المعامل فتحت أبوابها مجدداً وترقّب بانتظار النتائج … حلب استوعبت «زوبعة» الاستعلام الضريبي

استوعبت فعاليات حلب الصناعية والطبية، «زوبعة» الحملة التي شنتها الهيئة العامة للضرائب والرسوم، التابعة لوزارة المالية، بعدما جوبهت عصاها الغليظة بردود فعل منددة، ساحتها مواقع التواصل الاجتماعي التي ألّبت الرأي العام لمصلحتها.
وعدّ أصحاب مشاف وصناعيون في مدينة الشيخ نجار الصناعية لـ«الوطن»، توقف حملة الاستعلام الضريبي بيومين بعد انطلاقتها في ٦ الشهر الجاري «نصراً»، بسبب تكاتفهم وتعاضدهم مع بعضهم بعضاً، إذ كان من المفترض أن تستمر مهمة لجنة التكليف الضريبي القادمة من دمشق حتى اليوم الثلاثاء، وبجعبتها استهداف عشرات المطارح المتهمة بالتهرب الضريبي.
أحد الصناعيين، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، بيّن لـ«الوطن» أن كل معامل «الشيخ نجار» الصناعية دوّرت عجلة إنتاجها من جديد بعد توقف استمر نحو أسبوع إثر إقفال أبوابها، مع بدء «الكبسات» التفتيشية لعناصر هيئة الضرائب والرسوم على المنشآت الصناعية بطريقة «غير لائقة» ومعاملة «غير منصفة»، وكشف عن ترقب وخوف الصناعيين من نتائج «المداهمات» ومن تكرارها مجدداً، «في ظرف عصيب وتوقيت غير مناسب نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بنا، على خلفية الركود وتقلب سعر الصرف وانسداد منافذ التصدير وجائحة كورونا».
وانتقد آخر ضعف مساندة الجهات المعنية لهم في وجه الخطر المحدق بهم، باستثناء تصريحات ومنشورات خجولة على «الفيس»، بخلاف الحال إبان حملات مشابهة «نالت من عاصمة الصناعة السورية»، واستدعت استنفار ومؤازرة المعنيين لهم.
وكشفت حملة الاستعلام الضريبي عن عورة العديد من أصحاب المنشآت الصناعية جراء الخلل في مسك أو تنظيم الدفاتر المحاسبية، وحتى في فهم آلية وماهية الضرائب المترتبة عليهم، ما يستدعي قيام المالية بتنظيم ورش عمل خاصة لنشر الوعي الضريبي لديهم وردم الفجوة بين المكلف والمراقب، وهو ما سارعت إليه غرفة صناعة حلب بعقد ورشة لمناقشة آلية تطبيق القوانين الضريبية، بعدما دعت الصناعيين إلى مراجعتها «لمساعدتهم بتنظيم دفاترهم المالية وحل مشكلاتهم العالقة لدى الدوائر المالية، وتسهيل تعاملهم مع الاستعلام الضريبي».
وكانت منشورات المتضررين المستهدفين من الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي، قد كسبت مناصرة الشارع الحلبي لهم، الأمر الذي دفع وزير المالية كنان ياغي إلى الرد عبر إحدى القنوات الفضائية على أحدهم لتفنيد طروحاته.