وأصيب نحو خمسين آخرين في تفجير إرهابي استهدف مترو أنفاق في المدينة.
في الأثناء، قال المتحدث باسم أجهزة الأمن في قرغيزستان رخات سليمانوف، وفق وكالة «أ ف ب»: «إن الانتحاري في محطة سان بطرسبورغ هو مواطن من قرغيزستان يدعى أكبريون جليلوف وهو من مواليد العام 1995» مرجحاً أن يكون حصل على الجنسية الروسية.
وكانت دمشق أول من أدانت تفجير مترو سان بطرسبورغ، ووصفته بالاعتداء الإرهابي الجبان، وذلك في بيان لوزارة الخارجية والمغتربين.
وفي وقت سابق من يوم أمس رأت الصحافة الروسية في الاعتداء عملاً انتقامياً من تنظيم داعش الإرهابي رداً على العملية العسكرية الروسية التي تنفذها إلى جانب الجيش العربي السوري ضد التنظيمات الإرهابية في سورية، لكنها تساءلت بشأن احتمال تشديد الكرملين سياسته الداخلية، حسب ما نقلت الـ«أ ف ب».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن