عربي ودولي

في تصريحات لـ «الوطن»:خبراء مصريون يشيرون لدور تركي في الإرهاب بسيناء

 القاهرة – فارس رياض الجيرودي : 

رأى الخبير الأمني ومدير المركز الوطني للدراسات العميد خالد عكاشة أن الهجوم الإرهابي الذي شهدته منطقة شمال سيناء منذ أيام على حواجز الجيش المصري، هو عمل عسكري ذو حجم أكبر من مجرد هجمة إرهابية، وأنه يأتي في سياق التصعيد الكبير الذي بدأ باغتيال النائب العام المصري هشام بركات، وهدف لإفساد فرحة المصريين بذكرى نجاح ثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم الرئيس الإخواني محمد مرسي.
واستبعد عكاشة في حديثه لـ«الوطن» لجوء مصر إلى تسليح بعض القبائل في سيناء التي سبق لها أن أعلنت استعدادها لمقاتلة تنظيم «بيت المقدس» الإرهابي، رغم صعوبة المواجهة غير التقليدية التي تخوضها قوات الجيش المصري في سيناء.
واعتبر عكاشة أن حسم المواجهة ضد الإرهاب في سيناء لن تحتاج لأكثر من تعاون القبائل مع السلطات المصرية في مجال الإمداد بالمعلومات، فليس من المقبول برأي العميد عكاشة أن يتمكن العدد الكبير من المقاتلين الذين نفذوا الهجوم المسلح من تجهيز أسلحتهم والتي تتضمن بعض المعدات كبيرة الحجم كالمضادات المركبة على السيارات، من دون أن تصل معلومات عن ذلك إلى شيوخ القبائل الذين سبق أن تعهدوا للقيادة المصرية بالوقوف ضد التنظيمات الإرهابية في سيناء، والتي تمكنت من توريط بعض أبنائهم في الانخراط ضمن صفوفها.
من جهته رأى المستشار في أكاديمية ناصر للعلوم العسكرية اللواء طلعت موسى، أن التنسيق المركزي الذي تطلبه الهجوم العسكري في سيناء يشير إلى وجود إدارة للإرهابيين من أجهزة مخابرات دول أجنبية، على رأسها تركيا التي تدير تنظيم داعش الإرهابي وهو التنظيم الذي بايعه تنظيم «بيت المقدس» في وقت سابق. كما حذر موسى من استقاء المعلومات والأرقام عن المواجهات العسكرية مع الإرهاب من مصادر غير رسمية، مشيراً إلى أن نوع الحروب الذي تواجهه مصر والمنطقة خلال الفترة الحالية يعتمد على الإشاعات والحرب النفسية عبر الإعلام وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب العمل المخابراتي، وهو ما يصطلح على تسميته بحروب الجيل الرابع.
وأكد أن جماعة الإخوان المسلمين ذات الفروع في 70 بلداً حول العالم، تشكل المظلة الحقيقية لجميع التنظيمات الإرهابية العاملة في مصر والمنطقة العربية، مهما اختلفت تسميات تلك التنظيمات وتنوعت.
في السياق ذاته قال الخبير العسكري والإستراتيجي محمود محيي الدين: إن العناصر التكفيرية التي نفذت العمليات الإرهابية في منطقة الشيخ زويد كانت ترتدي زيًا عسكرياً الأمر الذي أحدث الخلط في تداول أعداد القتلى في وسائل الإعلام المحلية والدولية. وأوضح محيي الدين أن هدف الجماعات الإرهابية من القيام بالهجوم، كان لإعلان «دولة الإمارة الإسلامية» إلا أنها فشلت بكل تأكيد، متابعاً أن القوات المسلحة ستستمر في عملية الملاحقة لكل العناصر «الجهادية» الموجودة في سيناء، قائلاً: «العناصر الجهادية فقدت البيئة الحاضنة داخل سيناء». وأشار إلى أن الجماعات الإرهابية لم تقترب اليوم من مدينة العريش، موضحاً أنه يُوجد رابط بين ما يحدث في القاهرة وشمال سيناء ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها من عمليات تفجيرية، وذلك لأنه هناك قوى إقليمية، ودولاً، وجهات، تدعم «الجماعات الجهادية».
كما أكد أن القوات المسلحة المصرية استطاعت خلال الفترة الماضية تطهير كل القرى الموجود فيها أبرز العناصر الإرهابية، موضحاً أن تلك العناصر حاولت الهروب بإحدى المدرعات أثناء العملية إلا أنهم فشلوا في ذلك بسبب تصدي طائرات الأباتشي لهم، مؤكداً أنه لم يستطع أي إرهابي دخول قسم شرطة الشيخ زويد، كما أن هذا القسم لم يتم محاصرته أو إغلاقه لكن تم استهدافه من أماكن بعيدة.
ولفت محيي الدين، إلى أنه وبعكس ما يشيع البعض ليس هناك رابط بين فتح معبر رفح والعملية الإرهابية التي وقعت في الشيخ زويد، وذلك لأن فتح معبر رفح قرار سياسي لتخفيف الضغط على المرضى من الشعب الفلسطيني، كما أنه يُوجد سيطرة أمنية على المنفذ.
بدوره قال الخبير العسكري اللواء طلعت مسلم: إن كل التنظيمات الإرهابية التابعة لتيارات الإسلام السياسي، على صلة بتنظيم داعش الإرهابي، مضيفاً: إن العمليات الإرهابية ضد أمكنة القوات المسلحة والشرطة شهدت تطورا نوعيا، من حيث طريقة تنفيذ الهجوم والأسلحة المستخدمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن