قطع طريق طرطوس- صافيتا.. والمحتجّون: نريد إلغاء مكب وادي الهدة الذي يلوث مياهنا وبيئتنا … محافظ طرطوس لـ«الوطن»: العمل جارٍ لرفع التلوث ومعالجة وضع المكب وقطع الطريق تصرف يخالف القانون
| طرطوس - هيثم يحيى محمد
شهد طريق عام طرطوس- صافيتا الأكثر كثافة مرورية في محافظة طرطوس طوال أمس احتجاجات تمثلت بقيام العشرات من شباب قريتي يحمور والزرقات وجوارهما بإشعال الإطارات وقطع الطريق ومنع مرور أي سيارة عليه كما منعوا كل سيارات نقل القمامة من الوصول إلى مركز النفايات الصلبة في وادي الهدة وكل ذلك بسبب تلويث مشاريع مياه الشرب التي تغذيهم وتلويث أكثر من مئة بئر من آبار مياههم الجوفية والتي سبق أن كتبت عنها «الوطن».
وبغية تطويق الأمر ومنع حصول أي تداعيات له قام بعض أعضاء المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة بالتوجه إلى مكان تجمع الشباب الغاضب وحالوا إقناعهم بالتوقف عن إشعال الإطارات وفتح الطريق لكنهم رفضوا.
وذكر عضو المكتب التنفيذي وابن قرية يحمور رئيف بدور أن محاولات عديدة جرت لإقناع الشباب لكنهم أصروا على تحقيق مطالبهم أولاً المتمثلة بالتوقف عن رمي القمامة في مكب وادي الهدة لأنه السبب الرئيس لتلوث مياه الشرب والمياه الجوفية والبيئة ولاسيما أنهم يعلمون أنه تم تخصيص المحافظة بألف دونم في بادية حمص لنقل القمامة إليها وطمرها فيها بشكل فني سليم.
وبعد ظهر أمس أكد المحافظ صفوان أبو سعدى لـ«الوطن» أن العمل جارٍ بخطوات حثيثة لمنع التلوث ومعالجة وضع مكب وادي الهدة بشكل جذري مشيراً إلى أن المحتجين بعد محاورتهم من قبل المحافظة توقفوا عن إشعال الإطارات وفتحوا الطريق وأنه سوف يلتقي بهم في القرية للاستماع لكل مطالبهم ووضعهم بصورة الإجراءات التي قامت وتقوم بها المحافظة لمعالجة كل أسباب التلوث وتحقيق مطالب السكان وقد توجه المحافظ باتجاه القرية لكنه عاد عن الطريق بعد أن وصلته معلومات تفيد بأن المحتجين عادوا وأشعلوا الإطارات وقطعوا الطريق مجدداً وهذا ما دفعه لتأجيل اللقاء لحين التزام الشباب بما وعدوا به مؤكداً أن تصرفهم يخالف القانون.
هذا وقد عاد محافظ طرطوس والتقى بعد الخامسة والنصف من مساء أمس المحتجين والأهالي في الزرقات ويحمور واستمع إليهم ووضعهم بصورة الإجراءات التي تقوم بها المحافظة لمعالجة وضع مكب وادي الهدة ومنع كل أسباب التلوث عن مياههم وبيئتهم ووعدهم بمتابعة الإجراءات المتخذة محلياً ومركزياً وصولاً لمعالجة كل أسباب التلوث وفِي مقدمتها التلوث الناجم عن مكب وادي الهدة.
نشير إلى أن محافظة طرطوس سعت وتسعى لمعالجة واقع مكب وادي الهدة بشكل نهائي من خلال نقل القمامة بالقطار إلى بادية حمص.
وكان محافظ طرطوس أكد لـ«الوطن» في الحادي عشر من الجاري أنه لا بديل من نقل قمامة المحافظة إلى الموقع الذي تم تخصيصه في بادية حمص لهذه الغاية وطمرها بشكل فني سليم فيه مع إبقاء مركز وادي الهدة كمكب احتياطي علماً أنه بات لا يستوعب أكثر من نصف القمامة التي تجمعها الوحدات الإدارية كما أنه يتعذر إيجاد أي موقع آخر في أراضي المحافظة لهذه الغاية.