استعادة الميادين صدمة للإرهاب ورعاته
| ميسون يوسف
في أيام قليلة أنجز الجيش العربي السوري مع الحلفاء استعادة السيطرة على مدينة الميادين وإعادتها إلى كنف الدولة، موجهاً بذلك ضربة مؤلمة للإرهاب ورعاته ومسقطاً الكثير من الأحلام التي ما زالت تراود أو تدغدغ آذان قيادة العدوان على سورية.
فللميادين أهمية إستراتيجية متعددة الوجوه، تبدأ من موقعها الجغرافي المتوسط بين دير الزور والبوكمال، المدينة الحدودية السورية الأخيرة على الحدود مع العراق، وتتصل أهميتها في الوظائف التي اعتمدها الإرهابيون لها في المنطقة الشرقية والفرات الأوسط وتصل في النهاية إلى التأثير المباشر على خطط العدوان في تلك المنطقة.
لقد اتخذت داعش من الميادين قاعدة لوجستية مركزية لكامل المنطقة ووسعت نشاطها فيها إلى درجة إقامة مراكز التصنيع المتعددة الوجوه خدمة للأعمال الإرهابية، كما أن داعش أقامت في الميادين مركز عمليات لقيادة أعمالها الإرهابية ولتركيز منظومة القيادة والسيطرة فيها، وأمنت الميادين من موقعها خط الإمداد المتبادل بين دير الزور والبوكمال باتجاه العراق وكذلك خط الإمداد من العراق إلى دير الزور والرقة.
راهن الإرهابيون ورعاتهم بقيادة أميركية، على صعوبات الميدان وتعقيدات الجغرافية ومناورات الإرهابيين واعتداءاهم على الخطوط الخلفية للقوات المتقدمة والعاملة جنوبي دير الزور لمنعها من الوصول إلى الميادين، لكن الرهان أخفق ووجه الجيش السوري وحلفاؤه الصفعة القوية لهم حيث استطاع أن يحافظ على زخم العمليات في دير الزور ومحيطها وعلى الضفة الشرقية للفرات بين دير الزور والميادين ثم يستعيد السيطرة على الميادين في أيام معدودة مسطرا بذاك بأحرف من بطولة واحتراف واقتدار، صفحة أخرى من صفحات المجد العسكري السوري.
لقد حقق بسط الجيش السوري سيادته على الميادين جملة أهداف إستراتيجية وعملانية لمصلحة دمشق وحلفائها في معسكر المواجهة والدفاع، حيث إنه أدى أولاً إلى الإجهاز على موقع عسكري مهم للإرهابيين وأدى إلى تقليص المساحة المتبقية بيده وكذلك أدى إلى فتح الطريق سريعاً لاستعادة السيطرة على البوكمال وملاقاة الجيش العراقي على الجانب الآخر من الحدود لإعلان البلدين تصفية داعش في المنطقة، كما أدى إلى إجهاض خطة أميركا بالسيطرة عبر مرتزقتها على مثلث النفط شرقي الفرات، وأكد ثبات الإنجازات الهامة للجيش السوري في كامل المنطقة، والأهم من كل ذلك شكل حلقة متقدمة في مسار تصفية الإرهاب من سورية.