تصريحات غريبة للمعلول قبل الموقعة الأهم … منتخبنا يواجه التنين الصيني في أول امتحان جدّي
| ناصر النجار
تنطلق في التاسعة من مساء الثلاثاء المباراة المنتظرة مع منتخب الصين في ختام التصفيات الآسيوية لكرة القدم.
منتخبنا الوطني حجز مقعده مسبقاً في النهائيات الآسيوية، وفي الدور الأخير من التصفيات المؤهلة إلى مونديال الدوحة 2022.
ولن تؤثر نتيجة المباراة في صدارتنا، فالمباراة مهمة للتنين الذي يجتهد للوصول إلى الدور الحاسم من بوابة أفضل منتخب في المركز الثاني (أربعة منتخبات من ثماني مجموعات).
لأول مرة سيلعب منتخبنا بلا ضغوط وسيكون مرتاحاً نفسياً على عكس الصين التي تحتاج إلى الفوز ولا شيء غيره لتدخل في خيارات الحظ.
والمباراة لا تحتاج إلى الكلام الكثير، إلا أنها تشكل تحدياً للاعبينا، وتحدياً مهماً للمعلول الذي لم يقدم نفسه بالصورة الحسنة حتى الآن.
وبالعموم فإن منتخبنا أمام فرصة نادرة لإنهاء هذه التصفيات بالعلامة الكاملة دون أي خسارة أو تعادل، وهذا إن تحقق لم يحدث في أي زمن مضى لكرتنا السورية.
خمسة انتصارات
اللقاء سيكون رقمه الخامس عشر بين المنتخبين بلقاءات بعضها ودي وبعضها الآخر رسمي.
أكبر فوز حققه منتخب الصين على منتخبنا حدث عام 1966 بنتيجة 6/صفر في لقاء ودي، وفزنا بعدها بهدف جوزيف شهرستان عام 1974.
وخسرنا ودياً بعدها أربع مرات عام 2006 1/2 سجل هدفنا رأفت محمد، وعام 2008 خسرنا بالنتيجة ذاتها 1/2 وسجل لمنتخبنا جهاد الحسين وتكررت هذه الخسارة عام 2010 وسجل هدفنا عبد الرزاق الحسين، ثم خسرنا صفر/2 عام 2018.
في دورة مرديكيا عام 1986 فزنا 3/صفر وسجل الأهداف: فيصل أحمد ومروان مدراتي وعبد القادر كردغلي.
في دورة البحرين عام 2002 خسرنا 1/3 وسجل الهدف جهاد الحسين في نهائيات أمم آسيا 1980 فزنا بهدف جمال كشك وخسرنا مرتين في النهائيات الآسيوية 1988 صفر/3 وفي النهائيات الآسيوية 1996 صفر/3 بالتصفيات ذاتها فزنا عام 2009 3/2 سجل لمنتخبنا ماهر السيد هدفين وفراس الخطيب وتعادلنا 2010 بلا أهداف، عام 2016 فزنا بهدف محمود المواس وتعادلنا عام 2017 بهدفين لمثلهما وسجل هدفينا محمود المواس وأحمد الصالح.
وأخيراً فزنا في ذهاب التصفيات هذه 2/1 سجل لمنتخبنا أسامة أومري ومدافع صيني.
بالمحصلة العامة فازت الصين ثماني مرات وفزنا خمس مرات وتعادلنا في مناسبتين، سجلنا 17 هدفاً ودخل مرمانا 28 هدفاً.
خيارات ضيقة
حتى الآن لم يستقر المعلول على تشكيلة معينة ليس في هاتين المباراتين فقط إنما في كل المباريات التي لعبها ونقصد الوديات الأربع مع أوزبكستان والأردن والبحرين وإيران.
ودوماً خياراته واسعة وهوامشه كثيرة، وهذا ما جعل المنتخب غير متجانس ولم يصل إلى مرحلة الانسجام، بل رأينا أن اللاعب الواحد يلعب في أكثر من مركز رغم الخيارات الكثيرة الموجودة أمامه.
لذلك فإن توقع التشكيلة المناسبة لمباراة منتخبنا مع الصين تبدو ضرباً من الخيال.
في حراسة المرمى قد يفاجئنا بأحمد مدنية، وسبق أن أشرك العالمة في مباراة المالديف وطه موسى باشا في مباراة غوام.
في الدفاع نجد أن عمرو ميداني يحظى بالقبول وقد اشترك في المباراة الأولى كاملة وغاب عن الثانية، وثائر كروما اللاعب الوحيد الذي اشترك في المباراتين بشكل كامل، الأقرب أيضاً حسين جويد وقد شارك في المباراتين الأولى أساسياً وفي الثانية بديلاً بمعدل 92 دقيقة.
فارس أرناؤوط شارك بشوط في مباراة المالديف وبكامل المباراة مع غوام.
يوسف محمد لعب شوطاً مع المالديف ومباراة غوام بالكامل، أما يوسف الحموي فنزل بديلاً في شوط مباراة المالديف الثاني لمدة 24 دقيقة.
