سورية

إيران رفضت التعامل مع الحادثة من خلال الدعايات.. والعراق طالب بتحقيق عادل وشفاف … روسيا: كيماوي خان شيخون تسرب من مستودعات الإرهابيين

| الوطن – وكالات

أعلنت روسيا، أمس، أن حادثة تعرض منطقة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي لغازات سامة، جاءت بسبب تسرب تلك الغازات من مستودع للذخيرة تابع للتنظيمات الإرهابية ومن ضمنها أسلحة كيميائية، وذلك بعد قصف سلاح الجو السوري لها، على حين توالت ردود الفعل الدولية على هذه الحادثة التي أدت إلى مقتل العشرات، بين من طالب بتحقيق شفاف ومن انساق وراء مزاعم المعارضات والتنظيمات الإرهابية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف في بيان، بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: إنه «وفقا لوسائل الرصد الجوية الروسية، قصفت القوات الجوية السورية في الساعة 11.30 و12 ظهراً بالتوقيت المحلي أمس (الثلاثاء)، مستودعاً ضخماً للذخيرة تابعاً للإرهابيين في الأطراف الشرقية لبلدة خان شيخون في ريف إدلب، وكان المستودع يحوي ذخيرة ومعدات، فضلاً عن العثور على مصنع محلي لإنتاج قنابل محشوة بمواد سامة». وأضاف المتحدث: إن المستودع احتوى على ذخائر أسلحة كيميائية تم نقلها إلى البلاد من العراق. ولفت إلى أن أعراض التسمم التي لحقت بالمدنيين في خان شيخون والتي ظهرت في مقاطع الفيديو على شبكات التواصل الاجتماعي، مشابهة تماماً لتلك التي أصابت المدنيين خريف العام الماضي والتي ألقاها الإرهابيون في حلب. وأكد البيان أن «المعلومات الواردة أعلاه موضوعية تماماً وموثوق بها».
وبعد الموقف الأميركي الجديد وما تلاه من مواقف أوروبية تجاه حرية الشعب السوري في اختيار رئيسه، والتخبط الذي أصاب وفد ما يسمى «الهيئة العليا للمفاوضات» التي تتبع للرياض، والفصائل الإرهابية التي تدعمها، ظهرت علينا في وسائل «إعلامهم» الثلاثاء رواية قصف لبلدة خان شيخون بالسلاح الكيماوي ومقتل عشرات الأطفال والمدنيين، وقبل أي تحقيق بما جرى وكيف جرى، كانت كل الإثباتات لدى المعارضات والتنظيمات الإرهابية ورعاتهم جاهزة لاتهام الجيش العربي السوري.
وقد نفى الجيش العربي السوري بقوة استخدامه أسلحة كيميائية الثلاثاء أو في الماضي، واعتبر أن تلك الأنباء هي «افتراء»، وأن هذه الاتهامات «دعائية» وتأتي خدمة للمسلحين. وتسيطر «هيئة تحرير الشام» التي تعتبر «جبهة النصرة» المدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية على معظم محافظة إدلب، على حين تسيطر تنظيمات إسلامية أبرزها «حركة أحرار الشام الإسلامية» على أجزاء منها. جاءت المزاعم الجديدة باستخدام الجيش العربي السوري للسلاح الكيميائي بعد أيام قليلة من إعلان البيت الأبيض رسمياً أن الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب «لا تركز على «إزاحة» الرئيس بشار الأسد، بل على هزيمة تنظيم داعش الإرهابي، الأمر الذي أثار امتعاض المعارضات السورية ووجهت له انتقادات حادة.
وعلى صعيد ردود الفعل الدولية، أدانت إيران بشدة أي استخدام للسلاح الكيميائي في سورية بصرف النظر عن مسببيه وضحاياه، ونقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي: إن هذه الحادثة المؤلمة لم تكن الأولى التي استخدم فيها السلاح الكيميائي خلال الأزمة السورية. وتابع قائلاً: «نعتبر التعامل مع تلك الحادثة وفق المعايير المزدوجة والدعايات الموجهة القائمة على الأحكام المتسرعة واستغلالها كمادة للاتهام وكسب المواقف والأهداف السياسية لبعض اللاعبين، عقبة أمام التعامل الجذري مع ويلات كهذه».
