أكدت أن نهج الغرب بشأن عودة المهجرين السوريين نتائجه عكسية … روسيا تدعم جهود الرئيس الأسد للحفاظ على الوجود المسيحي في المنطقة
| وكالات
أعلنت روسيا تأييدها لموقف الرئيس بشار الأسد بشأن الحفاظ على الوجود المسيحي في الشرق الأوسط ومنع الخلافات بين الأديان، وأكدت أن النهج الذي تدعو إليه الدول الأوروبية بشأن عودة المهجرين السوريين إلى وطنهم يأتي بنتائج عكسية لتطبيع الحياة في سورية.
وقال سفير روسيا في لبنان، ألكسندر زاسيبكين، في تصريح نقلته وكالة «سبوتنيك» الروسية أمس: «تنبغي الإشارة إلى أنه إذا كان رئيس أوكرانيا بترو بوروشينكو، قد لعب دور المبادر الرئيسي والأب الروحي لانشقاق الكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا، فإن الرئيس بشار الأسد والرئيس اللبناني ميشال عون يعملان لمصلحة حسن الجوار والمساواة بين جميع شرائح المجتمع الطائفي- العرقي، ولمنع الصراع داخل المذاهب».
وأضاف: «في الوقت نفسه، يهدف هذا الخط إلى تحقيق المهمة الإستراتيجية المتمثلة في الحفاظ على وجود المسيحيين في الشرق الأوسط – مهد المسيحية»، مضيفاً «إننا نشاطر هذا النهج ونسهم في تنفيذه».
وتابع زاسبيكين قائلاً: «باعتقادي، المؤامرة لا تقتصر على أوكرانيا، إذ لها نطاق دولي أكثر اتساعاً، تراقب الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية أولئك الذين يسعون إلى زرع الفتنة بين الأرثوذكس، هنا أيضاً، يمكن القول إن حدود الكنيسة لا تقتصر على دولة واحدة، بل اثنتين: سورية ولبنان، أي، كما يقولون، يمكن دق إسفين لزعزعة الوضع على المثال الأوكراني بين لبنان وسورية، لكن هذا لن ينجح، أولاً، يقف الأرثوذكس في لبنان بثبات من أجل الوحدة ويؤكدون ذلك من خلال تضامنهم مع كنيسة أنطاكية الأرثوذكسية، وبطريرك أنطاكية وسائر المشرق، يوحنا الخامس، وهذا يشمل الإكليروس والعلمانيين معاً».
يذكر أن التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة، المدعومة من دول عربية وإقليمية وغربية، حاولت منذ بدء الأزمة في سورية قبل نحو 8 سنوات اللعب على وتر المكون الطائفي والمذهبي الموجود في سورية والضارب في جذور هذه البلاد منذ آلاف السنين، لكنها لم تنجح في ذلك، وفشلت فشلاً ذريعاً.
أما بخصوص عودة المهجرين السوريين إلى وطنهم، فقد أكد السفير الروسي لدى لبنان، أن كلا من روسيا ولبنان يشاطران الرأي حيال عدم ملائمة سعي الغرب لربط عملية إعادة المهجرين السوريين إلى وطنهم بالتسوية السياسية في سورية.
وقال زاسبيكين: «دون أدنى شك، عودة اللاجئين (المهجرين) هي إحدى الأولويات بالنسبة للبنان، في السنوات الأخيرة، كان موقف القيادة السياسية للدولة هو دعم عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم».
وأضاف: «لدينا مع الجانب اللبناني رأياً مشتركاً، بأنه من غير الملائم ربط هذه العملية بالتسوية السياسية، هذا النهج الذي يدعو إليه الغرب يأتي بنتائج عكسية لتطبيع الحياة في سورية».
وتبذل الحكومة السورية جهوداً حثيثة لإعادة المهجرين السوريين إلى بلادهم بعد أن غادروها بفعل الإرهاب، في حين يعرقل الغرب عودتهم بزعم أن سورية لا تزال تعاني في مناطق منها من اضطرابات، على الرغم من تطهير الجيش العربي السوري تلك المناطق من الإرهاب الذي قدم هذا الغرب وما يزال يقدم الدعم له.
وأول من أمس قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في كلمة ألقاها بمقر الوزارة بمناسبة يوم الدبلوماسيين: «سنواصل الإسهام في التجاوز السلمي لأزمات كثيرة ولاسيما في سورية وتحقيق تسوية راسخة على أساس قرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي انعقد في سوتشي قبل نحو عام وإعادة إعمار سورية وتهيئة الظروف لعودة المهجرين السوريين».
من جانب آخر، اعتبر زاسيبكين في تصريح لوكالة «نوفوستي» أمس، بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أن حزب اللـه اللبناني لعب دوراً ملموساً في هزيمة الإرهابيين في سورية، وساعد الجيش العربي السوري في الدفاع عن القيادة الشرعية للبلاد.
وقال زاسيبكين: «عندما بدأت الأحداث في سورية، أخذ حزب اللـه جانب السلطات الشرعية السورية»، معتبراً أن «من واجبه المساهمة في مكافحة الإرهاب في المنطقة. وبناء على طلب من القيادة السورية، شارك حزب اللـه مع روسيا وإيران بشكل مباشر في الأعمال القتالية».
وقال زاسيبكين: «إن الحزب أظهر نهجاً مسؤولاً تجاه ما يحدث في سورية والمنطقة ككل، وقد أسهم إسهاماً كبيراً في هزيمة الإرهابيين».