الاحتلال التركي يمهد باتجاه تل تمر وعين عيسى و«قسد» تخشى إطلاق واشنطن يده شرق الفرات … الجيش يستهدف الإرهابيين بريف إدلب.. و«الحربي» يغير على دواعش البادية
| حلب- خالد زنكلو - حماة- محمد أحمد خبازي
في ظل انشغال كل من موسكو وواشنطن في أتون المعارك الدائرة في اوكرانيا، يخشى متزعمو ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية الموالية للاحتلال الأميركي من إطلاقها يد رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في مناطق هيمنة الميليشيات شرق الفرات، في وقت يواصل فيه الاحتلال التركي منذ يومين اعتداءاته بقصف ناحيتي تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي وعين عيسى شمال الرقة.
ونقلت مصادر مقرب من «قسد» عن متزعميها لـ«الوطن» مخاوفهم الجدية من أن تكون عمليات القصف المدفعي والصاروخي لجيش الاحتلال التركي على تل تمر وعين عيسى، بعد فترة هدوء استمرت أكثر من أسبوع، بمثابة تمهيد ناري لاحتلال المنطقتين اللتين سبق لأردوغان ومرتزفته التهديد باحتلالهما منتصف تشرين الأول الماضي.
وجددت المصادر تأكيدها، أن لدى متزعمي «قسد» قناعة أن «الفيتو» الذي أطلقته موسكو وواشنطن في وجه نظام أردوغان حال دون غزوه لمناطق شمال وشمال شرق سورية إبان إطلاق وعيده بذلك وتحريك جيش احتلاله ومرتزقته إلى حدود جبهات المناطق التي وضعها في قائمة بنك أهدافه لاغتصابها.
ورأت، أن واشنطن قد تغري أردوغان بقسط من كعكة مناطق نفوذ «قسد» في سورية، وخاصة تل تمر وعين عيسى لربطها مع المناطق التي يحتلها في رأس العين وتل أبيض، في حال اتخاذه مواقف متشددة لمصلحة النازيين الجدد في كييف، مثل إغلاق مضيقي البوسفور والدردنيل من وإلى البحر الأسود في وجه الأسطول الروسي أو إعلان انضمامه إلى عمليات حلف شمال الأطلسي «الناتو» العسكرية، الذي يضم تركيا، في حال قرر زعماؤه المواجهة العسكرية مع روسيا إلى جانب الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي.
وأعربت المصادر عن قلق متزعمي «قسد» من إخفاق التوصل إلى تسوية للأزمة الأوكرانية عبر المفاوضات بين وفدي موسكو وكييف، والتي تجري حالياً على الأراضي البلاروسية، ما يطيل أمد الحرب التي تضع الأرضية المناسبة والفرصة المواتية لتدخل النظام التركي عسكريا شمال شرق سورية بضوء اخضر من الإدارة الأميركية التي تدل التجارب والمعطيات أنها لا تتردد في التخلي عن أقرب حلفائها خدمة لمصالحها.
ميدانيا، قالت مصادر محلية في تل تمر لـ«الوطن»: إن جيش الاحتلال التركي ركز قصفه المدفعية والصاروخي بمؤازرة مرتزقته أمس على قرى تل شنان ودشيشة وأم الخير بريف تل تمر، ما أدى إلى إصابة سيدة ثلاثينية في الأخيرة بجروح وضرر كبير في ممتلكات الأهالي الذين اضطر بعضهم إلى النزوح صوب تل تمر.
في عين عيسى، ذكرت مصادر أهلية لـ«الوطن»، أن الاحتلال التركي جدد أمس قصفه المدفعي وبقذائف الهاون، ولليوم الثاني على التوالي، على قرية هوشان شمال مركز الناحية، الأمر الذي تسبب بإصابات في صفوف المدنيين وإلحاق أذى بممتلكاتهم.
وأما في منطقة «خفض التصعيد»، فقد بيَّن مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الجيش العربي دك بالمدفعية الثقيلة مواقع للإرهابيين في الفطيرة وبينين وفليفل وأطراف البارة، بمنطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، وفي آفس بالريف الشرقي، وذلك رداً على خرق مجموعات إرهابية مما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين» لاتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة، واعتدائها على نقاط عسكرية بمحاور بريف إدلب.
على خط مواز، بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الطيران الحربي شن أمس عدة غارات على مخابئ لمسلحي تنظيم داعش الإرهابي في بادية أثريا ببادية حماة الشرقية، موضحاً أن الغارات دمرت تلك المخابئ المحصنة بمن فيها من إرهابيين.
من جهة ثانية ذكرت وكالة» سانا» أن لغماً من مخلفات مسلحي تنظيم داعش الإرهابي انفجر في قرية الرهجان شمال مدينة سلمية بريف حماة ما تسبب باستشهاد 3 مدنيين.