مؤكدة أن مزاعم قمّة مجلس التعاون الخليجي «واهية» … طهران: أحبطنا هجوماً إلكترونياً «كبيراً جداً» ومصممون على إحباط الحظر الأميركي
| وكالات
أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده مصممة على إحباط مؤامرات الأعداء والحظر الأميركي المفروض عليها بشتى الطرق وذلك بتعزيز الإنتاج المحلي ومن خلال وسائل مختلفة.
وقال روحاني خلال جلسة مجلس الوزراء أمس «إن أمام إيران طريقين فيما يخص خطة العمل الشاملة المشتركة حول الاتفاق النووي الإيراني إما أن تلجأ إلى بعض الآليات من أجل الالتفاف على العقوبات المفروضة عليها وإما ترغم الأعداء على إعلان التراجع وتغيير مسارهم».
وكان روحاني أعلن قبل أيام أن موازنة بلاده للعام القادم ستكون موازنة صمود ومقاومة أمام العقوبات الاقتصادية الجائرة ضد إيران.
في سياق آخر وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي «مزاعم» البيان الختامي للقمة الــ40 لمجلس تعاون دول الخليج بالـ«واهية، ولا تستحق الردّ».
واعتبر موسوي أن هذه «المزاعم المكرّرة دون أساس» في البيان «نتجت عن الضغط السياسي لعدد من أعضاء المجلس الذين قضوا العقود الماضية محاولين منع تنمية التعاون متعدّد الأطراف»، مضيفاً إن «بعض أعضاء مجلس تعاون دول الخليج يرغبون بالتعاون مع إيران لتعزيز أمن المنطقة، لكن أهلية بعض الدول الأخرى لن تسمح بذلك».
في السياق نفسه، دعا موسوي هذه الدول إلى تغيير سلوكها «المدمّر بدل التصريحات الاستفزازية وجرّ المنطقة نحو المجهول»، معتبراً أنها لم تكتفِ بـ«نهب ثروات الدول المجاورة بل هيّأت الأرضية لمزيد من التدخل الأجنبي في المنطقة».
كما أكد المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية أن بلاده تدين أي تدخّل في شؤونها الداخلية الذي لن يؤثّر في الحقائق القانونية والتاريخية باعتبار أن الجزر الإيرانية الثلاث هي جزء لا يتجزأ من الأراضي الإيرانية.
كذلك تساءل موسوي عما قدّمته بعض الدول لتخفيض التوتر في المنطقة متّهماً إياها بـ«زرع الإرهاب والتكفير في العراق وسورية واليمن وجلب الأجانب إلى الخليج» عن طريق تدخلاتها غير المسؤولة سعياً للهروب من العقوبات الدولية بتهمة انتهاك حقوق الإنسان وجرائم الحرب.
في المقابل، شدّد على أن طهران تسعى لتحقيق التعاون الإقليمي بدليل اقتراح معاهدة عدم الاعتداء ومنتدى حوارات المنطقة إضافة إلى مبادرة هرمز للسلام.
أمّا عن الاتفاق النووي الإيراني، فوصف موسوي تعليق المجلس على خفض التزامات إيران بالاتفاق بـ«طرفة تاريخية»، معتبراً أن «الدول التي وضعت كل جهودها وثرواتها لإحباط الاتفاق النووي تحتج اليوم على خطوات إيران المشروعة».
وفي الختام أكد موسوي أن إيران تدين دعم دول الجوار لـ«الإرهاب الاقتصادي الأميركي» المتناقض مع مبدأ حسن الجوار.
تجدر الإشارة إلى أن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود أشار على هامش أعمال القمة أول من أمس إلى ضرورة اتحاد منطقة الخليج في مواجهة «عدوانية إيران».
كما نوّه الملك سلمان بوجوب «التعامل بجدية مع برنامج إيران النووي، وبرنامجها لتطوير الصواريخ البالستية، والعمل على تأمين مصادر الطاقة وسلامة الممرات المائية وحرية حركة الملاحة البحرية»، لافتاً إلى ضرورة «تأمين دول مجلس التعاون الخليجي نفسها في مواجهة هجمات الصواريخ الباليستية».
وفي سياق منفصل قال محمد جواد آذري جهرمي وزير الاتصالات الإيراني أمس: إن بلاده أحبطت هجوماً إلكترونياً كبيراً شنته حكومة أجنبية على البنية التحتية الإيرانية، وذلك بعد شهرين من تقارير عن عملية إلكترونية أميركية ضدها.
كان مسؤولون أميركيون قد أبلغوا «رويترز» في تشرين الأول أن الولايات المتحدة نفذت ضربة إلكترونية سرية على إيران بعد الهجمات التي وقعت في 14 من أيلول على منشأتي نفط سعوديتين، والتي اتهمت واشنطن والرياض طهران بالمسؤولية عنها. ونفت إيران الضلوع في الهجمات التي أعلنت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران المسؤولية عنها.
وقال آذري جهرمي لوكالة «مهر» شبه الرسمية للأنباء «واجهنا في الآونة الأخيرة هجوما منظما للغاية برعاية دولة على البنية التحتية للحكومة الإلكترونية تم صده من الدرع الأمني للشبكة الوطنية للمعلومات»، مضيفاً «هذا الهجوم كان كبيراً جدا»، وذكر أنه سيتم الكشف لاحقاً عن التفاصيل. ولم يتضح ما إذا كان آذري جهرمي يشير إلى الهجوم الإلكتروني الذي قال مسؤولون أميركيون إنه وقع في أواخر أيلول واستهدف تعطيل قدرة طهران على نشر «الدعاية».
وكان آذري جهرمي قد قال رداً على تقرير تشرين الأول عن هجوم إلكتروني «يبدو أنهم شاهدوا حلماً».
وفي أواخر أيلول قامت إيران بمراجعة إجراءات الأمن في منشآتها الرئيسة للنفط والغاز في الخليج بما في ذلك الاستعداد للتصدي للهجمات عقب تقارير إعلامية ذكرت أن واشنطن تدرس هجمات إلكترونية محتملة على طهران.
وسلطت أنباء الضربة الإلكترونية الأميركية الضوء على مدى سعي إدارة الرئيس دونالد ترامب للتصدي لما تراه عدواناً إيرانياً دون تصعيد الأمر إلى صراع عسكري صريح.