هو المشهد يكرر نفسه كل موسم تقريباً، وكلّ فريق في دورينا يرى نفسه مظلوماً، وأن اتحاد الكرة بيّت له ما هو فيه مسبقاً، وغير ذلك من الأقاويل المكررة كل موسم، فهل هناك تعمّد تلاعب بالمسابقة الأهمّ أم إنها قلة الخبرة وقلة الدراية وبالتالي عدم الاستفادة من عثرات الماضي أو عدم الرغبة بالاستفادة من باب: أنا سأصنع كل شيء، والتاريخ يبدأ من يوم وجودي في هذا المكان؟
لو أننا كل سنة أصلحنا بنداً في لائحة المسابقات أو لائحة الانضباط لكنّا الآن بوضع تنظيمي وانضباطي كبير ومتطور جداً، لكن يبدو أننا كل موسم نضيف خطأ جديداً في حصالة البطولات المحلية التي تكاد تفقد أي هوية!
من وجهة نظر شخصية (وليس شرطاً أن تكون هي الصواب) فإن الأمر الوحيد الذي نجح اتحاد كرة القدم به هو أن أصبح ملكياً أكثر من الملك حيث نجح بفرض نظام جباية مالية قد لا نجد لها نظيراً في وزارة المالية أو أي دائرة تابع لها، ونادراً ما تمرّ مرحلة من منافسات الدوري الممتاز بأقلّ من مليوني ليرة بشكل وسطي ما وفّر لاتحاد الكرة رافداً مالياً لم يتوفّر لأي اتحاد قبله..
لا نعرف إن كانت الغاية من الإجراءات التأديبية هي تقليل مساحة الأخطاء أم فرض العقوبات لمجرد فرضها، لكننا نستطيع أن نحكم على النتائج من خلال مشاهداتنا، فالأخطاء تكثر رغم تصاعد وتيرة القرارات المتخذة بحقّ الأندية، وقد يستطيع مدقق بما يجري أن يكتشف أن نيّة الاتحاد كانت تتجه دائماً نحو مزيد من العقوبات المالية حتى في التعديل الذي أجراه الاتحاد في مرحلة الإياب متجاوزاً صلاحياته وهذا ما أفقد القرارات الانضباطية أي تأييد لها من أي جهة كانت!
ثمة مرحلتان متبقيتان من منافسات الدوري الممتاز، والخوف يسبق التوقّع لدينا، لذلك نقول: احرصوا واحذروا مطبات الأمتار الأخيرة فغالباً ما تكون موجعة ومؤثرة حتى على الموسم التالي!