الخبر الرئيسي

لافروف لتيلرسون: ذريعتكم غير صحيحة.. وموسكو قدمت أدلة براءة الجيش السوري.. والأميركيون طالبوا رئيسهم ببراهينه … من باول إلى هيلي.. العربدة الأميركية مستمرة

| الوطن – وكالات

يبدو أن العربدة التي تمارسها مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي بحشد المواقف الدولية ضد سورية قبل وبعد اعتداء بلادها على مطار الشعيرات العسكري بريف حمص فجر الجمعة الماضي، لا تختلف عن مثيلتها التي مارسها وزير خارجية بلادها الأسبق كولن باول والتي سببت لاحقاً في عام 2003 غزو العراق بمزاعم «امتلاك أسلحة دمار شامل» ثبت لاحقاً زيفها.
وفجر الجمعة قصفت بارجة أميركية «الشعيرات» بصواريخ «توماهوك» ليجتمع بعدها مجلس الأمن من أجل مناقشة الاعتداء، وخلال كلمتها زعمت هيلي أن إجراء بلادها كان «مبرراً تماماً» بسبب ما سمته «هجوماً مميتاً بأسلحة كيميائية»، معربة عن «استعداد بلادها لفعل المزيد لكننا نأمل في ألا يكون ذلك ضرورياً».
مندوب بوليفيا في مجلس الأمن الدولي، ساشا سيرغو، رد على هيلي برفع صورة لباول خلال جلسة المجلس ذاته، حول العراق في 5 شباط 2003 حين عرض باول أسلحة زعم أنها أسلحة دمار شامل في العراق، واعتبر سيرغو أن «الأسلحة الكيميائية ليست سوى ذريعة أميركية للتدخل عسكرياً في سورية».
داخل أميركا كان المشهد يعبر عن رفض للخطوة «المتهورة» التي أقدم عليها ترامب على حد وصف عضو مجلس النواب الأميركي تولسي غابارد التي أكدت أن الشكوك تراودها حول زعم الإدارة بأن الحكومة السورية هي من نفّذت الهجوم الكيميائي في خان شيخون وقالت على قناة «سي إن إن» الأميركية: «إن البراهين التي تتحدث عنها الإدارة في واشنطن كان ينبغي أن تقدمها إلى الكونغرس والأميركيين».
وبموازاة تظاهرات خرجت في نيويورك ولوس أنجلس وعدة مدن أميركية، احتجاجاً على عدوان الشعيرات أكد السيناتور الجمهوري ريتشارد بلاك أن الولايات المتحدة اعتمدت على أدلة جاءت بشكل حصري من الإرهابيين، وأضاف في حديث لوكالة «سبوتنيك»: «أعتقد جازماً بعدم وجود أي احتمال أن تكون سورية نفذت هجوماً بالغاز (…) وأعلم أن الهجوم لم يحدث».
موقع «هافيغتون بوست» الأميركي اعتبر أن هجمات ترامب المفاجئة على سورية تلائم فلسفة «الأفعال غير المتوقعة»، أو نظرية «الرجل المجنون»، التي دافع عنها وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر والذي عمل مستشاراً رئيسياً لترامب في التفاوض حول العلاقات بين أميركا والصين وروسيا، وتقضي نظريته بأن التصرف بنمطٍ «غير منطقي» يمكن القادة الأميركيين أن يضعوا خصومهم باستمرار في موقف يخشون فيه تقلُّب القوة الأميركية الخطِر.
ومساء أمس أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لنظيره الأميركي ريكس تيلرسون هاتفياً، أن الضربات الأميركية نفذت بذريعة غير صحيحة وتخدم مصالح المتطرفين، مشدداً على أن «ادعاءات واشنطن باستخدام الجيش السوري السلاح الكيميائي لا تتطابق مع الواقع»، بموازاة نقل وكالة «تاس» عن مصدر دبلوماسي أن روسيا طالبت بإجراء تحقيق مستقل في الهجوم المفترض على بلدة خان شيخون «خلال جلسة طارئة عقدها في جنيف فريق العمل المعني بوقف إطلاق النار في سورية» بمبادرة من الجانب الروسي ترأسها المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا.
وبحسب المصدر فإن «نتائج الجلسة أظهرت أن الجانب الروسي وحده يملك مؤشرات وأدلة مقنعة تثبت عدم تورط القوات المسلحة السورية في الهجوم الكيميائي في خان شيخون».
من جانبها أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس عودة السفينة الحربية «الأدميرال غريغوروفيتش» المجهزة بصواريخ «كاليبر كروز» إلى قاعدتها البحرية قرب السواحل السورية في البحر المتوسط في طرطوس، على حين وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني، العدوان الأميركي بـ«الحماقة».
وبحسب مصادر مراقبة فإنه «لا يمكن وصف ما قامت به إدارة ترامب سوى بالعربدة السياسية والعسكرية التي اعتاد عليها المجتمع الدولي منذ غزو العراق مع فارق أن العالم تغير وباتت روسيا والصين اليوم قوتين فاعلتين على الساحة الدولية ولن تسمحا لواشنطن بمزيد من الغطرسة واستعراض العضلات على أبرياء، وستفرضان احترام القانون الدولي في مجلس الأمن وعلى الساحة الدولية».
وختمت المصادر بالقول إن «الخديعة التي حصلت في العراق وبعدها في ليبيا، لن تحصل مجدداً في سورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن