منذ عقود، تصدت المؤسسة العامة للسينما وحيدة لمهمة إنتاج الأفلام السورية، لذا فإن السينما السورية بتاريخها الطويل، تواجه اليوم قلة في إنتاج الأفلام السينمائية بسبب توجه العديد من المنتجين وشركات الإنتاج السينمائي إلى إنتاج المسلسلات التلفزيونية بسبب النجاح الكبير الذي حققته الدراما السورية على مستوى العالم العربي.
مساء الأحد الماضي، عرض فيلم «كازي روز» في عرض أولي وخاص، على أن تبدأ عروضه الجماهيرية ابتداءً من الأول من أيلول المقبل.
ويأتي الفيلم في إطار إعادة إحياء نمط الأفلام التجارية الخاصة التي تعتمد على شباك التذاكر، وهي خطوة تحسب لصناعه رغم أنها تعتبر مغامرة لغياب دور العرض السينمائية اللائقة التي تعتبر إحدى أكبر مشاكل السينما السورية.
صناعة وتجارة
تعد صناعة السينما من أبرز الصناعات التي تدعم الاقتصاديات في العالم، من حيث توفير فرص العمل، وجذب استثمارات أجنبية، وبالتالي تمثل السوق السينمائية في بعض الدول مورداً اقتصادياً مهماً.
السينما ليست فكراً وفناً فحسب، ولكنها بالدرجة الأولى صناعة وتجارة، لكن وجود صالات العرض مسألة ضرورية لنجاح أي سينما، وأي عجلة إنتاج، لابد لها من سوق للتوزيع والتسويق.
السينما كاستثمار تحقق أرباحاً خيالية إذا آمن بها المنتج، الذي يرصد ميزانيات بأرقام فلكية، لأنه يعلم جيداً بأن ثمة أرباحاً طائلة ستجنيها أفلامه.
أبعاد احترافية
إن العمل اليوم على تسويق الفيلم وترويجه بأبعاد احترافية، يصنع حضوراً نوعياً للعديد من الإنتاجات في صالات العرض المحلية، حيث إن الفيلم السوري يعتبر جزءاً من المنظومة، والترويج له بمستوى الأفلام العالمية، يحقق إقبالاً جماهيرياً، والتقييم في النهاية يبقى للجمهور، فإتاحة فرصة العرض، ومنهجية التسويق، أسس عالمية تتبناها جميع الشركات المتخصصة في السينما التجارية.
كما أن الجمهور السوري متعطش لإنتاجات السينما السورية، لكن هناك من يروج عكس ذلك، من دون إحصائيات ميدانية، وقراءات فعلية لتفاعل الجمهور، لكن السؤال ليس في ماهية التجربة، بل في مدى استيعاب الخطة التسويقية والتبني الفعلي للفيلم عبر صالات العرض المحلية القليلة.
مرحلة تقييمية
يجب إيلاء أهمية لمسألة قراءة الفيلم التجاري بأبعاده العلمية، المرتبطة بمفاهيم السوق ما يجعلنا أكثر قدرة على التصنيف، والمرور بالمرحلة التقييمية للفيلم بموضوعية أكثر، فإنه بشكل عام ينظر للفيلم التجاري، بشيء من التسطيح في مجمله، وأنه عمل لا يليق بمستويات المشاهدة النقدية أو المتابعة النوعية، وأنه فقط صناعة تهدف إلى الربحية، من دون اشتغال حقيقي بالمعايير العامة. وهذا يعتبر جانباً واحداً، للعمل التجاري في السينما، انتشر بشكل مفرط في السنوات الأخيرة، وبمجرد مشاهدتنا له، نعلم أنه تجاري بحت.
ولكن في الجهة الأخرى، فإن هناك مجموعة من الإنتاجات التجارية تحمل بعداً، مصنوعة بشكل احترافي ومختلف، مطبقاً عليها معايير التجارة في توازي الكفاءة والجودة، مع مسألة البيع والشراء، كمردود استثماري طبيعي، لتحقيق استمرارية إنتاجية، وضمان ازدهار الصناعة وتنوعها، وهذا ما ينطبق على فيلم «كازي روز».
كازي روز
فيلم اجتماعي تراجيكوميدي، مدته ساعة و45 دقيقة، تدور أحداثه ضمن إطار التشويق والإثارة داخل مطعم «روز» الليلي الذي يجمع أشخاصاً عدة من فئات وطبقات اجتماعية مختلفة، يتعرضون في إحدى الليالي وهم بداخل المطعم لحدث استثنائي يجعلهم يعيشون لحظات من الخوف والتناحر أحياناً والتقارب أحياناً أخرى، حيث تتكشف الأقنعة وتسقط، لاسيما عندما تقترب اللحظات الأخيرة من حياة هؤلاء الأشخاص، فنراهم على حقيقتهم وفطرتهم الأولى، بما لهم وما عليهم.
إخراج وائل رمضان، سيناريو وحوار سلاف فواخرجي، إنتاج شركة بايورتا للإنتاج الفني، شارك في السيناريو شادي علي، شارك في الحوار نعيم حمصي، فكرة: علاء المهنا، رنا عضم، يامن ست البنين، المنتج المنفذ يامن ست البنين، والتعاون الفني سلاف فواخرجي، شادي علي.
بطولة: وائل رمضان، ميرنا شلفون، يزن خليل، أندريه سكاف، جمال العلي، جيني إسبر، طارق مرعشلي، هدى شعراوي، وفاء موصللي، مصطفى المصطفى، وائل زيدان، سليمان رزق، مريم علي، غسان عزب، رنا عضم، فرح خضر، أسامة السيد يوسف، مازن عباس، حنان اللولو، رضوان قنطار، رنيم الهاشم، حمزة رمضان، علي رمضان.
ضيف الفيلم: فايز قزق، وضيوف الشرف أمانة والي، سوسن أبو عفار، ناهد الحلبي، محمد خاوندي، أحمد رافع، فاتن شاهين، أحمد خليفة، أميرة خطاب، محمد عضم، والأطفال ساندي عماد ضحية وسيلا طارق مرعشلي وتيسير جميل الغيث.