موسكو ترد وتحذر من أسعار خيالية.. وقطر: لا إمكانية لتعويض الغاز الروسي … أسعار الغاز في أوروبا تحلّق بعد قرار ألمانيا تعليق المصادقة على «السيل الشمالي2»
| وكالات
ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا، خلال تعاملات أمس الثلاثاء، بشكل ملحوظ بعد إعلان ألمانيا تعليق المصادقة على تشغيل مشروع الغاز «السيل الشمالي2»، على حين أكدت قطر أن إمدادات الغاز من روسيا إلى أوروبا لا يمكن الآن تعويضه من أي دولة.
وصعدت العقود الآجلة للغاز في شهر آذار المقبل في مركز TTF في هولندا إلى مستوى 940 دولاراً لكل ألف متر مكعب، وهو ما يزيد على نسبة 10.8 بالمئة عن سعره في اليوم السابق، والذي سجل حوالي 847.9 دولاراً.
وأعلن المستشار الألماني أولاف شولتس، أمس، أنه قرر تعليق المصادقة على تشغيل خط أنابيب الغاز «السيل الشمالي2» مع روسيا، ووفقاً لما ذكرته وكالة «أ ف ب» فإن القرار جاء رداً على اعتراف موسكو باستقلال جمهوريتي دونيسك ولوغانسك عن أوكرانيا.
وأفاد شولتس بأنه طلب من الهيئة الألمانية الناظمة المسؤولة عن المشروع تعليق عملية مراجعته، وقال: إن هذه المسألة تبدو تقنية، لكنها خطوة إدارية ضرورية تمنع أي مصادقة على خط الأنابيب، مشيراً إلى أنه من دون هذه المصادقة، لا يمكن بدء تشغيل «السيل الشمالي2».
وأضاف شولتس: هناك عقوبات أخرى أيضاً يمكن أن نعتمدها في حال اتخذت إجراءات إضافية. لكن في الوقت الحاضر، يتعلق الأمر باتخاذ خطوة ملموسة للغاية.
ورد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف على إعلان ألمانيا أنها ستوقف التصديق على «السيل الشمالي2»، محذرًا من ارتفاع حاد في أسعار الغاز الطبيعي لأوروبا.
وحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية غرد ميدفيديف، في حسابه عبر تويتر: «أصدر المستشار أمراً بوقف عملية التصديق على خط أنابيب الغاز «السيل الشمالي2». حسنًا. مرحبًا بكم في العالم الجديد الشجاع حيث سيدفع الأوروبيون قريبًا ألفي يورو مقابل ألف متر مكعب من الغاز الطبيعي».
وقبل ذلك ذكرت وسائل إعلام أن وزارة الاقتصاد الألمانية أوقفت عملية اعتماد مشروع «السيل الشمالي2»، الذي هو عبارة عن أنبوبي غاز من روسيا إلى ألمانيا تم مدهما عبر قاع بحر البلطيق يبلغ طول كل منهما 1200 كيلومتر، وبطاقة إجمالية تبلغ 55 مليار متر مكعب سنوياً من الساحل الروسي عبر قاع بحر البلطيق إلى ألمانيا.
وتم الانتهاء من بناء المشروع، الذي تشارك فيه شركة «غازبروم» مع شركات أوروبية، العام الماضي، وإلى الآن كانت تتم مماطلة اعتماد المشروع من الهيئات الأوروبية.
وعلى خط مواز صرح وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة سعد الكعبي في مؤتمر صحفي عقب قمة منتدى الدول المصدرة للغاز، بأن حجم إمدادات الغاز من روسيا إلى أوروبا في الوقت الحالي لا يمكن تعويضه من أي دولة.
وحسب «روسيا اليوم» قال الكعبي: بشكل عام، عندما نتحدث عن الوضع في أوكرانيا أو في أوروبا، يتردد كثيراً بأن الغاز القطري يمكن أن يحل محل الغاز الروسي. لقد ذكرت بالفعل في هذا الصدد أن 30-40 بالمئة من الإمدادات إلى أوروبا تأتي من روسيا. أعتقد أنه لا يمكن لأحد استبدال روسيا في هذا الصدد.
وأضاف: لسوء الحظ ليس لدينا في قطر حتى الآن مثل هذه الكميات من الغاز الطبيعي المسال التي توجد في العقود طويلة الأجل، وبالتالي فإن ذلك مستحيل.
وقبل ذلك أشار الوزير القطري إلى أن الدول المنتجة للغاز لا توافق على فرض عقوبات اقتصادية على أي من الدول الأعضاء بالمنتدى خارج إطار الأمم المتحدة.
وفي وقت سابق أكدت المفوضة الأوروبية للطاقة، كادري سيمسون، ضرورة عدم الاعتماد على إمدادات الطاقة الأجنبية إلى دول الاتحاد الأوروبي، وأوضحت أن المفوضية الأوروبية تدرس سيناريوهات مختلفة لإمدادات الغاز في حالة قيام روسيا بتقييد صادراتها جزئياً أو كلياً إلى أوروبا.
وتأتي المخاوف الأوروبية في وقت أكد فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا تعتزم مواصلة الإمدادات المستمرة من الغاز، بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال، للأسواق العالمية.
وعقدت اليوم في الدوحة القمة السادسة لمنتدى الدول المصدرة للغاز، وانعقد الحدث تحت شعار «الغاز الطبيعي: رسم مستقبل الطاقة».