لا شك أن تهديد وزير الحرب الصهيوني بيني غانتس بشن عدوان جديد على غزة في حال فشلت المحاولات في التوصل لاتفاق تهدئة، وإصرار الحكومة الصهيونية الجديدة برئاسة زعيم حزب «يمينا» نفتالي بينيت على تشجيع الاستيطان ومواجهة الشعب الفلسطيني وداعميه واستخدام سياسة المماطلة، ومحاولة تثبيت معادلات جديدة من خلال الضغط على المقاومة بهدف لـَيّ ذراعها عبر ربط جميع الملفات ببعضها البعض، ومنها ملف الأسرى الصهاينة في قطاع غزة، في ملف إعادة الإعمار وفتح المعابر بشكل كامل وتحسين الوضع الاقتصادي، كما يؤكد تمسك هذه الحكومة كسابقاتها بأهداف المشروع الصهيوني المتمثلة بإبادة الشعب الفلسطيني وصولاً إلى تحقيق مقولة «حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل» الأمر الذي يؤكد مجدداً أن الاحتلال والسلام نقيضان لا يلتقيان.
إذاً، تمخض الجبل الصهيوني وولد مجرمين من السلالة ذاتها التي توالى أبناؤها على استهداف فلسطين الأرض والإنسان، فكل التصريحات التي أدلى بها مسؤولون صهاينة من سياسيين وعسكريين وأمنيين طوال فترة الأزمة المستمرة داخل الكيان الصهيوني تدلل على أن الخلافات تموضعت حول أساليب التكتيك فقط في التعامل مع تطورات القضية الفلسطينية.
أما الباب الأميركي فقد بقي مشرعاً أمام كيان العدو الصهيوني وهذا ما أكده أول اتصال هاتفي بين بينيت والرئيس جو بايدن الذي شدد خلال المكالمة على «دعمه الثابت على مدى عقود للعلاقات الأميركية الإسرائيلية وتمسكه الراسخ بضمان أمن إسرائيل»، معرباً عن «عزمه الصارم على تعميق التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن التحديات والفرص المتعددة في المنطقة».
وفي بيان تهنئة أكد بايدن لبينيت أن «لا صديق أفضل لإسرائيل من الولايات المتحدة. الروابط التي توحد شعبينا تمثل دليلا على قيمنا المشتركة وعقود التعاون الوثيق، وفي الوقت الذي نواصل فيه تعزيز شراكتنا تبقى الولايات المتحدة ثابتة في دعمها لأمن إسرائيل وإدارتي متمسكة تماماً بالعمل مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة».
بعد هذا التأكيد الصهيوني الأميركي الإستراتيجي القديم الجديد على الثوابت التي طرحها المشروع الصهيوني الإمبريالي في المنطقة والعالم هل يمكن المراهنة على السلام أو التسوية أو أي علاقة بين القاتل والضحية.. بين العدو وصاحب الحق؟
من نافل القول إننا لا نأتي بجديد في تحليل واقع الصراع الوجودي المستمر منذ عدة عقود سوى تأكيد المؤكد في كل مرحلة من مراحل هذا الصراع ومن يقول غير ذلك سيقع حتماً في إسار الوهم لأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغيرها.