الناري الكرواتي بلغ مربع كبار دوري الأمم للمرة الأولى … دوران مثالي للطواحين القياسية يعيد لها مكانتها بين الكبار .. ديربي إيبيريا على نار مقعد نصف النهائي
| خالد عرنوس
سيكون ملعب مونسيبال في مدينة براغا البرتغالية بداية من الساعة (9.45 بتوقيت دمشق) مسرحاً لموقعة كروية منتظرة تتمثل بلقاء الجارين البرتغالي والإسباني في ما يعرف بديربي شبه الجزيرة الإيبيرية وذلك في إطار الجولة السادسة والأخيرة في دور المجموعات لمسابقة دوري الأمم الأوروبية بنسختها الثالثة، حيث يتنافس الفريقان على صدارة المجموعة الثانية، وفي المجموعة ذاتها يلتقي منتخبا سويسرا وتشيكيا في موقف مشابه لكن لتجنب الهبوط إلى التصنيف الثاني وذلك على ملعب كويبان بارك في سانت غالين.
وكان منتخبا هولندا وكرواتيا حجزا مقعدين في شبه النهائي عن المجموعتين الأولى والرابعة عقب فوزيهما على بلجيكا والنمسا على التوالي في ختام منافسات المجموعتين اللتين شهدتا هبوط النمسا وويلز إلى الدرجة الثانية، على حين أقيمت أمس مباراتا الجولة الختامية في المجموعة الثالثة.
تراجع وتذبذب
عاشت الكرة الإسبانية أياماً جميلة بين الحين والآخر، إلا أن أزهى حقبة تلك التي عاشها اللاروخا بين 2007 و2012 وفيها توج بلقبين على مستوى كأس أوروبا وبينهما توج باللقب الأسمى عندما فاز بكأس العالم 2012 ثم حدث التراجع فكان الخروج المهين من الدور الأول لمونديال 2014 ثم خسارة اللقب الأوروبي من ثمن النهائي وكذلك تكرر الأمر في المونديال الروسي، واستبشر عشاق اللاروخا خيراً عند عودة المدرب لويس إنريكه فكان الخروج المشرف من نصف نهائي يورو 2020 بركلات الترجيح قبل أن يخسر نهائي دوري الأمم في النسخة الثانية بعد الخروج من دورها الأول في النسخة الأولى، وهاهو المنتخب كان أقرب إلى نصف نهائي النسخة الثالثة قبل أن يتلقى هزيمة مؤلمة وضعته في المرتبة الثانية ترتيباً وحظوظاً لنيل بطاقة مجموعته.
الهزيمة التي تقترب من الفاجعة حدثت في ملعب لا روماريدا في مدينة سرقسطة وكانت أمام المنتخب السويسري الذي سجل فوزه الثاني تاريخياً فقط على الصعيد الرسمي والأول على الأراضي الإسبانية ما وضع لويس إنريكه ولاعبيه في ورطة حقيقية فبات لزاماً عليهم العودة من لشبونة بالفوز ولا شيء غيره، وهو ما يبدو صعباً في ظل تألق الآلة الهجومية للمنتخب البرتغالي بقيادة رونالدو الذي إن لم يسجل فيصنع وها هم لاعبو البرتغال الناشطون في البريميرليغ يتكفلون بتسجيل رباعية كاملة بمرمى تشيكيا.
بالمقابل يمكن تلخيص حكاية التألق البرتغالي في ربع عقد من الزمان بات خلالها السيليكسيون أحد المنتخبات الكبيرة في القارة العجوز بعدما اكتفى بلعب أدوار صغيرة ومتناثرة لعقود طويلة ورغم ذلك فقد خسر رفاق لويس فيغو وخلفاؤهم العديد من البطولات في أدوار متقدمة أحياناً وبشكل مفاجئ من أدوار مبكرة إلا أنهم في النهاية استطاعوا الظفر باللقب الأغلى في تاريخ البرتغال وذلك عندما توجوا أبطالاً ليورو 2016 ثم توجوا بكأس دوري الأمم بنسختها الافتتاحية 2019 لكن مقابل ذلك خرجوا من الدور الأول لمونديال 2014 ثم من الدور الثاني لمونديال 2018 وأخفقوا ببلوغ نصف نهائي دوري الأمم 2021 ثم سقطوا في الدور الثاني ليورو 2020.
معنويات متباينة
لاشك أن دخول هذه القمة يتطلب التركيز العالي والاستعداد المثالي وخاصة من الناحية المعنوية وهو ما قد يؤثر في اللاروخا، فالخسارة أمام سويسرا التي اعتبرها المدرب لويس إنريكه بمنزلة عار لحق بفريقه ربما تشكل ضربة قوية في التوقيت، وقد تكون تبعاتها الخروج من مولد دوري الأمم بوفاض خال، بالمقابل فإن فوز السيلكيسيون بالأربعة طمأن جماهيره قبل موقعة براغا على أن غياب رونالدو عن التسجيل لا يعني الفشل فها هو الفريق سجل 11 هدفاً تناوب على تسجيلها ثمانية لاعبين.
وبمقارنة بسيطة وأولية بين الفريقين تبدو كفة البرتغالي أرجح من ناحية الأسماء والنجومية قياساً إلى التشكيلة التي خاض بها الفريقان مباراتيهما الأخيرتين، ففي صفوف فريق فرناندو سانتوس هناك برناردو سيلفا ووبرونو فيرنانديز وويليام كارفاليو وديوغو دالوت وديوغو جوتا ورافييل لياو ورونالدو وروين نونيو ودانيللو بيريرا وروبن دياز إضافة إلى العائد جواو فيلكس وجواو ماريو وجواو بالينيا وفيتينيا وريكاردو هورتا وغيرهم.