واعتبر قاسمي أن الهدف وراء تلك الأحداث هو الإخلال بالعملية السياسية في سورية ونسف الهدنة. وأضاف: إن طهران تؤكد ضرورة مواصلة المساعي بغية تسوية الأزمة السورية سياسياً كما أنها تعتبر التأخر في فصل المجموعات الإرهابية عن المعارضة السياسية والمواجهة العالمية للإرهاب من الأسباب الرئيسية لمواصلة الأزمة السورية وتكرار مثل هذه المآسي.
وأكد قاسمي أن إيران بوصفها «أكبر ضحايا استخدام السلاح الكيميائي» تعرب عن مواساتها لأسر ضحايا «هذه الكارثة المؤلمة في خان شيخون» وتعلن استعدادها لاستقبال وعلاج مصابي هذه المأساة.
وفي بروكسل التي خيم فيها شبح «الهجوم الكيمياوي» على أجواء المؤتمر الدولي لدعم مستقبل سورية والمنطقة والمنعقد فيها منذ أمس الأول، وصف وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، ما حدث في خان شيخون وفق وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء بـ«الجريمة التي يندى لها الجبين». وأوضح أن لبلاده تجربة طويلة مع الإرهابيين، فـ«هم يستخدمون وسائل خبيثة لتمويه الحقائق، ويحاولون إخفاء الأعمال التي يقومون بها ويلقون المسؤولية على أطراف أخرى». وطالب الجعفري المجتمع الدولي بـ«تحقيق دولي عادل وشفاف للكشف عما حدث في مدينة إدلب السورية يوم أمس من هجوم إرهابي»، والتثبت من «هوية الأطراف التي قامت به».
وعلى الرغم من أن العديد من المشاركين في المؤتمر انساقوا وراء مزاعم المعارضات السورية وأشاروا إلى مسؤولية الحكومة السورية عما حدث، إلا أن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي حاولا إضفاء صيغة أكثر دبلوماسية على كلامهما، مطالبين بتحقيقات شفافة من أجل تحديد الطرف الذي قام بالهجوم، وفقاً لـ«آكي».
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غونتيرش إلى أن «ما حدث يوم الثلاثاء يدل على أن جرائم الحرب لا تزال مستمرة في سورية»، قائلاً: «نطالب بتحديد المسؤوليات وإقرار العدالة». وعبّر عن أمله بأن تتحمل الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي مسؤولياتها من أجل ترسيخ مفهوم عدم الإفلات من العقاب.
من جانيه ووفقاً لما نقلت وكالة «رويترز»، قال البابا فرانسيس أمام عشرات الآلاف الذين تجمعوا في ساحة القديس بطرس لعظته الأسبوعية: «نحن مصدومون بسبب الأحداث الأخيرة في سورية. »
وعبر البابا عن «استنكاره الشديد للمجزرة غير المقبولة» مضيفاً: إنه يصلي من أجل «الضحايا العزل وبينهم الكثير من الأطفال»، مناشداً «ضمائر أولئك الذين بيدهم السلطة السياسية على المستويين المحلي والدولي كي تنتهي هذه المآسي».
وكان البيت الأبيض وصف الهجوم «الكيميائي» بـ«المشين». وقال المتحدث باسمه شون سبايسر فيما بدا أنه انسياق وراء مزاعم المعارضات: إن «هذا العمل المروع من جانب نظام (الرئيس) بشار الأسد هو نتيجة ضعف الإدارة السابقة وانعدام التصميم لديها»، مضيفاً: إن بلاده «تقف إلى جانب حلفائها في أنحاء العالم للتنديد بهذا الهجوم الذي لا يمكن القبول به، على حين زعم وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون على حسابه على «تويتر» أن القصف «يحمل كل سمات هجوم نفذه النظام الذي استخدم مراراً الأسلحة الكيميائية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن