مراكز مراقبة وتفتيش روسية جنوب سورية وفي الغوطة.. وأغلب مسلحي «فيلق الرحمن» انحازوا للاتفاق … «منطقة تخفيف التصعيد» شرق العاصمة «مؤقت» ريثما تتم التسوية الشاملة
| الوطن
بينما أعلنت موسكو، أمس، نشر قوات من الشرطة العسكرية الروسية على طول منطقتي جنوب غرب البلاد وغوطة دمشق الشرقية المشمولتين بـ«تخفيف التصعيد» لمراقبة التزام الهدنة، أكد مصدر مطلع على ملف المصالحات، أن اتفاق إنشاء «منطقة تخفيف التصعيد» في الغوطة الشرقية هو اتفاق «مؤقت ريثما تتم التسوية السياسية الشاملة» في البلاد، وكشف عن أنه يتضمن خمس مراحل تبدأ «بوقف إطلاق النار، ومن ثم إخراج الجرحى والمصابين، وفتح معابر لخروج المواطنين بشكل يومي وإدخال المساعدات، وإقامة إدارة مدنية بحتة في المدن والبلدات، وصولاً إلى التسوية السياسية الشاملة».
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال المصدر: إن «الاتفاق مؤقت ريثما تتم التسوية السياسية الشاملة» في البلاد.
وظهر السبت الماضي، قالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان نقلته وكالة «سانا»: «يبدأ وقف للأعمال القتالية في عدد من مناطق الغوطة الشرقية بدءاً من الساعة 12.00 ظهراً، مؤكدة أنه «سيتم الرد بالشكل المناسب على أي خرق».
وقبيل ذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية، وفق موقع «روسيا اليوم» أن «قيادة القوات الروسية في سورية أبرمت مع المعارضة السورية اتفاق ضبط آلية عمل منطقة وقف التصعيد في الغوطة الشرقية»، مشيرة إلى أن الاتفاق تم بوساطة مصرية «بين ممثلين عن وزارة الدفاع الروسية والمعارضة السورية المعتدلة»، في إشارة إلى أن الاتفاق يستثني تنظيم جبهة النصرة الإرهابية.
وبينما أكد رئيس الهيئة السياسية في ميليشيا «جيش الإسلام» محمد علّوش، الاتفاق ودخوله حيز التنفيذ، نفى المتحدث باسم «فيلق الرحمن» وائل علوان تواصل «الفيلق» مع أحد في خصوص ذلك «ولم نوقع أو نشارك في أي اتفاق».
وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ«الوطن» السبت، فإن الاتفاق لا يشمل مناطق سيطرة «النصرة» و«الفيلق» وأحدث شرخاً في صفوف الأخير بين مؤيد له ورافض.
وأوضح المصدر المطلع على ملف المصالحات، أن الاتفاق سيتم تنفيذه على خمس مراحل، «الأولى هي وقف إطلاق النار، والثانية فتح منافذ لنقل الجرحى والمصابين، والثالثة فتح منافذ لعبور المواطنين لعدد من الساعات بشكل يومي، والرابعة إقامة إدارة مدنية بحتة في المدن والقرى وتبادل الموقفين، والخامسة هي التسوية السياسية الشاملة».
وأكد المصدر، أن الجيش العربي السوري ملتزم بالهدنة، على حين يتم خرقها من قبل القسم الذي انحاز إلى «النصرة» من «فيلق الرحمن»، موضحاً أن نسبة من انحازوا إلى الاتفاق من «الفيلق» تصل حالياً إلى أكثر من 80 بالمئة.
كما أكد، أن الهدنة صامدة لليوم الثالث على التوالي، على الرغم من خرقها لمرتين من المنحازين إلى «النصرة» من «الفيلق»، على حين ادعى «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أن الجيش العربي السوري هو من يخرقها.
وأعرب المصدر اعتقاده أن اتفاق الغوطة الشرقية سوف «يصمد»، لأن الميليشيات المسلحة في «حالة ضعف» بعد سيطرة الجيش العربي السوري على جميع الأنفاق المحيطة في المنطقة، وتوقف إمداداتهم التي كانت تأتي من فليطا بالقلمون الغربي بعد سيطرة الجيش عليها.
وأكد المصدر، أن 90 بالمئة من الأهالي في الغوطة الشرقية يؤيدون حصول تسوية شاملة مع الحكومة السورية والعيش في ظل كنف الدولة.
وفي موسكو، أعلن الفريق أول سيرغي رودسكوي، رئيس مديرية العمليات العامة في هيئة الأركان الروسية عن نشر نقطتي تفتيش و10 مراكز مراقبة على حدود منطقة تخفيف التوتر جنوب غرب سورية، وصولاً إلى مسافة 13 كم من الجولان العربي السوري المحتل. وأوضح، بحسب موقع قناة «روسيا اليوم»، أن نشر النقاط التابعة للشرطة العسكرية الروسية جرى يومي 21 و22 تموز، في المناطق المتفق عليها من خطوط التماس بين أطراف النزاع في منطقة تخفيف التوتر جنوب غرب سورية.
وقال: «أقرب نقطة (من الجولان) تقع على مسافة 13 كم من المنطقة العازلة بين القوات الإسرائيلية والسورية في الجولان».
وذكر، أن نشر الشرطة العسكرية الروسية جنوب غرب سورية جاء تنفيذاً للمذكرة الموقعة بين روسيا والولايات المتحدة والأردن بهذا الشأن في 7 تموز الجاري. وأكد أن الجانب الروسي أبلغ أميركا والأردن و«إسرائيل» مسبقاً بعملية نشر عناصر الشرطة العسكرية في المنطقة.
وفي منطقة تخفيف التوتر في الغوطة الشرقية، نشرت الشرطة العسكرية الروسية اليوم الاثنين نقطتي تفتيش و4 نقاط مراقبة، وفق الموقع الذي نقل عن رودسكوي: أن «مصر استضافت مؤخراً مفاوضات بين ممثلين عن وزارة الدفاع الروسية والمعارضة السورية المعتدلة، سمحت بالتوصل إلى اتفاق حول نظام إدارة منطقة تخفيف التوتر في الغوطة الشرقية».
وأكد استمرار العمل إقامة منطقة تخفيف التوتر في ريف إدلب، موضحاً أنه بعد انتهاء المشاورات بهذا الشأن، ستستأنف عملية أستانا حول تثبيت الهدنة.
وأشار إلى تراجع عدد الخروقات لنظام وقف إطلاق النار في أراضي سورية برمتها مع تقدم تنفيذ الاتفاقات السياسية حول التسوية في سورية، ما سمح لمركز حميميم للمصالحة بالتركيز على استعادة الحياة السلمية في الأراضي السورية، إذ شهدت الفترة منذ أوائل حزيران الماضي حتى اليوم، التوقيع على 508 اتفاقات مع مدن وبلدات سورية حول الانضمام للهدنة، ليبلغ العدد الإجمالي للمدن والبلدات المشمولة بالهدنة 2043، إضافة إلى وصول عدد الميليشيات المسلحة المشاركة في وقف إطلاق النار 228 فصيلاً.
وأكد أن تثبيت نظام وقف إطلاق النار وإقامة مناطق تخفيف التوتر، سمح للجيش السوري بتوجيه قوات إضافية لمحاربة الإرهاب، وتحقيق نجاحات كبيرة في هذا المجال بدعم من القوات الجوية الفضائية الروسية.
وقال: إن «القوات الحكومة السورية كانت تسيطر على قرابة 19 ألف كم مربع من الأراضي السورية وقت انطلاق العملية العسكرية الروسية لمحاربة الإرهاب. أما اليوم فازدادت المساحة الخاضعة لسيطرة الجيش 4 مرات وصولاً إلى 74.2 ألف كم مربع».
وأوضح أن الجيش السوري نجح خلال الشهرين الماضيين في تطهير قرابة 20 ألف كم مربع من الإرهابيين. ولدعم عمليات الجيش السوري، قامت الطائرات الحربية الروسية خلال هذه الفترة بأكثر من ألفي طلعة قتالية، ووجهت 5850 ضربة إلى أماكن تجمع الإرهابيين ومعسكرات التدريب التابعة لهم.