خالد كردغلي شارك أساسياً بلقاء غوام لمدة 58 دقيقة ولعب مؤيد عجان مباراة المالديف كاملة وخرج في الدقيقة 82 بالحمراء في الوسط نجد أن إياز عثمان سيكون أساسياً ولعب مباراة المالديف كاملة، محمد الحلاق يحظى برضا المدرب فشارك مع المالديف أساسياً وبديلاً بلقاء غوام لمدة 72 دقيقة، كامل حميشة لعب بديلاً بمباراة المالديف 24 دقيقة وأساسياً بمباراة غوام، محمد ريحانية لعب بديلاً بمباراة المالديف لثلاث دقائق ولعب بمباراة غوام 74 دقيقة، محمد عنز لعب بمباراة المالديف 66 دقيقة ولم يشارك مع غوام، سيمون أمين على ما يبدو لم ينل إعجاب المعلول فشارك في شوط واحد مع غوام، وكذلك ورد السلامة الذي خرج في الدقيقة 63 بمباراة غوام أما أسامة أومري فأشركه المدرب 26 دقيقة بمباراة غوام.
في الهجوم اعتمد على ثلاثة لاعبين فقط هم: محمود المواس لعب مع المالديف حتى الدقيقة 87 وشارك في الشوط الثاني كاملاً بلقاء غوام.
علاء الدين الدالي شارك في الشوط الأول بلقاء المالديف و27 دقيقة من لقاء غوام.
مرديك مردكيان شارك في الشوط الثاني من لقاء المالديف، ولعب أساسياً مع غوام وخرج في الدقيقة 63 مصاباً.
تبقى خيارات المدرب في الهجوم مقتصرة على المواس والدالي لغياب مردكيان عن مباراة الصين للإصابة.
بالمحصلة العامة أشرك المعلول في المباراتين 21 لاعباً، اللاعبون الذين لم يشركهم المعلول هم: أحمد مدنية، خالد إبراهيم، عبد الرزاق محمد، مؤمن ناجي، أحمد الأشقر، محمود البحر.
أعتقد أن التشكيل المثالي عند المعلول بدا واضحاً، وهو التشكيل الذي لعب به مع المالديف، وخيارات الشوط الثاني ستكون محصورة بكامل حميشة ومحمد ريحانية ويوسف محمد وربما سيمون أمين، لكن لا ندري إن كان علينا أن ننتظر المفاجآت بالتشكيل، ولن يشرك محمود البحر إلا إذا اضطر لذلك، وربما كانت حجته أن اللاعب لم يشارك مع المنتخب في معسكره، واستدعي متأخراً، ولو كانت لديه النية لأشركه بلقاء غوام كما أشرك ورد السلامة الذي التحق متأخراً أيضاً.
أيضاً يقال إن عدم إشراك المدنية في حراسة المرمى يعود إلى أخطائه مع تشرين بلقاء الكويت الكويتي وقد تلقى مرماه ثلاثة أهداف بمباراة واحدة بكل الأحوال هذه خيارات المدرب وله كل الحرية فيما اختار وعليه أن يتحمل مسؤولية خياراته كلها سواء بالاختيار أم التشكيل أم التبديل.
تصريح بغير مكانه
كما قلنا إن التشكيلة التي لعب بها المعلول في مبارياته الست السابقة هي من خياراته، وهو يتحمل المسؤولية كاملة عن هذه الخيارات، والأهم من ذلك أنه يتحمل المسؤولية عن الكثير من الإصابات التي حدثت مع بعض اللاعبين، ولاحظنا أيضاً أن العديد من لاعبينا كانوا مجهدين على عكس لاعبي غوام (مثلاً) ورغم أن منتخب غوام فتح الملعب تماماً في الشوط الثاني، لكن لاعبينا لم يكونوا مؤهلين لفعل أي شيء فني أو بدني، تفوقنا على غوام كان بسبب الخبرة فقط، ومن أجل ذلك اختلف طبيب المنتخب أحمد كنجو مع المعلول فاستقال.
نقول أيضاً: إن إبعاد الخريبين لم يكن مبرراً بعد هذا الوقت من الخلاف الذي كان يمكن ردمه لمصلحة المنتخب، ومثله إبعاد بعض اللاعبين بطريقة مدروسة بعكس إبعاد محمود البحر بطريقة (على عينك يا تاجر) وإذا كان محمود البحر غير مؤهل وهو هداف الدوري للعب أمام غوام فلماذا تم استدعاؤه للمنتخب على عجل، هل أراد مراضاة الضغوط بهذا الاستدعاء، ثم نفذ ما أراد دون أي اعتبار فني؟
وخلال الفترة التي قضاها في المنتخب شاهدنا الخلافات بين المعلول والكادر على أشدها، ما أسفر عن عدة استقالات أو إبعادات، عساف خليفة، ضرار رداوي، سالم بيطار، أحمد كنجو، هاني سكر وغيرهم.
