أعلنت القيادة المركزية الأميركية، أن عملية خفض عدد قواتها في سورية ستقوم بها بـ«حذر» و«على المدى الطويل»، لافتة إلى أهمية إيجاد توازن بين حاجات حلفاء واشنطن، مثل تركيا، في شمال سورية وبين سعي أميركا إلى حماية «قوات سورية الديمقراطية- قسد».
وفي مقابلة مع قناة «سكاي نيوز عربية»، خلال زيارته إلى الخليج، قال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكينزي، حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء: إن خفض عدد القوات الأميركية في سورية سيتم بحذر.
وأضاف: «على المدى الطويل، سنخفض قواتنا في سورية، نحن ندرك ذلك، وهذا هو الاتجاه الذي نعمل فيه. هذا أمر سننظر إليه بعناية كبيرة مع تقدمنا للأمام».
بدوره ذكر موقع «روسيا اليوم» الإلكتروني، أن ماكينزي تطرق إلى الملف السوري، ونقل عنه تأكيده أن القيادة الأميركية «تنظر بحذر في تقليص تعداد قواتها في هذا البلد مع التقدم إلى الأمام».
ولفت ماكينزي إلى «أهمية إيجاد توازن بين حاجات حلفاء واشنطن، مثل تركيا، ومتطلباتهم الأمنية في الشمال السوري وبين السعي الأميركي إلى حماية الآليات التي أنشأتها واشنطن لتكون طويلة الأمد هناك»، وذلك في إشارة إلى «قوات سورية الديمقراطية- قسد» ذات الأغلبية الكردية.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن في كانون الأول الماضي عن قرار بسحب كامل وسريع لقوات بلاده من سورية بعدما قال إنها تمكنت من الانتصار على تنظيم داعش الإرهابي هناك، لكن الإدارة الأميركية تراجعت عن قرارها، وأعلنت أنها ستترك نحو 400 عسكري في منطقتين مختلفتين في سورية، رغم إعلانها عما سمته «هزيمة» تنظيم داعش في شرق الفرات.
وفي نهاية الشهر الفائت، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» عن خطة أميركية لتخفيض قواتها المحتلة في سورية إلى 400 بحلول خريف عام 2020، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين، حينها قولهم: تعتزم «البنتاغون» تخفيض قواتها القتالية في شمال شرق سورية إلى النصف تقريباً بحلول أيار، أي إلى نحو 1.000 جندي، ومن ثم سيقوم الجيش الأميركي بتنفيذ خطة جديدة لسحب القوات المتبقية، تقوم بالاعتماد على تقييم الأوضاع على الأرض كل ستة أشهر إلى أن يتبقى 400 جندي، حينها ستتوقف عملية الانسحاب.
ولفتت الصحيفة إلى أن القادة في الجيش الأميركي إلى جانب المسؤولين في «البنتاغون» خططوا لخفض القوات الأميركية بحلول أواخر نيسان أو أوائل أيار، إلا أن الخطة تغيرت لاحقاً.
وأشارت إلى أنه «سيمنح الجدول الزمني الجديد، إدارة ترامب وقتاً أطول للتفاوض مع الحلفاء الأوروبيين الذي قالوا إنهم لن يبقوا في سورية في حال سحبت الولايات المتحدة جميع قواتها من هناك، كما سيتيح الوقت الجديد، التوصل لتفاصيل «المنطقة الآمنة» التي من المزمع (أو تحلم أميركا ونظام أردوغان في تركيا) إنشاؤها جنوب الحدود التركية، داخل الأراضي السورية».
ولفتت الصحيفة إلى أن المسؤولين العسكريين قالوا: إن جدول الانسحاب هذا، سيبقى مطاطاً.
وأول من أمس، كان مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد، أكد أن إرساء السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط يستوجب حل ما سماه «النزاعات» في سورية وليبيا واليمن، حسبما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، على حين نقلت صحيفة «الاتحاد» الإماراتية عن ساترفيلد: أن ترامب أعلن أنه لن يتم سحب جميع القوات الأميركية من شمال سورية.
في غضون ذلك، قال وزير خارجية النظام التركي مولود تشاويش أوغلو في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي محمد علي الحكيم عقب لقائهما في بغداد أمس، وفق موقع «روسيا اليوم» الإلكتروني: أنه بحث العلاقات الثنائية مع نظيره العراقي من جميع جوانبها، وتبادلا وجهات النظر حيال القضايا الإقليمية الراهنة، مؤكداً تطابق وجهات النظر بين تركيا والعراق حيال القضايا الإقليمية.
وأعاد أوغلو التذكير باتخاذ قرار في جولة محادثات أستانا الـ12 حول سورية بالعاصمة الكازاخية نور سلطان (أستانا سابقاً)، لدعوة العراق ولبنان للمشاركة كدولتين مراقبتين في هذه الاجتماعات، وأعرب عن تمنياته في أن يلعب العراق الذي يعد إحدى الدول المهمة في المنطقة، دوراً بناء في الشأن السوري.
وتأتي زيارة وزير خارجية تركيا لبغداد وسط مطالبات برلمانية عراقية بسحب القوات التركية من شمال العراق.