الوكالة الذرية: هناك تقدّم في محادثات فيينا حول ملف إيران النووي ونتوق إلى مخرجات
| وكالات
أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أن هناك تقدماً في المفاوضات الجارية حالياً في فيينا بين طهران وقوى دولية لإحياء الاتفاق الخاص ببرنامج إيران النووي، ولفت إلى أن الوكالة لا تشارك في المفاوضات بشكل مباشر بل تقدم مشورات بشكل مستمر.
وقال غروسي، في مؤتمر صحفي من فيينا أمس الإثنين حسب وكالة «فارس»: «أعتقد أن هناك تقدما في المفاوضات ونحن نتوق إلى الوصول لمخرجات»، وأضاف «لسنا جزءا من المفاوضات ولكن تتم استشارتنا بشكل مستمر».
كما أشار غروسي إلى أن المحادثات حول تمديد عمل المفتشين التابعين للوكالة في إيران «صعبة للغاية ومعقدة»، وذلك بعد تمديد عمل مفتشي الوكالة لمدة شهر تنتهي في الرابع والعشرين من شهر حزيران الجاري.
وأكد أن الوكالة عبرت لإيران عن قلقها من تقدم مستوى تخصيب اليورانيوم في مواقع إيرانية، وطالبت طهران بتقديم تفسيرات لذلك.
وأكد رافائيل غروسي خلال اجتماع لأعضاء مجلس محافظي الوكالة أمس أن إيران لم تقدم التفسيرات اللازمة لوجود جزيئات المواد النووية في أي من المواقع الثلاثة غير المعلن عنها على أراضيها، رغم مرور عدة أشهر على الطلب.
وأضاف غروسي أنه «في ظل عدم وجود إجابات واضحة وصريحة من طهران، فإن الوكالة تشعر بقلق عميق، وذلك لأن المواد النووية التي كانت موجودة في المواقع الثلاثة غير المعلنة في البلاد قد باتت في مواقع مجهولة اليوم».
وأشار غروسي إلى أن القلق موجود أيضاً لأن المناقشات الفنية بين الوكالة وإيران لم تسفر عن النتائج المتوقعة، مكرراً مطالبة طهران بتوضيح وحل سريع لهذه القضايا دون مزيد من التأخير.
وشدد غروسي أن على إيران تقدم المعلومات والوثائق والأجوبة عن أسئلة الوكالة، مشدداً على أن عدم إحراز تقدم في هذا الملف يؤثر بشكل خطير في قدرة الوكالة على تقديم ضمانات بشأن الطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي.
وكانت طهران قد قلصت تعاونها مع الوكالة الدولية في شباط من العام الجاري بسبب عقوبات واشنطن وقت انسحابها من الاتفاق النووي عام 2018 خلال إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وانتهت الجولة الخامسة من المحادثات بين أطراف الاتفاق الخاص ببرنامج إيران النووي، يوم الأربعاء الماضي، وذلك بعد أيام من المحادثات من أجل تحقيق عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي الموقع في 2015، ورفع العقوبات الأميركية التي فرضتها على إيران عقب انسحاب واشنطن من الاتفاق في 2018، واستعادة للالتزام بالاتفاق.
واتفقت الوفود على العودة إلى عواصمها من أجل إجراء المزيد من المشاورات لتبدأ جولة جديدة من المفاوضات خلال الأيام القادمة.
وفي سياق آخر جرت أمس في موسكو بحضور وزير التراث والسياحة والحرف اليدوية الإيراني «علي أصغر مونسان» ورئيسة منظمة السياحة الاتحادية الروسية «زارينا دوغوزفوا» مراسم توقيع «برنامج العمل المشترك حول إلغاء التأشيرات الجماعية بين إيران وروسيا»، وبذلك فقد دخل هذا الاتفاق الثنائي حيز التنفيذ بالفعل.
ووفقا لهذا الاتفاق حسب وكالة «فارس»، سيتم السماح للمجموعات السياحية الإيرانية والروسية من 5 إلى 50 شخصا، بزيارة البلدين من دون الحاجة إلى استصدار تأشيرات الدخول.
وفي تصريحه بالمناسبة، قال وزير السياحة الإيراني مونسان إن روسيا واحدة من الدول المستهدفة من قبل الحكومة الإيرانية لتيسير التعامل السياحي معها.
وأضاف: إنه في ضوء العلاقات الجيدة القائمة بين البلدين ورغبة السياح الإيرانيين في التوجه إلى روسيا وأيضاً المقومات السياحية الثقافية والتاريخية المتوافرة في البلاد، فقد تم البدء بتنفيذ وثيقة إلغاء التأشيرات الجماعية وبالتالي السماح للقوافل السياحية الإيرانية والروسية التي تضم 5 إلى 50 شخصاً كحد أقصى، بزيارة البلدين والإقامة فيهما لفترة شهر واحد.
وتطلع وزير التراث والسياحة الإيراني، لأن يتم توقيع «برنامج العمل المشترك حول إلغاء التأشيرات الجماعية» وتعزيز عملية التطعيم بلقاح كورونا، اجتياز مرحلة الجائحة وارتفاع معدل الرحلات السياحية بين إيران وروسيا.
كما لفت مونسان، أنه في مرحلة ما قبل جائحة كورونا بلغ معدل زيارات السائحين الإيرانيين إلى روسيا 60 ألف سائح والسياح الروس المتجهين إلى إيران 36 ألف سائح، معرباً عن أمله بأن يسهم التوقيع على برنامج إلغاء التاشيرات في ارتفاع معدل الزيارات السياحية لمواطني البلدين.
من جانبها، تطلعت رئيسة المنظمة السياحية الروسية إلى ارتفاع حجم الرحلات نحو المعالم السياحية الإيرانية والروسية انطلاقا من الطاقات الكبيرة المتوافرة في كلا البلدين.