أكدت استعدادها للتفاوض مع السعودية وأن لا سبيل لحل أزمات المنطقة إلا بالحوار … إيران: اقتربنا من الاتفاق في فيينا وهناك بعض القضايا وهي خطوطنا الحمر
| وكالات
أعلنت إيران أمس استعدادها للتفاوض مع السعودية بعد تلقيها رسالة عبر الجانب العراقي أكدت استعداد الرياض للمحادثات معها، مشيرة أن لا سبيل لحل أزمات المنطقة إلا بالحوار والتعاون، كما أكدت طهران أن قضايا قليلة، لكنها مهمة جداً، مازالت باقية في مفاوضات فيينا بين إيران ومجموعة «4+1».
ونقلت وكالة «فارس» عن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قوله في مؤتمر صحفي في طهران مع نظيره العماني بدر البوسعيدي: تلقينا رسالة عبر وزير الخارجية العراقي تعلن استعداد الجانب السعودي للمحادثات معنا، وأعلنا استعدادنا للتفاوض، نحن مستعدون لمواصلة العمل الجاد في القضايا الإقليمية من خلال التعاون المشترك مع جميع الأطراف»، مؤكداً أنه لا سبيل لحل أزمات المنطقة إلا بالحوار والتعاون.
وأشار عبد اللهيان إلى أن المحادثات مع الجانب العماني أمس شملت مفاوضات فيينا وقضايا المنطقة، منوهاً أن المنافسة الإقليمية لن تؤدي إلا لتدمير المنطقة وثرواتها، معتبراً أنه لا تستطيع دولة في المنطقة ضمان أمنها من خلال زعزعة أمن الآخرين، معلناً عن استعداد طهران للمبادرات الإقليمية في سبيل تنمية المنطقة.
وحول محادثات فيينا أشار عبد اللهيان إلى أن قضايا قليلة ومهمة جداً مازالت باقية في المفاوضات، قائلاً: «أعلنا للجانب الغربي في ميونيخ ولمفوض الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بأننا سوف لن نتجاوز من خطوط إيران الحمر مهما كانت الظروف وسنثبت التزامنا بقوة».
وأوضح أن المفاوضات المباشرة مازالت مستمرة من قبل كبير المفاوضين الإيرانيين مع مندوبي مجموعة «4+1» ويتم عن طريق منسق الاتحاد الأوروبي أنريكي مورا تبادل الرسائل والوثائق غير الرسمية مع أميركا.
وأضاف: «نحن نتلقى الكثير من الرسائل من المسؤولين الأميركيين حول ضرورة المفاوضات المباشرة ولكن المهم بالنسبة لنا هو المنافع التي ستعود لإيران من ورائها وهل ستحقق مستقبلاً مختلفاً عما حدث في المفاوضات الراهنة وهل ستحقق مكسباً أكبر مما تحقق لغاية الآن، لقد سمعنا من الجانب الأميركي حتى الآن كلاماً ورسائل إيجابية لكنهم لم يقوموا بأي إجراء عملي لإثبات حسن نياتهم».
ولفت عبد اللهيان إلى أن طهران متفائلة بمفاوضات فيينا لغاية الآن إجمالاً، قائلاً: نأمل بأن تصل القضايا الحساسة والمهمة القليلة المتبقية في المفاوضات إلى نتيجة خلال الأيام القادمة عبر انتهاج الجانب الغربي الرؤية الواقعية وأن نصل إلى نتيجة من خلال الجهود المبذولة في فيينا على مدى أكثر من 9 أشهر بحيث تبقى جميع الأطراف المقابلة ملتزمة بكامل تعهداتها في إطار الاتفاق الموقع عام 2015.
وعن الأزمة اليمنية، أشار عبد اللهيان إلى أن الوضع في اليمن تحول إلى كارثة إنسانية كبيرة، مشدداً على أن إيران مستعدة لأداء دور نشط لإحلال السلام والأمن في المنطقة، ورفع الحصار عن اليمنيين وإنهاء الحرب في هذا البلد، وإطلاق محادثات يمنية – يمنية.
وفي إطار الحديث عن الوضع في أفغانستان، أوضح عبد اللهيان قائلاً: نأمل في أن تثمر متابعات وجهود إيران في الأشهر الأخيرة واتصالنا الدائم بجميع القادة الأفغان وتشجيع جميع الأطراف، بما في ذلك الهيئة الحاكمة الأفغانية، على تشكيل حكومة شاملة في أقرب وقت ممكن.
من جانبه، أشار البوسعيدي إلى أنه نقل رسالة خطية من السلطان العماني، هيثم بن طارق، إلى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، قائلاً: نحن اليوم تناولنا العديد من مجالات التعاون، خاصة الاقتصادية والتجارة والفرص الاستثمارية التي يمكن أن تخدم البلدين.
وأوضح البوسعيدي أن مجالات التعاون بين البلدين متنوعة وعديدة، وأن العلاقات السياسية مبنية على الثقة المتبادلة والاحترام والمصالح المشتركة، التي تخدم البلدين والمنطقة.
وقال: تبادلنا وجهات النظر وتشاورنا في عدد من القضايا التي تحظى باهتمام ومتابعة بلدينا، وكلها قضايا ومستجدات.. نرجو دعم هذه الجهود بالوسائل السلمية والحوار، وعبر تشجيع بناء الثقة بين مختلف أطراف هذه القضايا، لتنعم منطقتنا باستدامة الأمن والاستقرار والازدهار والرخاء لشعوبنا جميعاً.