معظم السياح في تدمر من الأوروبيين … مدير الآثار بحمص لـ«الوطن»: استرداد ما يزيد على 60 قطعة أثرية تمت سرقتها بالتنقيب العشوائي
| حمص- نبال إبراهيم
كشف مدير مديرية الآثار والمتاحف بحمص حسام حاميش لـ«الوطن» أن مدينة تدمر الأثرية بدأت تشهد تعافياً كبيراً وملحوظاً وأن الحركة السياحية حالياً في المدينة كبيرة جداً وبازدياد واضح يوماً بعد يوم.
وبين أن عدد السياح كبير ومن مختلف الجنسيات الأجنبية والعربية والمحلية وأن 80 بالمئة من نسبة السواح هم من الجنسيات الأجنبية ولاسيما الأوروبية على وجه الخصوص، مشيراً إلى أن عدد السياح الذين زاروا المدينة خلال الشهر الماضي تجاوز 450 سائحاً وبشكل وسطي يتراوح عدد الزوار ما بين 200 إلى 250 سائحاً شهرياً على الأقل، وما يعادل أكثر من 2000 سائح منذ بداية العام وحتى تاريخه، مؤكداً أن الحركة ستزداد بشكل أكثر بكثير مع تقديم الخدمات الضرورية في المدينة.
وأشار حاميش إلى البدء بمنح التراخيص المؤقتة لبعض المستثمرين في المنطقة الأثرية، مضيفاً: بدأنا نشهد عودة للمستثمرين وتم مؤخراً منح ترخيص لأحد المستثمرين لنصب الخيم البدوية باعتبارها استثمارية وخدمية بحيث تخدم السياح والزوار.
ولفت مدير الآثار والمتاحف أن آثار تدمر تعرضت خلال وجود تنظيم داعش الإرهابي في المدينة خلال عامي 2015 و2016 للكثير من الدمار والتخريب الكبيرين واللذين لحقا بالمباني والقطع الأثرية، موضحاً أن معبد بل دمر بنسبة حوالي 90 بالمئة والمسرح الروماني دمر بنسبة 30 بالمئة من المنصة الرئيسية وقوس النصر بنحو 90 بالمئة ومعبد بعل شمين بنسبة 80 بالمئة مدمر وتيترافيل نسبة التدمير فيه 100 بالمئة، بالإضافة إلى تخريب وتكسير بعض القطع الأثرية المحفوظة والمسجلة على قائمة التراث العالمي التي كانت موجودة ضمن المتحف.
وبين حاميش أن المديرية تمكنت بالتعاون والتنسيق مع الجهات الأمنية في مدينة تدمر من ترحيل القسم الأكبر من القطع الأثرية ليلة دخول تنظيم داعش، مؤكداً أنه تم ترحيل 90 بالمئة من محتويات المتحف وتقدر عدد القطع الإجمالية التي تم ترحيلها والمحافظة عليها بنحو 9 آلاف قطعة أثرية، إلا أن القطع ذات الأوزان الكبيرة وعلى رأسها أسد اللات وبعض التماثيل الكبيرة لم تستطع المديرية ترحيلها وإنقاذها لضيق الوقت ولكونها تحتاج إلى آليات ومعدات كبيرة وخاصة أن هذه القطع تعرضت للتدمير والتشويه وخاصة في منطقتي اليدين والوجه.
وأوضح أنه وبعد تحرير مدينة تدمر قامت المديرية بالتنسيق مع اليونسكو والمنظمات والجانب الروسي بإعادة تقييم جميع الأضرار وأنه يوجد حالياً خطة تنموية لمدينة تدمر، وباعتبار أن أساس مدينة تدمر هو نبع أفقا الذي يغذي الواحة التي هي جزء لا يتجزأ من المدينة الأثرية ولكون الماء أساس كل حياة وحضارة كانت نقطة الانطلاق بأعمال الترميم من النبع والتي تمت بالتعاون مع منظمة الفيلق الاستكشافي الروسي بتمويل ودراسة وإشراف مشترك.
وأكد حاميش الانتهاء من إعادة ترميم هذا النبع وفتح مجرى النهر وإعادة المياه إليه بعد انقطاع لمدة نحو 20 عاماً تقريباً وحالياً الواحة الزراعية الواقعة ضمن المنطقة الأثرية تتم تغذيتها بالمياه، لافتاً إلى أن أعمال الترميم والتأهيل شملت الكهف الأثري ومجرى النهر وترحيل الأنقاض والأتربة من مجرى النهر، بالإضافة لإزالة جميع التجاوزات الحديثة على الكهف الأثري وإعادة بناء جدار الكهف الرئيسي والواقع فوق الكهف مباشرة بالأحجار المقصبة التي تشبه الأحجار القديمة، وإعادة بناء الجدار الاستنادي في المنسوب الأعلى للكهف بالأحجار القديمة المقصبة ذاتها، إضافة إلى تأهيل محيط النبع بما يتناسب مع أهمية الموقع الأثري.
ولفت إلى أنه تم البدء بالتعاون بين المديرية العامة ومنظمة العلوم والثقافة الروسية بمشروع إعادة ترميم قوس النصر وتم الانتهاء من المرحلة الأولى التي تتضمن فرز الركام وبيان إمكانية عدد القطع الحجرية المزخرفة وغير المزخرفة التي يمكن إعادتها بالترميم وحالياً بعد أن تم ذلك وترحيل الركام المكسر ودراسة الأحجار المتبقية وفرزها بحسب وزنها ونوعها وتبيان الأحجار وعددها التي يمكن إعادتها بالترميم، تم البدء بالمرحلة الثانية والتي تتضمن وضع آلية ودراسة إعادة ترميم القوس ما بين المديرية العامة والجانب الروسي ومنظمة اليونسكو لكون مدينة تدمر مسجلة على لائحة التراث العالمي، مبيناً أن المديرية تعمل حالياً على وضع خطة تنموية لمدينة تدمر بحيث تتمكن من إعادة ترميم عدد من المشاريع خلال العام القادم بحسب الإمكانيات المتاحة.
وبين حاميش أن مدينة تدمر الأثرية تعرضت للعبث والتنقيب والحفر غير النظامي واستخراج بعض القطع من عناصر داعش والعصابات المسلحة، كاشفاً عن استرداد ما يزيد على 60 قطعة أثرية عن طريق الجهات الأمنية في مدينة تدمر، بالإضافة إلى تمكن المديرية العامة من استرداد العديد من القطع عن طريق الأنتربول الدولي، منوهاً بأن جميع القطع التي تم استردادها هي قطع مستخرجة حديثاً وأن عمليات السرقات التي تعرضت لها تدمر حدثت من خلال عمليات التنقيب العشوائي غير النظامية، بحيث تم في مرحلة من المراحل العثور على أكثر من 6 مدافن تمت معالجتها وإعادة تغطيتها وردمها أصولاً وقد كانت هذه المدافن غير منقبة ومعمول بها من المديرية في السابق وإنما تم تنفيذها عشوائياً من تجار الآثار خلال فترة وجود تنظيم داعش الإرهابي.