فهل كل هؤلاء مخطئون والمعلول على حق؟
إنجاز المعلول
المعلول نسب الصدارة إلى اسمه وعمله وهذا خطأ كبير، فالمعلول لعب مع منتخبنا ست مباريات فاز فيها على أوزبكستان 1/صفر وعلى المالديف 4/صفر وعلى غوام 3/صفر وخسر أمام الأردن صفر/1 والبحرين 1/3 وإيران صفر/3.
لفريقنا تسعة أهداف وعليه سبعة، وهو لم يحقق أي إنجاز فسبق لنا الفوز على البحرين كثيراً، والفوز على غوام والمالديف أمر ليس بالعسير وبالمحصلة العامة النتائج لا تعتبر جيدة، قد تكون عادية جداً، حتى الفوز على الصين أمر متوقع وعادي وسبق أن فزنا على الصين 2/1 في الذهاب بمدرب وطني، وأعتقد أن المعلول لم يضف شيئاً لمنتخبنا ولم يقدم المرجو منه ولم تظهر بصمته على المنتخب.
نحن لا نريد أن نظلم المعلول فهو من خيرة المدربين العرب وله بصماته، لكنه ظلمنا لأنه تعامل مع كرتنا بفوقية، وربما المعاملة الجيدة من اتحاد كرة القدم له جعلته على الشاكلة هذه من الإهمال واللامبالاة بالتعامل مع الكرة السورية.
وإذا كان عقد المعلول امتد لأكثر من عام وثلاثة أشهر إلا أنه كان مدرباً عبر (الأون لاين) أكثر ما فهمه من الدوري السوري أنه دوري ضعيف، فإذا كان كلامه صدقاً فلماذا اختار جلّ لاعبي المنتخب من أندية الدوري؟
هل كان يقصد أن يُنهي المنتخب ويضعفه؟ لماذا كان يحارب لاعبينا المميزين أمثال السوما والخريبين ومحمد عثمان وغيرهم؟ هل وراء الأكمة ما وراءها؟
لا ألوم المعلول فله أن يتصرف كما يشاء، لكن ألوم اتحاد كرة القدم الذي سهّل له ما يشاء وتركه يتصرف على هواه ويتخذ القرار الذي يناسب مزاجه.
سؤال بسيط نوجهه إلى اتحاد الكرة: لماذا لا يوجد مدرب وطني مساعد للمعلول؟
بأبسط الأحوال: ألم نحرم مدرباً أو مدربين على الأقل فترة تعايش مع مدرب بمستوى المعلول؟ وألم يكن ذلك أفضل من اصطحاب أشخاص ليس لهم أي دور في المنتخب إلا السياحة والسفر والتسوق وهدر المال؟
المعلول لعب باتحادنا كما يشاء، وفصّل عمله على هواه، فكان يحضر متى أراد، ويدرب في الوقت الذي يختاره ويستقطب من يريد، وكان دور اتحادنا كشاهد زور على ما يفعله.
المعلول مدرب ذكي يقرأ المستقبل، ونحن طيبون نصدق كل التصريحات، وسبق أن قال إنه يقدر ظرفنا وهو لا يستعجل ماله وما لكادره من مال ومكافآت وهبات وحوافز فحييناه وأثنينا عليه، واليوم صار بحاجة إلى هذا المال، هذا من حقه ولكن ماذا تغير؟
كلنا يعلم أن المال موجود وسيقبضه عاجلاً أم آجلاً من الفيفا، ولكن لماذا الآن يطالب به قبل مباراة الصين ويعلن أنه سيغادر المنتخب بعد لقاء الصين؟
المعلول مع كل أعذاره وحججه وصل إلى خط النهاية، كذلك في المباريات لم تعد أمامه أي مباراة سهلة، وبدءاً من لقاء الصين (كما قلنا سابقاً) سيبدأ امتحان المعلول، وبعده سيقابل منتخبات آسيا الأولى، وسيشارك ببطولة كأس العرب، لدينا زحمة مباريات وكلها قوية، لذلك فقد آثر الانسحاب، وسيحدث هذا الأمر تماماً ليداري خسارته أمام الصين إن حدثت (لا سمح الله).
لن نستبق الأمور، ولكن إذا حدثت الخسارة مع الصين (لا سمح الله) وإن استقال المعلول فعلى اتحاد كرة القدم الاستقالة، والأسباب لا تخفى على أحد ومنها أنه استلم المنتخب نظيفاً من الخسارة ولم يحافظ على هذه الميزة، أنه وصل بالمنتخب إلى حالة من الشرذمة والتشتت وعدم الرضا، وأهمها أن مستوى المنتخب لم يطرأ عليه التطوير، وأن سبب إقالة الكادر الفني السابق بقيادة فجر إبراهيم كانت بدعوى أن مستوى المنتخب غير جيد وأن المنتخبات التي لعب معها كانت كلها منتخبات ضعيفة، فهل حقق اتحادنا نتائج ومستوى أفضل مع مدرب كلفنا مئات الملايين؟ فعلاً لا كرامة لنبي في قومه.