دعاه إلى زيارة البيت الأبيض.. وروسيا والصين ترحبان بـ«القمة التاريخية» … ترامب: بنيت علاقات خاصة جداً مع كيم
وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون أمس وثيقة مشتركة شاملة في أعقاب القمة التاريخية التي جمعت الرئيسين في سنغافورة.
ونقلت «رويترز» عن ترامب قوله بعد توقيع الوثيقة إنه بنى «علاقة خاصة جداً مع رئيس كوريا الديمقراطية»، داعياً إياه لزيارة البيت الأبيض، ومشيراً إلى أن العلاقات مع كوريا الديمقراطية ستكون مختلفة تماماً عنها في الماضي. ووعد ترامب بتطوير العلاقات الأميركية الكورية الديمقراطية سريعاً، مشيراً إلى أن نزع الأسلحة النووية الكورية الديمقراطية سيبدأ «سريعاً جداً».
من جهته قال الرئيس كيم إن «عهداً جديداً» يبدأ بعد «الاجتماع التاريخي»، مضيفاً: إن «العالم سيشهد تغييراً كبيراً».
وقبيل التوقيع قال ترامب: إن الاجتماع مع الرئيس كيم «أفضل مما كان يتوقعه أي شخص».
وأكد الرئيس الأميركي أنه كون «علاقة جيدة» مع رئيس كوريا الديمقراطية في بداية القمة التي جمعتهما في سنغافورة، على حين قال الرئيس كيم «سوف نواجه تحديات» لكنه تعهد بالعمل مع ترامب. وعبر ترامب عن سعادته وقال: إن «اللقاء كان رائعاً ويؤسس لعلاقة جيدة وسوف نحل مشكلة كبيرة».
وقال رئيس كوريا الديمقراطية: «نأتي إلى القمة مع ترامب بعد أن تجاوز الجانبان جميع العقبات».
وأعلن ترامب أن إنهاء الحرب الكورية سيتم قريباً، لافتاً إلى أن الحرب التي شهدتها شبه الجزيرة الكورية بين عامي 1950 و1953 انتهت بهدنة وليس باتفاق سلام.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ترامب قوله في مؤتمر صحفي عقده في ختام قمته مع نظيره الديمقراطي أمس: إنه «سيوقف المناورات الحربية في شبه الجزيرة الكورية لأنها ستوفر مبالغ طائلة للخزينة الأميركية»، مضيفاً إنه يريد سحب قواته من كوريا الجنوبية «في مرحلة ما».
وأشار ترامب إلى أن العقوبات الأميركية المفروضة على كوريا الديمقراطية ستظل قائمة في الوقت الراهن، وقال: «سنرفع العقوبات عندما نتأكد أن الأسلحة النووية لم تعد عاملاً مطروحاً»، مضيفاً: «آمل أن يتحقق الأمر قريباً، وأنا أتطلع لرفعها في مرحلة ما».
ولفت ترامب إلى أن «الرئيس الكوري الديمقراطي تعهد بتدمير موقع للتجارب الصاروخية»، معلناً محادثات جديدة بين واشنطن وبيونغ يانغ الأسبوع المقبل.
وكان الرئيسان اختتما في وقت سابق أمس لقاء القمة بينهما في فندق كابيلا داخل جزيرة سينتوس بسنغافورة وعقدا اجتماعين أحدهما موسع بحضور وفدي البلدين وآخر مغلق ثنائي دام لـ45 دقيقة بحضور مترجمين.
وحضر اللقاء الموسع إضافة إلى كيم وترامب كل من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ومستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي جون بولتون، أما الوفد الكوري فضم وزير الخارجية لي يون هو ونائبه تشوي سونغ هي ونائب رئيس حزب العمال في كوريا الديمقراطية كيم يونغ تشول وشقيقة الرئيس كيم الصغرى وكيم يو جونغ ووزير دفاع كوريا الديمقراطية هيون يونج شول.
ويمثل هذا الاجتماع تحولاً كبيراً في العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الديمقراطية إلا أن المراقبين يشيرون إلى أن واشنطن لا تلتزم بتعهداتها وخير دليل على ذلك انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني الذي أثار انتقادات واسعة حول العالم وسحب ترامب منذ أيام التأييد للبيان الختامي لقمة مجموعة السبع في كندا الذي أثار استهجان أغلبية حلفاء واشنطن المشاركين بالقمة.
وبدوره أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن المفاوضات هي أفضل طريقة لتسوية الأزمة في شبه الجزيرة الكورية ولحل المشكلات والخلافات الدولية ولإحلال الاستقرار العالمي.
ونقلت «سبوتنيك» عن ريابكوف قوله في سياق تعليقه على القمة الأميركية الكورية الديمقراطية أمس: «نعتبر أنه كلما زادت فرص التسوية عبر المفاوضات في الإطار الذي عقد اليوم (أمس) كان الأمر أفضل ليس فقط للوضع في شمال شرق آسيا بل للاستقرار العالمي أيضاً».
وأضاف: وفي حال حصلت سابقة إيجابية في مسألة نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية فسنرحب ليس فقط بذلك بل سنقدم أيضاً أقصى قدر من المساهمة والدعم من الناحية السياسية، مشيراً إلى أن موسكو تتوقع أن يؤدي هذا الطريق في النهاية إلى فتح الفرص أمام التعاون الاقتصادي الطبيعي في شبه الجزيرة الكورية.
كما أعربت الصين بدورها عن ترحيبها بالقمة بين ترامب وكيم ودعت إلى نزع كامل للسلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية.
ونقلت وكالة «رويترز» عن وزير الخارجية الصيني وانغ يي قوله إن بكين ترحب بالقمة بين الرئيسين وتدعمها مشدداً على الحاجة إلى آلية سلام لشبه الجزيرة الكورية لتبديد المخاوف الأمنية المنطقية لكوريا الديمقراطية.
وأكد الوزير الصيني ضرورة أن تتوصل واشنطن وبيونغ يانغ إلى توافق أساسي لتحقيق نزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزيرة الكورية.
ولفت وانغ يي إلى أن جلوس الرئيسين جنباً إلى جنب لإجراء محادثات مباشرة بينهما ذو معنى ايجابي وأهمية كبرى ويعلن بدء تاريخ جديد.
ومن جهته قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في بيان أمس: إن التزام كوريا الديمقراطية بنزع السلاح النووي إشارة إلى أن زعيمها كيم جونج أون انتبه أخيراً للرسالة بعد اجتماعه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال متحدث باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي للصحفيين وهو يتلو بيان جونسون «نرحب بعقد الرئيس ترامب وكيم جونج أون قمة بناءة. هذه خطوة مهمة نحو استقرار منطقة حيوية للنمو الاقتصادي العالمي».
وكالات