طيران التحالف قتل نحو 30 داعشياً … معركة مدينة الرقة تراوح في مكانها
| الرقة – دمشق – الوطن – وكالات
تستمر معركة الرقة التي تخوضها «قوات سورية الديمقراطية- قسد» بدعم من قوات «التحالف الدولي» ضد تنظيم داعش الإرهابي دون أي تقدم جديد لتلك القوات خلال الأيام الماضية داخل المدينة، في حين وردت أنباء عن مقتل نحو 30 داعشياً بضربات نفذها طيران هذا «التحالف» على معاقل التنظيم. ومازالت خطوط السيطرة في مدينة الرقة منذ يوم الأربعاء الماضي على حالها دون أي تغير وذلك بعد دخول «قسد» إلى جزء من الأحياء الشرقية في المدينة وكسرهم لأهم خط دفاع لداعش وهو سور الرقة الأثري من الجهة الشرقية. وأكد مصدر من «قسد»، لـــ«الوطن»، أن سبب عدم وجود تقدم أن داعش استطاع حفر شبكة هائلة من الأنفاق داخل المدينة تمكنه من التنقل بحرية من دون أن يكون مكشوفا لعناصر الرصد وكذلك للطيران الذي لم تؤد الغارات التي يقوم بها إلى ضرب البنية التحتية الأساسية لداعش، والأمر الأخر أن جميع المنازل التي اقتربت منها «قسد» مفخخة بكميات هائلة من المتفجرات ولا يمكن لوحدات الهندسة الوصول إليها بسهولة لتفكيك هذه الألغام. إلى ذلك، كشفت مصادر محلية في مدينة الرقة، أن «قسد» تعاني من خلافات كبيرة نتيجة عدم وحدة أهداف هذه العمليات بين جميع الميليشيات المشاركة في حملة تحرير الرقة من داعش. وإلى جانب ذلك هناك مشكلة حقيقية يراها أبناء الرقة تتمثل في وجود مقاتلين من العشيرة الواحدة منقسمين بين «قسد» وداعش وهذا يؤدي إلى عدم إقدام البعض من «قسد» على الهجوم الكبير خشية أن يقتلوا إخوتهم أو أبناء عمومتهم، وهذا من شانه أن يورثهم ثأر قادم بعد تحرير الرقة. وهذه القضية نفاها الناطق باسم «قسد» طلال سلو بشكل قاطع وأكد عدم انسحاب «قوات النخبة السورية» من المعركة، وأن جميع مكونات «قسد» تقاتل جنباً إلى جنب في معركة الرقة ولا يمكن لأحد شق صف «قسد» ونفى أيضاً إرسال قوات من الرقة إلى محيط مدينة عفرين. من جانب آخر واصل داعش إرسال المفخخات إلى مواقع تجمع «قسد» في الوحدة الإرشادية في جزة البوحميد في الريف الشرقي للمدينة من جهة الجزيرة، حيث تتواجد هناك تجمعات لــــ«قسد»، مما أدى إلى مقتل وجرح أكثر من 15 عنصراً من الأخيرة، وذلك نتيجة استهداف هذا التجمع بعربتين مفخختين.
من جانبه، نقلت صفحات على موقع التواصل الاجتماعي الـ«فيسبوك» عن تنسيقيات المسلحين، أمس، إعلانها عن مقتل جندي أميركي يُدعى «Robert Grodt» خلال الاشتباكات مع تنظيم داعش في مدينة الرقة، وأن أحياء المدينة تشهد اشتباكات عنيفة بين «قوات سورية الديمقراطية – قسد» من جهة وتنظيم داعش من جهة أخرى.
بدوره «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، أفاد بأن طائرات «التحالف الدولي» صعَّدت خلال الـ24 ساعة الفائتة (الإثنين)، ضرباتها مستهدفة مناطق سيطرة تنظيم داعش في مدينة الرقة وريفها، حيث أدت هذه الضربات إلى مقتل نحو 30 من عناصر التنظيم، والتي رافقت الاشتباكات المستمرة بين «قسد» وقوات عملية «غضب الفرات» من جهة، وعناصر التنظيم من جهة أخرى، على محاور في أطراف حي هشام بن عبد الملك بجنوب مدينة الرقة، وفي محاور بالمدينة القديمة وحي بريد الدرعية، تزامنت مع استهدافات متبادلة بين طرفي القتال، ما تسبب بسقوط خسائر بشرية مؤكدة من الجانبين. الاشتباكات هذه، وبحسب المرصد، ترافقت مع استمرار قوات مجلس منبج العسكري وقوات «قسد» بتحصين مواقعهما وتثبيت نقاط سيطرتهم في قرية العكيرشي بريف المدينة تخوفاً من هجمات معاكسة قد يشنها التنظيم على المنطقة، بهدف محاولة استعادة السيطرة عليها، حيث فرضت «قسد» ومجلس منبج العسكري الإثنين سيطرتهما الكاملة على البلدة التي شهدت في وقت سابق أكبر عملية إعدام جماعي نفذها التنظيم بحق العشرات من عناصره في معسكر العكيرشي. وبهذا التقدم تكون «قسد» أحكمت سيطرتها على مسافة أكثر من 80 كم، من الضفاف الجنوبية لنهر الفرات، من منطقة البوعاصي في الريف الغربي لمدينة الطبقة، وصولاً إلى شرق العكيرشي، التي كانت تضم معسكراً لتدريب عناصر التنظيم «والمعروف باسم «معسكر الشيخ أسامة بن لادن».