«حقيقة الخديعة» طروحات لإنهاء المسألة الفلسطينية
| سارة سلامة
«للذين أضناهم الشوق إليها، حلمكم بالعودة إلى فلسطينكم، محررة من بحرها إلى نهرها الذي أمسى قاب قوس واحدة ولربما أدنى»، هذا هو الإهداء الذي ذكره الكاتب يوسف جاد الحق، في كتابه الذي حمل حنوان «حقيقة الخديعة»، وهو طروحات ومشروعات لإنهاء المسألة الفلسطينية، وقسم كتابه إلى قسمين الأول احتوى كل منهما على أجزاء وهي: (لعبة المفاوضات، أكذوبة السلام العادل الشامل، حكاية عملية سلام، تنسيق أمني مع العدو كيف ولماذا، إزالة آثار عدوان 1967 أم إزالة مصدره، مشروع حل الدولتين، مجلس اللا أمن الدولي وهيئة الأمم المتحدة علينا، معاهدة أوسلو، والذين حولوا القضية إلى مجرد كلام في الإعلام، يريدونها دولة يهودية)، وكذلك (إسرائيل ليست دولة، نهاية إسرائيل ليست بعيدة، نهاية الكيان الصهيوني ليست بعيدة).
لعبة المفاوضات
ويبدؤها بعبارة: (ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة)، ويقول: «ترى من هو صاحب العقل الشيطاني الذي جاءنا بفكرة المفاوضات العجيبة بين أصحاب الأرض ومغتصبيها؟ أي عبث بالعقول ذلك الذي هدف إليه من وراء لعبته الماكرة هذه؟ وأي أذى ابتغى إلحاقه بالفلسطينيين وقضيتهم جراءها، وبأيديهم أنفسهم في إهدار حقوقهم التاريخية الطبيعية والقانونية والشرعية، وضياع بلادهم شيئاً فشيئاً في سلسلة مفاوضات عبثية طويلة، وبلا نهاية تقف عندها، على حين يمضي الصهاينة في هذا الوقت في ترتيب أمورهم وتنفيذ مؤامراتهم في طمأنينة وأمان، فما دامت هناك مفاوضات تجري توهم الفلسطينيين بأن هناك أملاً سوف تسفر عنه ذات حين لحل سلمي يعيش الجميع في ظلاله، الأمر الذي يعرف أصحاب المخطط بأنه ليس بأفضل من «عشم إبليس في الجنة»، من جهة أخرى من قال إننا نرغب في سلام بمقتضاه وفي ظله مع عدو اغتصب بلادنا؟ بأي حق يعيش معنا ونعيش معه؟ ومن منحه ذلك الحق غير أعدائنا أنفسهم الذين زرعوه في ديارنا، أميركا وبريطانيا ودول أخرى ضالعة له؟
مشروع حل الدولتين
ويقول بداية وبين قوسين: «لعبة جهنمية تستهتر بالعقول لتصفية القضية»، ويتابع: «تروج جهات كثيرة لما يسمى مشروع الدولتين، إحداهما يهودية والأخرى فلسطينية، ولكي تمر الخدعة الكبرى هذه تتظاهر إسرائيل بالرفض، لكي تتصور لعامة الفلسطينيين بأن هذا المشروع الذي هو في حقيقته من أخطر ما مر بالقضية هو مكسب للفلسطينيين وقضيتهم، كإنجاز ما بعده ولا قبله إنجاز، أجبرت إسرائيل عليه، بمعنى أنه لو لم يكن كذلك لما دأبت طويلاً على رفضه، ومن ثم فإن عليهم تلقفه و(العضّ عليه بالنواجذ أيضاً..!)، إذاً إسرائيل ذاتها وراء المشروع الذي تتظاهر برفضه لمجرد التمويه، والخداع والتضليل بالتمثيل.
لماذا مشروع الدولتين؟ وما أهدافه؟ هذه التمثيلية الهزلية رسمت بغية التأثير في نفسية وعقلية جمهرة الشعب الفلسطيني ما برحت قائمة حتى الآن، أبطالها ومخرجوها معروفون، يعملون بدأب قل نظيره لإلباس الباطل ثوب الحق، والمجرم ثوب البراءة اعتماداً على التأثير الإعلامي الرهيب من جهة، وعلى سذاجة الجماهير وغفلتها- فيما يظنون- للوصول إلى تنفيذ هذه المؤامرة المسماة (مشروع حل الدولتين)، التي من شأنها إنهاء القضية الفلسطينية- لو كتب لها النجاح والمرور- ولن ينال الفلسطينيون عندئذ غير هذا الفئات الهزيل، الذي لا يعدو نسبة 15 بالمئة من الأرض الفلسطينية- لو كتب لها النجاح والمرور- الغاصة بالمستوطنات أيضاً.
يريدونها دولة يهودية
وفي هذا الفصل يذكر بداية مقولة: إن (اليهودية ديانة وليست قومية)، فكرة الاستيلاء على فلسطين، وتهويدها بالكامل ليست بالأمر الجديد، لقد كان هذا مطمحاً يهودياً صهيونياً منذ القديم ولما يزل، ولكن تحت مسميات عديدة عرفت بـ(المسألة اليهودية) ذهب إلى الخوض فيها قادة أمثال نابليون بونابرت، وفلاديمير لينين، وأدولف هتلر وغيرهم، كل حسب رؤيته، ولأسباب تخصه دون غيره تقتضيها مصالحه أو قناعاته وأيديولوجياته.
مسألة التهويد هذه دعامتها الأولى، وسندها القوي عندهم معتقد نوراني باطل يزعم بأن فلسطين هي (الأرض الموعودة) من إله خاص بهم يسمونه (يهوا).