الرئيس الأميركي حدد موعد «الغزو الروسي» لأوكرانيا 16 الجاري.. وزيلينسكي: نريد أدلة … بوتين اتفق وبايدن على مواصلة الحوار.. وبحث مع ماكرون المزاعم الاستفزازية
| وكالات
أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي جو بايدن اتصالاً هاتفياً جرى خلاله بحث الملف الأوكراني، وعملية التصعيد التي يشهدها، عقب محادثة هاتفية أجراها بوتين مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون تناولت المزاعم الاستفزازية عن خطط الغزو الروسي لأوكرانيا، بينما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لنظيره الأميركي أنتوني بلينكن أمس السبت، أن الحملة الدعائية عن العدوان الروسي ضد أوكرانيا التي شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها لها غايات استفزازية وتحرض حكومة كييف على تخريب اتفاقات مينسك واللجوء إلى محاولات ضارة لتطبيق حل عسكري لقضية دونباس، على حين دعا الرئيس الأوكرانـي فلاديمير زيلينسكي من يتحدثون عن تخطيط روسيا لـغزو بلاده في 16 الشهر الحالي لتقديم أدلة عن صحة هذه المزاعم إن وجدت، وهذا التاريخ حدده بايدن خلال مؤتمر بالفيديو مع زعماء دول الغرب والاتحاد الأوروبي والناتو.
ونقلت وكالة «أ ف ب» أمس السبت عن البيت الأبيض قوله: إن المكالمة بين الرئيسين بايدن بوتين استغرقت 62 دقيقة حول أوكرانيا.
وأكد البيت الأبيض أن بايدن حذر نظيره الروسي من أن موسكو ستتحمل «تكاليف سريعة وشديدة» إذا قامت بغزو أوكرانيا.
في المقابل، أكد الكرملين أن «التحذيرات الغربية من غزو روسي وشيك لأوكرانيا بلغت مستويات عبثية»، معتبرا أن «حالة الهستيريا التي تحيط بالوضع في أوكرانيا وصلت إلى ذروتها».
وشدد الكرملين على أن بوتين «اتفق مع بايدن على مواصلة الحوار، واستنكر المعلومات المزيفة حول غزو روسيا لأوكرانيا»، موضحاً أن »الحوار بين الرئيسين كان متوازنا وعمليا» كما لفت إلى أن «موسكو انتهت تقريباً من مراجعة الرد الأميركي على مقترح الضمانات الروسية».
وسبق هذه المكالمة، مكالمة هاتفية أجراها بوتين مع نظيره الفرنسي ماكرون، حيث بين الكرملين في بيان له أن المكالمة جاءت بمبادرة من الجانب الفرنسي على خلفية تصعيد التوترات حول أوكرانيا.
وأكد البيان أن بوتين وماكرون بحثا المزاعم الاستفزازية عن خطط الغزو الروسي لأوكرانيا، مشيراً إلى أن هذه الادعاءات تستخدم غطاء لضخ الأسلحة إلى أوكرانيا وتهيئة الظروف الملائمة لاتخاذ قوات حكومة كييف خطوات عدوانية في منطقة دونباس.
في السياق ذكرت قناة «روسيا اليوم» أن لافروف انتقد في اتصال مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن بشدة المزاعم التي ترد على لسان كبار المسؤولين الغربيين عن تخطيط موسكو لغزو أوكرانيا.
وأكدت الخارجية الروسية أن لافروف شدد خلال المكالمة التي جرت بينه وبلينكن أمس السبت بمبادرة من الجانب الأميركي، على أن الحملة الدعائية عن العدوان الروسي ضد أوكرانيا التي شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها لها غايات استفزازية وتحرض حكومة كييف على تخريب اتفاقات مينسك واللجوء إلى محاولات ضارة لتطبيق حل عسكري لقضية دونباس.
وأشار لافروف إلى أن الولايات المتحدة وحلف الناتو في ردهما على مبادرة الضمانات الأمنية المطروحة من روسيا، يتجاهلان البنود الرئيسة بالنسبة لموسكو، بالدرجة الأولى ضرورة وقف تمدد حلف شمال الأطلسي وعدم نشر منظومات هجومية قرب حدود روسيا.
وأكد لافروف أن موسكو ستولي اهتماماً خاصاً إلى هذا الأمر في تقييمها للوثائق التي تلقتها من واشنطن والناتو رداً على مبادرتها، متعهداً بإطلاع الغرب على نتائج هذا التقييم الروسي.
وجاء في بيان الخارجية أن لافروف ذكّــر نظيره الأميركي بأنه من غير المقبول اتخاذ خطوات تنتهك الالتزامات التي تم تبنيها على أرفع مستوى بخصوص مبدأ الأمن غير القابل للتجزئة في المنطقة اليوروأطلسية.
بدوره أعلن مدير الدائرة الثانية لشؤون رابطة الدول المستقلة بوزارة الخارجية الروسية ألكسي بوليشوف، أن كييف لم تنفذ ولو بنداً واحداً من اتفاقات مينسك خلال السنوات السبع الماضية.
وقال بوليشوف في حديثه لوكالة «نوفوستي»: «لسوء الحظ لم تنفذ كييف أي شيء مما تقضي به «مجموعة الإجراءات حيث لم يتم منح دونباس وضعاً خاصاً، ولم يجر إصلاح الدستور واللامركزية، ولم يتم إعلان العفو العام، كما لم يتم إدخال «صيغة شتايماير» التي تعتبر في الواقع تنازلاً من جانب دونباس، إلى القوانين الأوكرانية».
وشدد بوليشوف في الوقت ذاته على أن اتفاقات مينسك ما زالت تعتبر أساساً وحيداً للتسوية في أوكرانيا، قائلاً: «إن مجموعة الإجراءات هي الأساس الوحيد للتسوية، ولا يوجد بديل عنها، وتم توقيعها في إطار مجموعة الاتصال من قبل جانبي النزاع وهي كييف ودونباس وأكدتها منظمة الأمن والتعاون الأوروبي وروسيا، وصدق عليها زعماء «رباعية النورماندي» ومجلس الأمن الدولي، الأمر الذي جعلها جزءاً من القانون الدولي، أي ملزمة، سواء أحبوا ذلك أم لا».
في غضون ذلك دعا الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، أمس السبت، من يتحدثون عن تخطيط روسيا لـغزو» بلاده في 16 الشهر الحالي، لتقديم أدلة على صحة هذه المزاعم «إن وجدت».
وأشار زيلينسكي إلى أن الفضاء الإعلامي يغص بالمعلومات حول «تصعيد عميق واسع النطاق من جانب روسيا»، مضيفاً: إن «أوكرانيا يجب أن تكون مستعدة لأي خطوات من وراء أي حدود».
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة «بوليتيكو»، نقلاً عن «مصادر مطلعة» لم تحددها، أن بايدن حدد في مؤتمر بالفيديو مع زعماء دول الغرب والاتحاد الأوروبي والناتو، موعد «غزو» روسيا لأوكرانيا في 16 الشهر الجاري، ووفقاً للصحيفة، اختلف الأوروبيون مع بايدن في تقدير توقيت وحتمية التصعيد، ونوهت الصحيفة بأن محاوري بايدن شككوا بمعطيات المخابرات الأميركية.