ما هو أهم دافع عند الإنسان؟!
بالتأكيد لكل منا جوابه الخاص، وربما تتغير الدوافع بحكم الظروف وتغير الأزمان والأحوال.
هنا أريد أن انقل لكم ما يقوله براتداند راسل الرجل الحائز جائزة نوبل الذي توفي عام 1970.
جواب راسل على هذا السؤال كان مباشراً يقول: الدافع البشري الأقوى هو الرغبة.
راسل يرى أن ما يقوله «الأخلاقيون» أنه من الممكن مقاومة الرغبات عن طريق تنمية الإحساس بالواجب نظرية زائفة، لكنه يشرح ذلك بطريقة أقل وطأة إذا أردت أن تعرف كيف سيتصرف البشر يجب أن ننظر إلى منظومة رغباتهم.
الجملة التي تثير الجدل أكثر ما يقوله راسل عن البشر: «إن الأفعى تخلد إلى النوم عندما تشبع ولا تستيقظ حتى تجوع مرة أخرى فيما البشر في أغلب الأحيان ليسوا كذلك».
طيب.. ما الرغبة؟!
ليست رغبة واحدة بل أربع وهي عملياً تشكل الدافع لسلوك الإنسان، – حسب راسل -:
أولاها حب التملك وهذه تمثل حالة عامة عند معظم البشر وتتمثل بالسعي المشروع وغير المشروع ليكون ما تملكه أفضل وأكثر من الآخرين ويصبح حب التملك حتى على الأشخاص بما فيهم بل الناس والمقربين منهم على وجه الخصوص والمثلة لدى كل منكم كافية.
ثم التنافس مع الآخر والتغلب عليهم وغالباً حياة البشر سلسلة من المعارك وقسم منها نذهب إليه تحت هذا العنوان التغلب على الآخرين.
ثم حب الظهور، الإعلان عن الفوز وهذا أحياناً مقتل بعض الأشخاص وفي الأمثلة الشعبية حب الظهور يقصم الظهور.
.. وأخيراً حب السلطة وفي هذا حديث يطول. لاحظوا أنها صوت الشيطان في داخل البشر.
لا حديث عند راسل للعواطف ولا للعقائد..
علماء النفس أسهبوا بدوافع البشر.. وثمة نظريات كثيرة منذ أيام سقراط حاولت الإجابة عن هذا السؤال الذي يفتح شهية التفكير.
صحيح أن دوافع البشر مختلفة لكنها بشكل أو بآخر تختلف نسبياً بمعنى أن أحد الدوافع عند شخص يكون أكثر حضوراً من شخص آخر لكنه لا يلغيه أبداً إلا في حالات نادرة.
مثلاً دافع حب «الظهور» قد لا يكون موجوداً عند بعض الأشخاص وغالباً لا يكون الأمر طبيعياً فإذا زالت الأسباب غير الطبيعية يعود هذا الدافع للظهور مجدداً ويرغب الإنسان أن يقول بشكل أو بآخر «أنا هنا انظروا إليّ».
إلا أن الشيء المؤكد أن هذه الرغبات تتأثر بعامل الزمن فلكل مرحلة حياتية دوافعها، وربما يكتشف أحدنا أن كثيراً من الأشياء التي فعلها أو دفعته لفعلها لم تكن صائبة وسيكون مؤلماً جداً الإحساس بالندم عندما يتأخر الوقت.
المرض الذي يعاني منه كثير منا أننا فقدنا «الدافع».
أقوال:
ليس أحد من الناس إلا وفيه من كل طبيعةٍ سوء غريزة وإنما التفاضل بين الناس في مغالبة طبائع السوء.
كل طفل جديد يولد دليل على أن اللـه لم ييئس بعد من البشر.
تحب الحماقة الشهادة في سبيل الشهرة.
الظلم من طبع النفوس، وإنما يصدها عن ذلك إحدى علتين: إما علة دينية لخوف معاد، أو علة سياسية لخوف سيف.