سورية

عملية تبادل الأسرى والمخطوفين تمت.. واليوم تخرج الحافلات … بدء تنفيذ المرحلة الأولى من «اتفاق البلدات الأربع»

| مازن جبور

بدأ أمس تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق ما بات يعرف بـ«البلدات الأربع» الفوعة، كفريا، الزبداني، مضايا، بعملية تبادل للأسرى والمخطوفين بين اللجان الشعبية في بلدتي الفوعة وكفريا والتنظيمات الإرهابية أشرفت عليها منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، على أن تتم عملية إخلاء الأهالي من البلدتين اليوم.
وقال مصدر مطلع في اتصال هاتفي مع «الوطن»: إنه تم أمس تسلم وإخلاء 8 جثامين شهداء وأربعة أطفال أحياء، و8 نساء أحياء من أهالي بلدتي كفريا والفوعة، كانوا مخطوفين في سجون تنظيم جبهة النصرة المدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية والتي تعتبر أبرز مكونات ميليشيا «هيئة تحرير الشام» ومستثناة من اتفاق وقف إطلاق النار في سورية.
وأشار المصدر إلى أن بعض المفرج عنهم بناءً على الاتفاق كانوا في سجون ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» التي يصر الغرب على عدم إرهابيتها. وأضاف المصدر: إنه مقابل الإفراج عن هؤلاء الأسرى تم الإفراج عن 19 مسلحاً تابعين للتنظيمات الإرهابية كانوا معتقلين لدى اللجان الشعبية في كفريا والفوعة الواقعتين في ريف إدلب الشمالي الشرقي.
وبحسب المصدر، فإنه سيتم إدخال الحافلات إلى البلدات الأربع للإخلاء بالتزامن وبين أن الحافلات التي ستدخل إلى بلدتي الزبداني ومضايا في ريف دمشق الغربي أصبحت موجودة على مدخل البلدتين في حين أن الحافلات التي ستدخل إلى كفريا والفوعة فهي متواجدة في الراموسة بريف حلب الجنوبي الغربي.
وبعد أن كان من المقرر أن تدخل الحافلات إلى البلدات الأربع ويتم الإخلاء أمس، إلا أن العملية أوقفت بشكل مؤقت. وتوقع المصدر، أن يتم ليل الخميس دخول الحافلات إلى البلدات الأربع وأن تبدأ عملية الإخلاء صباح اليوم، وبين أنه من المتوقع أن تستغرق عملية الإخلاء ما بين 24 ساعة إلى 48 ساعة، على أن يتم خلالها إخراج 8000 من أهالي كفريا والفوعة مقابل إخراج 3700 من المسلحين وعائلاتهم من مضايا والزبداني، وذلك وفق ما ينص عليه الاتفاق في مرحلته الأولى.
وفيما يخص المرحلة الثانية، أوضح المصدر أن تعداد أهالي بلدتي كفريا والفوعة هو 16200 مواطن أي سيتبقى منهم 8200 للمرحلة الثانية من الاتفاق في حين سيبقى عدد أكبر من هذا الرقم في بلدتي مضايا والزبداني، وربما يرتبط الأمر بأن هناك من أهالي مضايا والزبداني من يرفض الخروج مع التنظيمات الإرهابية واختار تسوية وضعه والبقاء في كنف الدولة، أي إن ليس كل من بقي في مضايا والزبداني سيخرج. وأوضح المصدر، أن المرحلة الثانية من الاتفاق ستشمل بالإضافة إلى البلدات الأربع كلاً من مخيم اليرموك وبلدتي بيت سحم وببيلا جنوب العاصمة دمشق.
