سورية

مئات الأميركيين يتظاهرون احتجاجاً على العدوان … النائبة الأميركية غابارد: هجوم ترامب على سورية «متهوّر»

| وكالات

أعربت عضو مجلس النواب الأميركي، تولسي غابارد، عن غضبها وإحباطها من مهاجمة بلادها لسورية، واصفة خطوة الرئيس دونالد ترامب بـ«المتهورة»، في وقت تظاهر فيه مئات الأميركيين وسط مدينة نيويورك احتجاجاً على العدوان الذي استهدف مطار الشعيرات بريف حمص. وأعلن وزير الخزانة الأميركي أنه يعتزم إعلان «عقوبات اقتصادية» إضافية على الحكومة السورية قريباً بذريعة الهجوم الكيماوي في خان شيخون، وسط أنباء عن أن مجلس النواب أقرّ قانوناً يفوّض إدارة ترامب بإرسال صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف من طراز «مانباد» للمسلحين في سورية.
وقالت غابارد، على قناة «سي إن إن» الأميركية، وفق ما نقل الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم»: «الخطوة المتهورة التي اتخذها الرئيس ترامب، سببت لي الغضب والإحباط». وأضافت: إن الشكوك تراودها حول زعم الإدارة بأن الحكومة السورية هي من نفذّت الهجوم الكيماوي.
ووفقاً لها، فإن البراهين التي تتحدث عنها الإدارة في واشنطن كان ينبغي أن تقدمها إلى الكونغرس والأميركيين.
وأكدت غابارد، أنه «لا ينبغي علينا الاستمرار بهذا النهج المدمر في تغيير الأنظمة»، محذرة من أن ذلك لن يؤدي إلا إلى عدد أكبر من الضحايا.
وردا على سؤال على من تلقي باللوم في مقتل المدنيين الأبرياء في سورية؟، قالت غابارد: «يمكن توجيه أصابع الاتهام إلى كثيرين هناك، ولكن من الضروري إيجاد حل بنّاء لهذا النزاع». ووفقا لها، فإن «كل ما تمّ القيام به حتى الآن لم يؤد إلا إلى المزيد من الفوضى بالنسبة للسوريين».
وتابعت: «أنا مهتمة، بتحقيق السلام، وليس بتوجيه أصابع الاتهام». وسبق للنائبة الديمقراطية في مجلس النواب الأميركي أن التقت الرئيس بشار الأسد خلال زيارة سابقة لها إلى سورية. وأعربت عن غضبها وأسفها لأن الرئيس ترامب «استمع إلى وصايا الصقور (الجمهوريين) وعمق بذلك الحرب غير الشرعية الهادفة إلى الإطاحة بالنظام السوري وإسقاط الحكومة السورية».
وبموازاة ذلك، ووفق ما نقلت مواقع الكترونية داعمة للمعارضة، فقد أشادت الأغلبية من الجمهوريين في الكونغرس بالقرار العدواني لترامب بقصف مطار الشعيرات. وعلى الرغم من دعوة زعيمة الأقلية الديمقراطية في المجلس نانسي بيلوسي إلى ضرورة استشارة الرئيس للكونغرس، فقد عبر الكثير من الليبراليين عن ارتياحهم للخطوة التي وصفوها بـ«المتأخرة».
على خط مواز، ذكر موقع «إن بي سي نيويورك» الالكتروني الأميركي، وفق ما نقلت وكالة «سانا»، أن «مئات المتظاهرين خرجوا إلى شوارع نيويورك واحتشدوا أمام برج ترامب حاملين لافتات تندد بالعدوان الأميركي على سورية وتطالب الإدارة الأميركية بعدم التدخل في شؤون سورية والدول الأخرى».
على خط مواز، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، أن مجلس النواب الأميركي أقرّ قانوناً يفوّض إدارة ترامب بإرسال صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف من طراز «مانباد» لـ«المعارضة السورية»، وذلك بعد ساعات من العدوان على مطار الشعيرات.
وقالت الصحيفة: إن صياغة مشروع القانون تناقض التوجيهات الدولية التي تدعمها أميركا وتفترض حظراً على نقل أسلحة محمولة على الكتف إلى جهات لا تُعتبر دولاً.
ومنذ 2012، لم يأت مشروع القانون المعروف باسم «قانون تفويض الدفاع الوطني» على ذكر هذه الأسلحة، والنسخة التي أقرها مجلس النواب في أيار الماضي، تتضمن لغة تمنع بوضوح تخصيص أموال لإرسال صواريخ «مانباد» لأي تنظيم يقاتل في سورية، ولكن هذه اللغة ألغيت وقتها واستبدلت بالمادة الحالية بعدما التقى مجلسا النواب والشيوخ لإزالة الفوارق في نسختيهما، علماً أن النسخة التي أقرها مجلس الشيوخ في حزيران لم تأت على ذكر صواريخ «مانباد». إلى ذلك، أبلغ وزير الخزانة الأميركي ستيف منوتشين، الصحفيين، أنه يعتزم إعلان «عقوبات اقتصادية» إضافية على الحكومة السورية في المستقبل القريب في إطار ما أسماه الرد الأميركي على الهجوم الكيماوي في مدينة خان شيخون.
وقال منوتشين بحسب وكالة «رويترز»: «نتوقع أن تلك (العقوبات) ستستمر في أن يكون لها تأثير مهم على منع الآخرين من الدخول في تعاملات تجارية معهم، مضيفاً إن العقوبات مهمة للغاية وسنستخدمها لتحقيق أقصى تأثير».
وتخضع سورية في الوقت الحالي لحزمات عدة من العقوبات الأميركية الأحادية الجانب، وذلك في إطار سياسة العقوبات التي تمارسها واشنطن في حق دمشق منذ العام 2004. من جهة ثانية، تقدم عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، بمشروع قرار يزعم أن الرئيس بشار الأسد «فاقد للشرعية» ويدعو لـ«محاسبته»، ويحمّل مشروع القرار «النظام» المسؤولية عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بما في ذلك الاستخدام المؤكد للأسلحة الكيميائية. ويدعو مشروع القرار، وفق ما نقلت مواقع الكترونية داعمة للتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة، مجلس الأمن الدولي لاتخاذ إجراءات فورية وحاسمة رداً على استخدام النظام السوري الأسلحة الكيميائية، وفق ادعاءاته.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن