رفع «مجلس سورية الديمقراطية- مسد» الجناح السياسي لميليشيا «قوات سورية الديمقراطية – قسد» من حدة التصريحات تجاه دمشق، وقابل دعوتها للمصالحة بإصرار على المواجهة، على حين حاول مغازلة النظام التركي في مشروعه الاحتلالي «المنطقة الآمنة» معتبراً أن وجود «قسد» فيها «يفيد تركيا».
وبعدما قدمت دمشق خيارين لـ«قسد» هما «المصالحة» أو «الحسم العسكري»، ركزت الرئيسة المشتركة لحزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي، أبرز الأحزاب في «مسد» عائشة حسو، على الخيار الثاني بحديثها عما سمته قرار «الدفاع الذي تنتهجه «الإدارة الذاتية» لحماية مناطقها التي تعد «قسد» طرفاً أساسياً في نظامه».
وأشارت إلى أن «قسد» استطاعت دحر الإرهاب الذي كان مصدر قلقٍ إقليمي ودولي، لذلك قرار الدفاع حيال أي هجوم هو من أساسيات هذه «الإدارة» (الذاتية) التي تطرح دوماً فكرة الحوار والحل السياسي، ونحن دوماً ضد عسكرة الأزمة» حسب زعمها.
وعن «ملتقى العشائر السورية» الذي أقامه «مسد» في بلدة عين عيسى في ريف الرقة في الثالث من الشهر الجاري، ذكرت حسو أن «الهدف من هذا الملتقى هو توحيد الرؤى لإيجاد حل للأزمة السورية، وهو مشروع خاص بـ«الإدارة الذاتية» و«مجلس سورية الديمقراطية» للتأثير في القوى الفاعلة بغية الوصول معها إلى حل ينقذ البلاد من أزمتها الحالية».
وسبق أن اعتبرت دمشق أن «المؤتمر» يجسد خيانة منظميه الذين لا يعبرون عن أي من المكونات السورية الوطنية الشريفة، على حين اعتبرته موسكو محاولة من «قادة الأكراد» لتقويض منصة أستانا.
وزعمت حسو، أن «المؤتمر» يمثل «منصة جديدة» تطرح حلاً للأزمة السورية التي تعيشها البلاد منذ سنوات، وأن «هذا الملتقى جاء لتوحيد السوريين وكلمتهم».
وأضافت: إن «ملتقى العشائر هو نتاج ثلاثة مؤتمرات أقيمت في السابق كانت برعاية مجلس سورية الديمقراطية، وهي ستستمر حتى الوصول إلى جميع الشرائح المجتمعية والعشائر التي تمثل الإرادة السورية بالدرجة الأولى».
وعن التهديدات التركية لـ«قسد» قالت حسو: «لم ولن نكون أبداً مصدر تهديد على الأمن القومي التركي، بل على العكس تماماً، هذه الدولة هي الدخيلة على الأراضي السورية وتسيطر على آلاف الكيلو مترات منها، وتتبع فيها سياسة التتريك والتغيير الديمغرافي».
من جانبها قالت الرئيسة المشتركة لـ«مجلس سورية الديمقراطية- مسد» إلهام أحمد: إن الولايات المتحدة لا تريد حرباً في «المنطقة الآمنة» التي تحلم تركيا وأميركا بإنشائها شمالي سورية، لافتة إلى أن وجود «قسد» في هذه المنطقة الآمنة لن تكون سبباً للمشكلات لتركيا، بل على العكس وجودها في تلك المنطقة ستفيد تركيا، وفق ما نقلت مواقع إلكترونية معارضة عن أحمد.
وأوضحت أحمد: إن هناك علاقات بينهم (مسد) «المجلس الوطني الكردي» السوري، واصفة هذه العلاقات بـ«المهمة»، ومشيرة إلى أن «المجلس» مهتم بالحوار معهم، معربة عن ترحيبها بهذه المبادرة.
وأضافت بالقول: «منذ أن وجدنا على الحدود على مقربة من تركيا وحتى اليوم لم نتسبب بأي مشكلات لتركيا ولم نهاجمها ولن نفعل إذا لم تهاجمنا هي»، مستدركة: «أما إذا فعلت فسنرد عليها في إطار القوانين الدولية».
وتابعت: «في النهاية موضوع إنشاء «المنطقة الآمنة» ما زال قد النقاش ولم يصل إلى نتيجة، المهم ألا يؤدي إنشاء هذه المنطقة إلى حدوث مشكلات، بل أن يحقق السلام والاستقرار».
وعن العلاقات بين مجلسها ودمشق، نفت إلهام «وجود أي علاقات مع «النظام» بأي شكل من الأشكال».
وعن زيارتها الأخيرة إلى الولايات المتحدة ونتائجها، قالت أحمد: «زيارتي الأخيرة كما الزيارات السابقة كانت إيجابية جداً واستقبلونا بأفضل شكل، لقد طالبنا بالدعم الدولي لكل الكرد»، في إشارة إلى محاولة تدويل الملف الكردي.