وفي حين سيتم نقل المسلحين وعائلاتهم إلى إدلب، بين المصدر أنه بالنسبة للأسرى الأحياء وجثامين الشهداء سيتم نقلهم اليوم إلى دمشق، في حين أن الـ8000 الذين سيخرجون اليوم فسيتم توزيعهم ما بين محافظات دمشق واللاذقية حيث سيضافون عند أقاربهم، وقسم سيذهب إلى مركز للإيواء أعد لذلك في بلدة حسياء بمحافظة حمص.
وبين المصدر، أن من سيخرج من أهالي كفريا والفوعة في المرحلة الثانية من الاتفاق سيجهز لهم مراكز إيواء لم تحدد أماكنها بعد.
وطوال السنتين الماضيتين عمل الطيران السوري والروسي على إلقاء المواد الغذائية والصحية والأساسية عبر المظلات للأهالي في بلدتي كفريا والفوعة في حين تصدى الأهالي واللجان الشعبية لعشرات الهجمات الإرهابية وتمكنوا من إلقاء القبض على العديد من الإرهابيين.
ونص الاتفاق على إخراج مسلحي مدينة الزبداني وبلدتي مضايا وبقين مع عائلاتهم باتجاه الشمال السوري، مقابل إخراج اهالي بلدتي كفريا والفوعة، على أن تنتهي العملية قبل منتصف نيسان الجاري.
ويشمل الاتفاق إخراج 170 مقاتلاً من المتبقين في الزبداني وهم ينتمون لميليشيا «كتائب حمزة بن عبد المطلب» التي يقودها المدعو أبو عدنان الزبداني والتابعة لـ«حركة أحرار الشام الإسلامية» مع عائلاتهم المتواجدين في مضايا والزبداني، إضافة إلى عشرات المسلحين من بلدة مضايا المجاورة مع عائلاتهم، على أن يخرج في المقابل أهالي الفوعة وكفريا في مقدمتهم الحالات الصحية الحرجة أكثر من غيرها.
وسبق أن تحدثت مواقع الكترونية معارضة، أن الاتفاق لا يشمل من يسمون أنفسهم «ثوار الجبل الشرقي» في الزبداني على اعتبار أنهم ينتمون لـ«جبهة النصرة» ويقدر عددهم بمئة مقاتل. ووفق المصادر فإن «النصرة» لم تقبل بالاتفاق وهي تسيطر عبر «هيئة تحرير الشام» على المناطق التي من المقرر أن تعبر منها قوافل الخارجين من الفوعة وكفريا، فطلبت في المقابل إدراج مقاتليها في جنوب دمشق ومخيم اليرموك على وجه الخصوص في بنود الاتفاق»، وفي هذا الخصوص نقلت مواقع معارضة في وقت سابق عن المدعو «أبو عدنان» تأكيده «التوصل لاتفاق بخصوص البلدات الأربع».
من جانبها أعلنت وكالة «سانا» أمس عن «بدء تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق الذي تم التوصل إليه لإخراج الأهالي من بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب المحاصرتين منذ أكثر من سنتين واللتين تعرضتا لقصف بمئات القذائف من قبل التنظيمات الإرهابية التكفيرية ما تسبب باستشهاد عشرات الأشخاص وتضرر البنى التحتية وخروج المرافق التعليمية والصحية وشبكات الكهرباء والهاتف والمياه عن الخدمة».
وذكرت، أن الاتفاق يقضي بإخراج الأهالي من بلدتي كفريا والفوعة باتجاه مدينة حلب بالتوازي مع خروج المسلحين وعائلاتهم من الزبداني ومضايا إلى مدينة إدلب وذلك بإشراف الهلال الأحمر العربي السوري».
وأواخر العام الماضي تم التوصل إلى ما أطلق عليه اتفاق حلب ونص على خروج نحو 4500 من الفوعة وكفريا، مقابل إخراج قرابة 50 ألفاً من المسلحين وعائلاتهم من الأحياء الشرقية لمدينة حلب، وبينما تم إخراج جميع مسلحي حلب وعائلاتهم، خرج 900 من الجرحى وعائلاتهم من البلدتين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن