أكد عضو اللجنة الدستورية المصغرة عن وفد المجتمع المدني، علي عباس، أن مناقشة الدستور الحالي أو أي مبدأ دستوري مفترض بغياب التوافق على ثوابت وطنية وأرضية مشتركة، هو ضياع للوقت.
وفي تصريح لـ«الوطن» من جنيف، قال عباس: «في الجولة الماضية رأينا أن هناك تناقضاً في وجهات النظر حول قضايا أساسية ورئيسية متعلقة بالسيادة الوطنية وإدانة الاحتلال ومكافحة الإرهاب ووحدة الأراضي السورية وحماية الثروات الباطنية ومجموعة من القضايا الأساسية والجوهرية التي لا بد من الاتفاق حولها قبل الانطلاق إلى مناقشة الدستور».
وأضاف: «نحن كفريق ضمن وفد المجتمع المدني وكذلك الوفد الوطني أردنا خلق بيئة مناسبة تشتمل الاتفاق والتوافق على مجموعة من المبادئ التي هي الثوابت الوطنية لتكون المدخل الأساسي لمناقشة الدستور فيما بعد»، وتابع: «اتضح أن هذا لا يناسب وفد المعارضات فهم آتون ليناقشوا مباشرة مواد الدستور».
واعتبر عباس، أن وفد المعارضات بهذه الطريقة «يميع الموضوع الأساسي، وهو غير جاد للمفاوضات»، موضحاً أن «المتعارف عليه في أي مفاوضات هو خلق مساحة مشتركة أو بيئة يمكن الاستناد إليها» لافتاً إلى أن هذه المساحة أو البيئة كان وفد المعارضات قد سماها «إجراءات بناء ثقة»، وقال: «طالبوا في الجولة الماضية وطرحوا مجموعة من الأفكار وأصروا عليها لبناء الثقة، ونحن بالمقابل قلنا: إن هذه المبادئ والثوابت الأساسية التي يمكن أن تكون مبادئ فوق دستورية لا بد من الاتفاق والتوافق حولها حتى نتمكن في المرحلة القادمة من مناقشة تفاصيل الدستور».
وأضاف: «إذا دخلنا للنقاش بالدستور القائم حالياً أو بأي مبدأ دستوري مفترض بغياب التوافق على قضايا جوهرية فإن عمل اللجنة سيكون هو الدوران في حلقة مفرغة وضياع للوقت»، وتابع: «نحن لسنا هنا لإضاعة الوقت وخاصة أن الإرهاب لا يزال في سورية والاحتلال التركي كذلك إضافة إلى السرقة الموصوفة للنفط السوري من أميركا وتركيا والجماعات الإرهابية المنضوية في فلك كل من هاتين الدولتين».
وشدد عباس على أنه «لا بد من استثمار الوقت بشكل جيد وعدم إضاعته بالحديث في قضايا جزئية وترك القضايا الجوهرية».
وأشار إلى أن غير بيدرسون التقى وفد المجتمع المدني، وشرح للوفد أن هناك اختلافاً وخلافاً في وجهات النظر بين الشيء المقدم من الفريقين الوطني والمعارضات، لافتاً إلى أنه «باعتقاد بيدرسون أن الاختلاف هو اختلاف شكلي وليس اختلافاً جوهرياً»، ومعتبراً أنه «كان لدى بيدرسون إلى حد ما سوء فهم حول طرح الفريقين».
وأوضح عباس أنه انطلاقاً من كلام بيدرسون يبدو أنه وقع بسوء فهم، فهو «افترض أن الركائز أو الثوابت الوطنية هي نفسها المبادئ الأساسية، دون أن يعلم أن وفد المعارضات يقصدون بالمبادئ الأساسية الفصل الأول من الدستور أي الدخول مباشرة إلى مناقشة الدستور سواء الراهن أو أي دستور آخر وبالتالي هناك فرق كبير وجوهري بين ما طرحه الطرفان».