أكدت على ضرورة تطوير العلاقات الثنائية ومعالجة الخلافات مع أستراليا … بكين: علاقاتنا مع واشنطن تضررت بشدة وأي محاولة لعرقلة توحيد الصين سيتم سحقها
| وكالات
اعتبرت بكين أمس السبت أن علاقاتها مع الولايات المتحدة تضررت بشدة في الوقت الحالي وعلى الجانب الأميركي أن يتعلم دروساً من ذلك، معربة من جانب آخر استعدادها للعمل مع أستراليا ومعالجة الخلافات بشكل صحيح وتطوير العلاقات بين البلدين، مطالبة بتعزيز السلام العالمي ومعارضة الحرب.
ونقلت وكالة «شينخوا» عن عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي قوله خلال المحادثات التي جرت بينه وبين نظيره الأميركي أنتوني بلينكن على هامش فعاليات الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة أمس: إن العلاقات بين الصين والولايات المتحدة تمر بمنعطف حاسم ويتحتم على الجانبين أن يتخذا النهج الصحيح لتحقيق التوافق بين هذين البلدين الكبيرين.
وسلط وانغ الضوء بشكل خاص على التحركات الخاطئة الأخيرة التي قام بها الجانب الأميركي فيما يتعلق بمسألة تايوان، مؤكداً أن مسألة تايوان تقع في صميم المصالح الجوهرية للصين ولها مكانة كبيرة في قلوب الشعب الصيني، قائلاً: مهمتنا هي حماية السيادة الوطنية وسلامة الأراضي وليس هناك أي غموض على الإطلاق بشأن ذلك.
وأوضح وانغ أن الولايات المتحدة قدمت سابقاً التزامات سياسية واضحة للصين فيما يتعلق بمسألة تايوان بما في ذلك البيانات المشتركة الثلاثة بين بكين وواشنطن التي تم التوصل إليها منذ عقود والتصريحات الأخيرة التي أدلت بها الإدارة الأميركية الحالية مراراً وقالت فيها إنها لا تدعم استقلال تايوان إلا أن ما فعلته الولايات المتحدة يتعارض مع كل هذه الالتزامات المعلنة.
وذكر وانغ أنه يتعين على الولايات المتحدة العودة إلى الالتزام بالبيانات المشتركة الثلاثة ومبدأ صين واحدة، مؤكداً أن مسألة تايوان هي شأن داخلي للصين وليس للولايات المتحدة أي حق على الإطلاق في التدخل بالطريقة التي يتم بها حل مسألة تايوان، معرباً عن أمله أن يصحح الجانب الأميركي سياسته تجاه الصين.
بدوره قال بلينكن: إن العلاقات الأميركية الصينية في وضع صعب وإن إعادة العلاقات الثنائية إلى مسار مستقر أمر يتفق مع مصلحة الجانبين، مضيفاً إن الجانب الأميركي مستعد للانخراط في تواصل وحوار صريحين مع الصين وتجنب سوء الفهم وسوء التقدير وإيجاد طريق للمضي قدماً.
وأكد بلينكن أن الجانب الأميركي لا يسعى إلى حرب باردة جديدة ولم يغير دعمه لسياسة صين واحدة ولا يدعم استقلال تايوان.
وألقى وانغ يي أمس كلمة الصين أمام الجمعية العامة، وطالب فيها بضرورة تعزيز السلام الدولي ومعارضة الحرب، وقال نسعى لتوافق عالمي حول التنمية وحفظ حقوق كل الدول عبر الشراكة العادلة، وعلينا تيسير طرق التجارة الحرة وضمان نظام الاقتصاد المفتوح عالميا، مشدداً على أنه لا يجب أن تستغل أي دولة سلطتها للتنمر على الدول الأصغر أو الأفقر.
وذكر وانغ يي أن الصين تسعى لتحقيق الأمن المستدام والجماعي عبر الامتثال لمبادئ الأمم المتحدة، ومعتبراً أن مبدأ الصين الواحدة قاعدة أساسية في علاقاتنا الدولية، وأي محاولة لعرقلة توحيد الصين سيتم سحقها تحت عجلات التاريخ، مشدداً على أن بكين ستواصل العمل للتصدي لأي أنشطة انفصالية في تايوان.
في غضون ذلك أعربت الصين وأستراليا عن استعدادهما للعمل معاً ومعالجة الخلافات بشكل صحيح وتطوير العلاقات بما يعود بالمنفعة على الجانبين وعلى أساس الاحترام المتبادل، ونقلت «شينخوا» عن وانغ يي قوله خلال لقائه نظيرته الاسترالية بيني وونغ على هامش الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة: إن الصين مستعدة للعمل مع أستراليا على معالجة الخلافات بشكل صحيح من أجل تعزيز التنمية السليمة والمستقرة للعلاقات الثنائية.
وأضاف: إنه بعد نصف قرن من التجارب والصعوبات يجب أن تصبح هذه العلاقة أكثر نضجاً واستقراراً ومرونة وأن تأخذ مجراها بما يخدم مصالح كلا الجانبين، وذلك في إشارة إلى أن هذا العام يوافق الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وأستراليا، وأعرب عن تقدير الصين لإعادة تأكيد أستراليا على سياسة صين واحدة، مؤكداً أنه على الجانبين إجراء المزيد من التبادلات لخلق جو جيد من أجل التنمية السليمة للعلاقات بين البلدين.
وأكد وانغ أن الصين تدعم بقوة تحرير التجارة وتسهيلها وتلتزم ببناء نظام اقتصادي مفتوح على مستوى أعلى وإقامة اقتصاد عالمي مفتوح.
من جانبها قالت وزيرة الخارجية الاسترالية: إن بلادها ترغب في تطوير علاقة ثابتة ومثمرة ومتبادلة المنفعة مع الصين على أساس الاحترام المتبادل، وأوضحت أن بلادها مستعدة لاغتنام الذكرى الخمسين كفرصة واعتماد موقف هادئ وتطلع للأمام للتواصل بصراحة مع الجانب الصيني وإجراء تبادلات بناءة من أجل دفع الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين أستراليا والصين، مشددة على أن بلادها تحترم النظام القانوني الدولي القائم على ميثاق الأمم المتحدة وتلتزم بسياسة صين واحدة ولا تدعم فكرة استقلال تايوان.