«أنا أخاف من الإعلام»
لا حظوا ماذا يفعل الإعلام المرئي في بيوتنا هذه الأيام:
أولاً، عليك أن تشتري شاشة كبيرة لتتمتع برؤية الصورة أكثر، فالصورة تأخذك إلى أجمل (شو) يمكن أن تراه مشغولاً بالخبر من موقعه والضوء والحركة وأكشن البرامج المنوعة والحوارية ومقدمات البرامج الساحرات.
ثانياً، عليك أن تقتني ريموت كونترول حديثاً، قوياً، وتجدد بطارياته كل أسبوع، ليستجيب لرغبتك، وأنت تحاول أن ترى حدثين معاً في العراق ببغداد، أو في هونغ كونغ وبيروت!
ثالثاً، وإن تقلب المحطات تظهر لك مجموعة محطات طائفية تلتقطك من أي ملة أو طائفة أو إثنية كنت، وسريعاً تشعل فيك الغيظ من الآخر، والحقد على أخيك، أو فأنت أمام محطة غامضة ترتدي مقدمة البرنامج فيها سواداً كاملاً فلا ترى منها إلا اللون، وتبدأ بمعالجة أمراضك ووساوسك ومشاكلك.
رابعاً، يمكنك أن تشحن نفسك بأكبر شحنة عدوانية بأفلام القتل والعنف والمطاردة ومصاصي الدماء والإف بي آي، والسي أي إي، وغيرها.. وقبل أن تنام تشعر أنك أصبحت سلفستر ستالون بعضلاته وقوته وتفوقه، فإذا تروح في شخير لا ينتهي إلا عند الصبح.
خامساً، عندما تبحث عن حل لمشاكلك، تجد المحطات الأخرى تقوم بتفكيكها وإعادة تركيبها وتوجيهها، فما يجري عندك، يعود إليك، وقد قاموا هم بالشغل عليه لتضليلك أو الذهاب بك إلى ما لا تريد!
آخر الدواء، هو في تغطية التطورات الجارية في العراق ولبنان:
إن تلك التغطية تمسّنا، وتمس رؤيتنا للعدوان الكبير علينا، ولكننا لا نستطيع أن نجاريها، يشتغلون بكل ألوان الفن والترويج والإبهار لتصل أفكارهم إلى العالم، ولا شيء يمنع أن تخرج مظاهرات الجوع في لبنان، وتكلف تغطيتها ما يكفي لإطعام اللبنانيين جميعاً بيتزا وهمبرغر وكنتاكي!
أما نحن..
الله يعطينا الصبر. زبطوا إضاءة الاستوديو شوي شباب، غيروا الموجز من أول الحرب للآن كما هو، نريد برامج ج ج!
أنا أخاف من الإعلام على بلدي!
بدنا شغلة دائمة!
مدير عام مؤسسة إعلامية دوّن على بطاقة التعريف الخاصة به عبارة (مخرج). سقى اللـه أيام غوار الذي رفض المنصب المعروض عليه لأنه يريد شغلة دائمة!
أسرار
• حديث لم يخرج إلى العلن بعد، يبحث عن انعكاس زيادة الرواتب والأجور على مكافآت الاستكتاب في بونات الإذاعة والتلفزيون. وعلى سيرة هذه المكافآت، لا تزال تصرف مكافأة للمادة بما يعادل ثمن كيلو موز!
• بعض الأفكار التي طُرحت في الظل، تتحدث عن زيادة في الاستكتاب والبونات بنسبة 50 بالمئة أما نحن، فلا نرى أي إمكانية لذلك.
• مذيعة إذاعية في ورطة، كما قالت، لأن امرأة سليطة أقنعتها أنها كاتبة روائية، وأنه يجب أن تستضيفها في البرنامج، وعندما دققت المذيعة في كتابات (سليطة خانم) وجدتها سخيفة!
• تنافس على إخراج وإعداد احتفالية العيد الخمسين لاتحاد الكتاب العرب، وصاحب فكرة الاحتفالية انسحب، معلناً استسلامه أمام آليات التنافس المحزنة (كما قال)!
باليد
• إلى المخرج جود سعيد: الفيلم الأخير «درب السما» مفتوح على كل العقول والانتماءات، وهو قادر على أن يقول ما لديه في أدواتك الجميلة.