سورية

المهجرون يطالبون بمعرفة مصير أبناء بلدتيهم الذين أسعفوا إلى المشافي الميدانية وتركيا … ناجون من مجزرة الراشدين بحلب لـ«الوطن»: المفخخة «كيا سيراتو» دخلت من مناطق الإرهابيين

| حلب- الوطن

أكد شهود عيان نجوا من مجزرة الراشدين غرب حلب، التي وقعت السبت، أن السيارة المفخخة التي انفجرت هي من نوع «كيا سيراتو» ومصدرها مناطق سيطرة المسلحين، وأدت إلى استشهاد 96 مهجراً من أهالي الفوعة وكفريا وجرح 200 آخرين.
وشدد الشهود الذين التقتهم «الوطن» في «محلجة تشرين» في منطقة جبرين شرق حلب حيث جرى إيواؤهم، على أن السيارة كورية الصنع نوع «كيا سيراتو» سوداء اللون ومن دون لوحات، قدمت من مناطق سيطرة المسلحين في الطريق الذي سلكته سيارات الهلال الأحمر التركي ووزعت بطاطا «شيبس» على أطفال الفوعة وكفريا العالقين في منطقة الراشدين التي تسيطر عليها «هيئة تحرير الشام» التي تعتبر «جبهة النصرة» أبرز مكوناتها.
وفي التفاصيل، قال الشهود: إن 4 سيارات نوع «فان» تابعة للهلال الأحمر التركي توقفت على مسافة من الحافلات التي تقل مهجري الفوعة وكفريا الذين قضوا يوماً كاملاً من دون طعام نتيجة امتناع مسلحي «تحرير الشام»، الذين أنيط بهم مرافقة الحافلات وحمايتها، عن تقديم الطعام ومنع دخول سيارات من الحكومة السورية لتقديم الطعام لهم.
وأوضح أحدهم، أنه «بينما دعا عناصر الهلال الأحمر التركي الأطفال في الحافلات لتناول البطاطا التي رميت على الأرض بطريقة مذلة وكانوا يصورون بكاميرات الفيديو تهافت الأطفال الجائعون عليها، قدمت سيارة «كيا سيراتو» من الطريق نفسه التي أتت منه الفانات، ثم انفجرت مخلفة شهداء وجرحى كثر، منعنا عناصر جبهة النصرة من إنقاذهم». ولفت إلى أنه «من المفترض أن يحتفظ موظفو الهلال الأحمر التركي، الذين كانوا يصورون ويوثقون عملية توزيع البطاطا، بمشاهد للسيارة المفخخة والانفجار الذي أحدثته»!
وأضاف آخر من اللجان الشعبية المرافقين للحافلات: «اشتبكنا بالأسلحة الفردية التي كان بعضنا يحملها، مع مسلحي «النصرة» الذين أطلقوا النار وبعض القذائف لمنعنا إنقاذ مصابي التفجير، وبعد قيام «النصرة» بالاستحواذ على الأسلحة من شبابنا الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و22 سنة، توقف الاشتباك بعد قدوم سيارات الإسعاف التركية التي أقلت الجرحى إلى مناطق المسلحين جهة الغرب».
وعلمت «الوطن» أن الجرحى جرى نقل بعضهم إلى مشفى أطمة الجراحي الميداني بالقرب من معبر باب الهوى عند الحدود التركية على حين نقل آخرون إلى مشاف داخل الأراضي التركية وأن الجرحى الذين يبلغ عددهم نحو 100 مصاب وتم نقلهم إلى مشافي حلب تم اصطحابهم بسيارات الإسعاف التركية ثم أعيدوا إلى الحافلات بسبب إصاباتهم البسيطة على حين الجرحى الـ100 الآخرين ما زالوا في عداد المفقودين وجرى تسجيل أسمائهم لدى لجنة مختصة في مركز إيواء جبرين للتحري عنهم.
وبيّن متابعون لعملية نقل مهجري الفوعة وكفريا لـ«الوطن» أن رواية وسائل إعلام المعارضة عن أن سيارة تابعة للحكومة السورية حملت بطاطا «شيبس» إلى مكان التفجير ونفذته «واهية ولا أساس لها من الصحة والمنطق»، وأكد أحدهم استبعاد صدق رواية المسلحين لأنه «من غير المعقول أن سيارات الحكومة السورية التي دخلت من مناطق سيطرة الجيش العربي السوري لتحمل مساعدات غذائية للأطفال والأهالي الجائعين تكون محملة فقط بـالـ«شيبس» لإطعامهم»!
وبدا من أهالي الفوعة وكفريا في «محلجة تشرين»، حيث قدمت لهم الخدمات الإغاثية والغذائية والطبية اللازمة، أن حالتهم النفسية مزرية جداً جراء حصارهم لحوالي سنتين والهجمات المتكررة على بلدتيهما وإطلاق القذائف بشكل مستمر عليهم، إضافة إلى التفجير الإرهابي في الراشدين الذي تسبب بتمزيق غشاء الطبل للكثير منهم بسبب شدته وكمية المتفجرات التي تقدر بطن منها.
ولا يزال هؤلاء المهجرون يسألون عن حال أفراد عائلاتهم وأقاربهم وجيرانهم المفقودين ممن أسعفوا إلى مناطق المسلحين أو تركيا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن