استملكت وزارة السياحة منذ عام 1975 مساحات كبيرة من الأراضي في منطقة عمريت جنوب مدينة طرطوس، تبلغ 475 هكتاراً، مطلة على البحر بهدف استثمارها سياحياً لكونها من أجمل بقاع المحافظة من كل الجوانب ولكن إلى اليوم تقبع هذه المساحة بكامل حلتها دون أي استثمار كون المديرية العامة للآثار والمتاحف وضعت يدها عليها وصنفتها منطقة أثرية منذ سنوات عديدة، وفي كل عام تعد هذه المديرية السياحة بانتهاء التنقيب في جزء منها لمعرفة إذا ما كانت تضم آثاراً أم لا ولكن لم تنته بعد من أي شريحة ولم يستثمر ولا شبر منها لتبقى أرضاً بوراً أمام البحر المتوسط، فلا السياحة خرجت باستثمار ولا الآثار قدمت للعالم ما ينتظره.
وخلال زيارة وزير السياحة رامي مرتيني الأخيرة إلى محافظة طرطوس طرح هذا الموضوع المزمن فوعد بالتواصل مع المديرية العامة للآثار لإنهاء التنقيب في الشرائح 2/3/4 بهدف طرحها للاستثمار بالسرعة الكلية وذلك بعد تعالي أصوات الاختصاصين بضرورة الانتهاء من هذه المعضلة.
رئيس دائرة آثار طرطوس مروان حسن أوضح لـ«الوطن» أن التنقيب في منطقة عمريت يكون ضمن خطة مركزية للمديرية العامة للآثار والمتاحف لأن الدائرة بطرطوس غير قادرة وفق إمكانياتها المتواضعة أن تنقب في مساحة كهذه لافتاً إلى أن أثار طرطوس تقوم بالتنقيب في الشريحة 6 وفق خطة مركزية منذ عام 2019 وإلى اليوم لم تنته نتيجة قلة الإمكانيات اللوجستية والمالية ولكون العمل يتم وفق مواسم وعلى امتداد 32 هكتاراً، ولم تبلغ الدائرة بأي معلومة عن البدء بأي شريحة أخرى.
وعن نتائج التنقيب في الشريحة 6 والآثار المكتشفة أفاد حسن أن النتائج متواضعة إلى اليوم متمنيا الانتهاء من العمل بها مع نهاية العام.
بدوره مدير سياحة طرطوس يزن الشيخ أشار إلى أن شرائح منطقة عمريت ملك وزارة السياحة ومجلس مدينة طرطوس ويتم التنقيب حالياً في الشريحة السادسة التي من المتوقع الانتهاء منها في نهاية العام وحاليا تدرس الوزارة إمكانية التنقيب الأثري للجزء الغربي من الشرائح 2 و3 و4 بعمق من 100 إلى 150م ليتم استثمار هذا الجزء في الموسم السياحي القادم كمشاريع للسياحة الشعبية للاستفادة منها لكونها مستملكة منذ عام 1975 لافتا إلى أن الجدول الزمني تحدده وزارة الثقافة وكسياحة نتمنى أن ينتهي التنقيب غداً.
وفيما يخص طرح الشرائح للاستثمار بعد الانتهاء من التنقيب الأثري لكامل الشرائح أكد الشيخ أنه سيتم وفق الدراسة التي ستقوم بها شركة الدراسات من أجل تخطيط الموقع سياحياً بشكل كامل ولكل شريحة على حدة مع إعطاء الأولوية حالياً للشريحة رقم 1، علماً أن مساحة كل شريحة تتراوح بين 28 حتى 35 دونماً.