موسكو: العقوبات الغربية بحقنا باقية إلى الأبد ونستعد لمواجهة المزيد منها … بوتين يصدّق على قانون فسخ معاهدة «السماء المفتوحة» بعد انسحاب واشنطن منها
| وكالات
صدق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الإثنين على قانون فسخت بموجبه روسيا معاهدة «السماء المفتوحة» وتم نشر الوثيقة على البوابة الإلكترونية الحكومية الرسمية للمعلومات القانونية.
وأمر بوتين العام الماضي بإطلاق الإجراءات القانونية الخاصة بانسحاب البلاد من اتفاقية «السماء المفتوحة» بعد إعلان إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن انسحابها من الاتفاقية من جانب واحد.
وانتقدت الخارجية الروسية مؤخراً بشدة رفض إدارة الرئيس الأميركي الحالي، جو بايدن، مراجعة قرار سلفه، محملة واشنطن المسؤولية عن انهيار الاتفاقية.
وتسمح «اتفاقية السماء المفتوحة» التي أبرمت عام 1992 وتضم أكثر من 30 دولة، بتحليق طائرات مراقبة غير مسلحة، تابعة للدول الأعضاء، في أجواء بعضها بعضاً، بهدف تعزيز التفاهم المتبادل والثقة عن طريق منح جميع الأطراف دوراً مباشراً في جمع المعلومات عن القوات العسكرية والأنشطة التي تهمها.
يذكر أنه بحلول نهاية العام 2020، كان عدد المشاركين في المعاهدة 33 دولة.
ومن جانب آخر صرح ألكسندر بانكين، نائب وزير الخارجية الروسي، بأن نظام العقوبات ضد روسيا مترسخ في العديد من النصوص القانونية في الغرب وبالتالي فإنه باق إلى الأبد.
وقال بانكين خلال جلسات استماع في مجلس دوما الروسي أول من أمس: «نظام العقوبات كان موجوداً دائماً وسيبقى إلى الأبد، دعونا نكن واقعيين. لقد تم بالفعل ترسيخ العقوبات في العديد من التشريعات للولايات المتحدة ودول أخرى، وسيكون من المستحيل التراجع عنها».
وأضاف: «كل تلك العقوبات غير شرعية، تم فرضها بذرائع واهية للغاية، من دون وجود أدلة، لكن من المستحيل التراجع عن الإجراءات التي تم تصويرها على أنها مثالية».
وتابع الدبلوماسي: «من الواضح أننا لن نتخلى عن شبه جزيرة القرم، وما بقيت القرم في قوام روسيا، سنعيش تحت وطأة العقوبات، مثلما كانت هناك عقوبات (مفروضة على الاتحاد السوفييتي) بسبب دول البلطيق حتى انفصلت وأصبحت ثلاث دول مستقلة. هذه فكرة قاسية، ولكن علينا أن نكون واقعيين».
وشدد نائب وزير الخارجية على أن روسيا لن تطلب من أحد رفع العقوبات، لكنها ستعمل عبر دوائر الأعمال على إيصال فكرة بسيطة إلى الغرب مفادها أن سياسة العقوبات معيبة، تضر – وإن بقدر أقل – حتى بأولئك الذين يفرضونها أنفسهم، ومن الأفضل ألا تكون هناك عقوبات إطلاقاً».
وأكد بانكين أن روسيا تستعد لمواجهة عقوبات إضافية، وفي هذا الصدد بدأ عمل جاد تحسباً لفصل البلاد المحتمل عن أنظمة المدفوعات الدولية، وهو خطر لم تستبعده وكالة التصنيف الدولية «موديز» في تقييم لها السبت الماضي.
وفي سياق آخر صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بأن روسيا لا تتخلى عن الحوار مع حلف الناتو وهي جاهزة لبحث مسائل تخفيف حدة التوتر ولكن بمشاركة خبراء عسكريين.
ورداً على التصريحات الأخيرة للأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ التي مفادها أنه يدعو روسيا لاستئناف الحوار مع الناتو، كتبت زاخاروفا على صفحتها في «تلغرام»، أمس الإثنين: «إن روسيا لا تتخلى عن الحوار مع الناتو وهي جاهزة للبحث الحقيقي لمسائل تخفيف حدة التوتر ومنع وقوع الحوادث، لكن هذه المحادثات لا معنى لها من دون مشاركة الخبراء العسكريين».
وأفادت صحيفة «Die Welt» الألمانية سابقاً بأن الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، اقترح استئناف إجراء لقاءات في إطار مجلس روسيا-الناتو. وقال ستولتنبرغ في حديثه للصحيفة: «إننا قد دعونا الحكومة الروسية لعقد اجتماع جديد منذ أكثر من عام، لكننا لم نتلق جواباً إيجابياً».
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عبر عن استعداد موسكو لاستئناف الحوار في إطار مجلس روسيا – الناتو، مشيراً إلى ضرورة أن يبدأ ذلك بالاتصالات بين العسكريين بهدف تقييم الوضع الحقيقي على الأرض، ولاسيما على ضوء انتهاك الحلف الاتفاقيات المبرمة في أواخر التسعينيات التي التزم بموجبها بعدم نشر قوات قتالية كبيرة على أراضي أعضائه الجدد.
وفي سياق منفصل ذكرت إدارة الجمارك العامة الصينية أن التجارة بين روسيا والصين في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام زادت على أساس سنوي بنسبة 23.6 بالمئة، لتصل إلى 50.65 مليار دولار.
ودلت البيانات على أن الصادرات إلى روسيا في الفترة من كانون الثاني إلى أيار زادت بنسبة 35.3 بالمئة وبلغت نحو 22.921 مليار دولار، على حين زادت واردات السلع والخدمات الروسية بنسبة 15.4 بالمئة خلال خمسة أشهر لتصل إلى 27.735 مليار دولار.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين الصين وروسيا في أيار وحده 10.449 مليارات دولار.