التحول في التعليم من التلقين الفردي إلى التعلم الجماعي ضمن فرق عمل … وزير التربية: سورية لديها نموذج يحتذى به في التعليم التحويلي
| محمود الصالح
بهدف مناقشة التحضيرات ومتطلبات قمة تحويل التعليم، أقامت وزارة التربية ورشة عمل لإعداد الورقة الوطنية لبيان الالتزام بتحويل التعليم بالتشاركية مع المنظمات الدولية واللجنة المشكلة لضمان التشبيك بين القطاعات والشركاء جميعهم، وذلك بحضور وزير التربية دارم طباع، ومعاونيه، ورؤساء المنظمات الشعبية، ومديري الإدارة المركزية، والجهات المرتبطة بها والتابعة لها، ومديري التربية في المحافظات، وعميد كلية التربية بجامعة دمشق، وممثلي منظمة اليونسيف واليونسكو والفنلندية للإغاثة.
وزير التربية أشار إلى أهمية هذا اللقاء لتقديم لمحة عن آلية العمل لتجهيز الوثيقة السورية إلى قمة تحويل التعليم؛ حيث شُكل فريق عمل مركزي بالتشاركية مع الوزارات المعنية الأخرى لإعداد رؤية عامة، وصولاً إلى عرض مشروع متميز يتضمن كيفية تحويل التعليم من التقليدي التلقيني إلى الذاتي التفاعلي الذي يحاكي جوانب الحياة ويعتمد على الإبداع والمبادرة والمهارات الذاتية، وذلك في ظل الكوارث والحروب.
وبين أن هذه الفكرة انبثقت من خطاب قائد الوطن خلال لقائه الأطر التعليمية في عيدهم؛ حيث كانت له رؤية استشرافية حول دور التعليم في ظل الكوارث، وهو أهم وجه لتطوير التعليم في سورية، وكيفية بناء شخصية المتعلم، ووضع نقاط أساسية للتعليم التحويلي.
ولفت طباع إلى أنه تم تشكيل الفريق المركزي، وجمع الأفكار للمشاركة بورقة عمل في اللجنة العمومية، كما تم تشكيل تسع لجان بمشاركة 77 من جهات ووزارات عدة، بالإضافة إلى التوجه إلى المشاركات الشبابية للحصول على متطلباتهم نتج عنها دراستان أضيفتا للتقرير.
وأكد الوزير طباع أن هذه الورشة ليست لعرض ورقة العمل فحسب، بل لتبني هذا النهج الجديد؛ لأن سورية لديها نموذج يحتذى به في التعليم التحويلي، والشراكة مع المنظمات الدولية.
الوزير طباع قال: بدأنا بنشاط فريق العمل؛ بحيث يجب أن نتعلم إدارة الفريق، من خلال حل المشكلات، ومعالجة آليات تنفيذ مهارات القرن الحادي والعشرين في البيئة الصفية؛ حيث يعمل كل فريق على تحديد المشكلة بعد اختيار المهارة المطلوبة ووضع أسبابها ونتائجها، والانتقال إلى خطوات العمل التي يمكن من خلالها تنفيذ هذه المهارة في البيئة الصفية، وتقييم العمل للتأكد من نجاحه قبل عرضه في المجموعات الأخرى لمناقشتها، كما أكد الوزير طباع وجوب الانطلاق من الواقع لكل مشكلة وتحديدها، واستنباط آراء الجميع، والتواصل الفعال والمجدي ولو كان ناقداً، والتركيز على مهارة التعلم ليستطيع المتعلم التعلم مدى الحياة، والقدرة على التكيف، والتفكير الإيجابي، وتعزيز ثقافة المجتمع.
رئيس قسم التعليم في اليونسيف «فريدريك أفولتر» أكد أهمية الحديث عن التحديات التي واجهتها سورية لاستمرار التعليم، ولاسيما وجود أكثر من أربعة مسارات فيها منها المنهاج الوطني، ومنهاج الفئة والتعلم الذاتي.. والتركيز إلى جانب التعليم على التعليم الوجداني والمهارات الحياتية والدعم النفسي، لافتاً إلى عمل الوزارة التشاركي مع الشركاء لتطوير خطة متوسطة المدى للتعليم، موضحاً أهمية التميز في عرض ما تم إنجازه على الأرض، بالإضافة إلى النتائج الحقيقية للعمل.
