سهر.. وطرب.. وحب!سهر.. وطرب.. وحب!
| عصام داري
السهر رفيق العشاق والشعراء والأدباء والفنانين، والسهر يرتبط بالقمر والحب والطرب والحب وكل شيء ساحر، يفتح بوابات الإبداع في التأليف الأدبي والشعري والموسيقي.والسهر هو من أكثر الموضوعات حضوراً في الأغنية العربية، حيث أبدع الشعراء والملحنون والمطربون وزودوا المكتبة الموسيقية العربية بأروع الأغاني والألحان بما تعجز عن تعداده الدراسات.أعترف أني وجدت صعوبة في الكتابة عن السهر وأغانيه، لكنني رأيت أن أبدأ من أغنية «سهار بعد سهار» التي غنتها فيروز ولحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب في مطلع الستينيات من القرن العشرين الماضي.والسبب في اختياري لهذه الأغنية أن لها قصة، فقد قصد عبد الوهاب خلال زيارته لبيروت عام 1961 بيت عاصي الرحباني، وعندما همّ بالذهاب قال له عاصي: سهار بعد سهار تـ يحرز المشوار!.فأعجب عبد الوهاب بهذه الدعوة للسهر وبكلمات عاصي قائلاً: كلماتك تصلح لأغنية، فرد عاصي: سأكملها لتصبح أغنية، وهكذا كان، فأكمل عاصي الأغنية وأعطاها عبد الوهاب لحناً ساحراً ورائعاً.وفي برنامج «النهر الخالد» التلفزيوني الذي حاور فيه سعد الدين وهبة الموسيقار عبد الوهاب تحدث عن هذه الأغنية وأبدى بشكل خاص استغرابه من حرف التاء عندما تقول: (سهار بعد سهار تــ يحرز المشوار) وقال: إن حرف التاء في اللهجة اللبنانية يقوم مكان كلمة (علشان) يحرز المشوار.ومادمت أتحدث عن السهر والأغنية والحب والهوى لا بد لي من المرور على أغنية غناها محمد عبد الوهاب نفسه وهي من شعر أحمد شوقي، يقول مطلعها:سهرت.. منه الليالي.. ما للغرام ومالي هكذا يرى شوقي السهر علامة للغرام، لذا يغني فريد الأطرش من ألحانه وكلمات عبد العزيز سلام:سألني الليل بتسهر ليه.. مادام قلبك صبح خالي..سهرت يا ليل أنادي عليه واعيد الذكرى على باليكما كتب أحمد رامي ولحن رياض السنباطي وغنت أم كلثوم:سهران لوحدي أناجي طيفك الساريسابح في وجدي ودمعي ع الخدود جاريومن أجمل أغاني السهر أيضاً الأغنية التي نظمها مأمون الشناوي ولحنها كمال الطويل وغنتها نجاة الصغيرة ويقول مطلعها:أســـهر وانشغل أناوأنت ولا أنت هناومن الأغاني الحديثة «سهرنا يا ليل» للمطربة أليسا، وغنى وليد توفيق «غزالي راح ويلي من غزالي ملاني جراح وسهرني الليالي» أما نجوى كرم فتغني «خلص السهر وما نعسو عينينا.. ضجر القمر ومدينا أيدينا».بعد كل هذه الأغاني عن السهر والسهارى، والحب والعشاق، ترى، هل صدق الشاعر الذي قال: «فما أطال النوم عمراً ولا قصر في الأعمار طول السهر».الجواب ليس صعباً إذ تؤكد كل الدراسات العلمية والطبية أن السهر يضر الصحة ويقصر الأعمار، أما النوم – كما تقول آخر دراسة – فهو يساعد على الشعور بالانتباه والراحة، ولأهميته أيضاً على الصحة والجمال والصحة الذهنية. كما يساعد النوم على زيادة مخزون الطاقة في الجسم، وتجديد خلايا وأنسجة الجسم، كما أنه مهم للجهاز العصبي، ويساعد على تنشيط الذاكرة، لكننا سنسهر لنقطف زهرة يانعة من شجرة الحب والفرح والمرح.