من جهتها رئيسة المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية دارين سليمان أشادت بدور الوزارة في إشراك القطاع الجامعي، لافتة إلى ما واجهته سورية خلال الحرب، ولاسيما تدمير البنى التحتية للجامعات والمعاهد، والعقوبات الاقتصادية، مؤكدة أهمية التشبيك بين مختلف القطاعات، ووضع إستراتيجيات واضحة.
رئيس اتحاد شبيبة الثورة سومر الظاهر أشاد بالعلاقة التشاركية التعاونية مع وزارة التربية حيث كانت من ثمراتها إقامة ورشات شبابية لدراسة آراء الشباب في تحويل التعليم، ومناقشة هموم الشباب والعمل على حلها من خلال المؤسسات المعنية.
وبعد أن قدم مديرو التربية مداخلاتهم كل في مجال المحافظة وبيان خصوصية العمل التربوي في كل محافظة، قدم وزير التربية عرض اليونسكو بعنوان «إعادة تصور مستقبلنا» تضمن أهمية المعلومات والتعلم لتحقيق تحويل التعليم، ومعرفة مواقع القدرات البشرية، وتصور المستقبل معاً لأنه صلب التعليم التحويلي…. والحاجة إلى إعادة التوازن في العلاقات بين الناس، وإلى تحويل التعليم لتطوير العلاقات الاجتماعية، والتركيز على المشاركة في الأنشطة لكون الطالب مشاركاً وفاعلاً، وإعادة تصور مستقبل التعليم من خلال الإجابة عن أسئلة عدة هي: الهدف من التعليم، وماذا نتعلم؟ وكيف نعلم ونتعلم؟ وكيفية تنظيم البيئة المدرسية…..إلخ، ودور الذكاء الصنعي في متابعة التعليم التحويلي، وأهمية التعلم الرقمي، وتشكيل مستقبل آمن وعادل لدى المتعلمين، وكيفية جعل التعليم نشطاً وابتكارياً، والتركيز على الدراسات في المدارس كاستخدام النماذج عبر المنهج، وتصميم المؤسسات ولعب الأدوار.
وقدمت مديرة المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية ناديا الغزولي عرضاً تضمن أسس بناء المناهج المطورة في سورية وهي: تمكين الذات، التواصل الإيجابي، المواطنة الفعالة، التنمية المستدامة، وبناؤها على البنود 17 للتنمية المستدامة من خلال وضع إطار عام يشمل هذه الأسس؛ لتؤكد وجود مرتكزات واضحة لتحويل التعليم في المنظومة التربوية السورية، موضحة أبرز المشاريع التي تدعم هذه الأسس وهي: أدلة المهارات الحياتية العامة والتخصصية، وأدلة الثقافة القانونية وكتيبات التعلم الوجداني الاجتماعي.
وخلال ورشة العمل تم توزيع المشاركين إلى مجموعات عمل بهدف إعداد ورقة عمل حول تطوير المهارات الأساسية التي تتضمن: القراءة، الحساب، المعلوماتية ومحو الأمية الرقمية، محو الأمية المالية، محو الأمية الثقافية، الطرائق العلمية، محو أمية التعلم، محو الأمية الأخلاقية، بالإضافة إلى المهارات الشخصية التي تتضمن: التعلم النشط /حب الاستطلاع/ النمو، الذكاء العاطفي، مهارات القيادة، التواصل والتنسيق، الحكم واتخاذ القرار، الإبداع التفكير الابتكار، التفكير الناقد والمنطق، حل المشكلات المعقدة، التفكير التحليلي، التفكير المنهجي، التعاون، التفاوض، التأمل الذاتي والتركيز الذهني، المرونة، القدرة على التكيف. وفي ختام ورشة العمل توصل المشاركون إلى التوصيات التالية: التحول في التعليم من التلقين الفردي إلى التعلم الجماعي ضمن فرق عمل، وتعزيز دور المشروعات والمبادرات ومراحل تطورها عبر السنوات الدراسية المختلفة، وتقييم مخرجات التعلم من خلال ثلاثة عوامل؛ تحسن حياة المتعلم والمجتمع المحيط بالمتعلم والبيئة المحيطة بالمتعلم، وإدراج مهارات القرن الحادي والعشرين ضمن مستلزمات الترقية الوظيفية، وتعزيز التفكير الإيجابي في التربية والتعليم، وتوجيه النظم التربوية لحل المشكلات المحلية والإقليمية والعالمية، وتطوير التشاركية بين التعليم ما قبل الجامعي والتعليم الجامعي وسوق العمل، وزيادة مخصصات التربية والتعليم من الناتج المحلي، واعتماد النظرية البنائية في التقويم.