على الجهة الأخرى عانى المنتخب الإسباني دفاعياً رغم أنه استحوذ على الكرة كثيراً وافتقد لويس إنريكه قلب الهجوم الصريح فأشرك أسينسيو قبل أن يدخل بورخا إيغليسياس حديث العهد دولياً لكن الإسبان مازالوا يعولون على خبرة بوسكيتس وحيوية جافي وبيدري وفيران توريس وصلابة أزبيلكويتا وباو توريس وإيريك غارسيا وكارباخال العائد من الإصابة وقد يكون الخبير ألفارو موراتا حلاً مع الصاعدين يريمي بينو ونيكو ويليامز.
للتاريخ
يعتبر ملعب مونسيبال من الملاعب الثانوية ويتسع فقط لثلاثين ألف متفرج واستقبل خمس مباريات للمنتخب البرتغالي منها اثنتان وديتان وفي إحداها تلقى هزيمته الوحيدة هناك، وبالطبع فإن اللاروخا يلعب فيه للمرة الأولى، وسبق للفريقين أن تقابلا 39 مرة منها 29 مرة في الإطار الودي، وتتفوق إسبانيا بالمجمل بواقع 16 انتصاراً مقابل 6 هزائم و17 تعادلاً والأهداف 76/45، وحقق اللاروخا 5 انتصارات رسمية مقابل فوز وحيد للسيلكيسيون و4 تعادلات، وأبرز المباريات فوز إسبانيا في مونديال 2010 بهدف والتعادل الشهير في مونديال 2018 بنتيجة 3/3، والتعادل في نصف نهائي يورو 2012 سلباً قبل أن تبتسم ركلات الترجيح للاروخا، أما الفوز الوحيد للبرتغال فكان في يورو 2004 بهدف، وسبق للمنتخب الإسباني الفوز 4 مرات على الأراضي البرتغالية ثلاث منها في الإطار الودي وآخرها 3/صفر في عام 2003، وتحمل المباراة الرقم 18 في سجل الفريقين بدوري الأمم، حيث حقق البرتغالي 11 فوزاً و4 تعادلات وهزيمتين والأهداف 32/10، بينما اكتفى الإسباني بـ8 انتصارات و4 تعادلات وهزم 5 مرات.
السقوط المر
من جهة ثانية وعلى الصعيد ذاته يحاول منتخبا سويسرا وتشيكيا تجنب الهبوط إلى التصنيف الثاني والأفضلية للأول الذي يملك 6 نقاط حصدها من فوزين ثمينين على البرتغالي والإسباني وكذلك يلعب على أرضه علماً أن الفريق التشيكي فاز ذهاباً بهدفين لهدف، وسبق للناتي الظهور بالتصنيف الأعلى في النسختين الأوليين وبلغ مربع الكبار في الأولى وحل رابعاً، بينما المنتخب التشيكي يلعب للمرة الأولى بين فرق الدرجة الأولى بعدما كان تصنيفه ثانياً في الأولى والثانية وتصدر مجموعته بالنسخة الأخيرة ليخوض النسخة الحالية مع الكبار.
تاريخياً تقابل المنتخبان 32 مرة تتضمن اللقاءات بين البلدين أيام تشيكوسلوفاكيا ففاز التشيك 18 مرة مقابل 8 انتصارات للسويسريين و6 تعادلات، وعلى الصعيد الرسمي تواجها 17 مرة ففاز التشيك 13 مرة وتعادلتا مرتين وفازت سويسرا مرتين ومنها 5 مرات في عهد جمهورية التشيك ففاز السويسري 3/صفر عام 1994 ودياً قبل أن يخسر اللقاءات الأربعة التالية، 1/2 ودياً عام 1996 وصفر/3 ودياً كذلك عام 1999، وصفر/1 في نهائيات يورو 2008 و1/2 في حزيران الماضي في ذهاب المسابقة الحالية.
عندما تدور الطواحين
حسم منتخب هولندا وصيف بطل النسخة الأولى القمة التي جمعته بضيفه البلجيكي فتغلب عليه بهدف الكابتن فيرجيل فان دايك في الدقيقة 73 ليصل الطواحين إلى النقطة السادسة عشرة من خلال خمسة انتصارات وتعادل وهو الرصيد الأفضل في النسخة الحالية فعادل الرصيد الذي سجله المنتخب الفرنسي في النسخة الثانية وتفوق عليه من ناحية الأهداف فقد نجح الفريق الذي يقوده الخبير لويس فان غال 14 هدفاً على حين توقف رصيد الفرنسي عند 12 هدفاً في النسخة الأخيرة التي توج بطلاً لها، ولم يتفوق عليه في هذا المجال سوى المنتخب البلجيكي بالذات في النسخة الماضية عندما سجل 16 هدفاً.
أما الهدف الذي سجله فان دايك مدافع ليفربول فهو السادس في سجله الدولي خلال 49 مباراة دولية منذ عام 2015، وسبق لقائد الطواحين البالغ من العمر 31 عاماً أن سجل ثنائية بمرمى ألمانيا في النسخة الأولى التي بلغ فيها النهائي وخسره أمام المنتخب البرتغالي قبل أن يتراجع البرتقالي في النسخة الثانية ويخسر بطاقة نصف النهائي لمصلحة الآتزوري الإيطالي.
وبالعودة إلى الأهداف الهولندية فقد تناوب تسعة لاعبين على تسجيلها بواقع هدفين لستيفن بيرغوين ودينزيل دومفريس وهدف واحد لكل من: تيون كووبمينييرز ودافي كلاسن ونوا لانغ وفان دايك وفاوت فيغهورست وكودين جاكبو، أما الأهداف الثلاثة الأخرى فقد سجلها ممفيس ديباي وبها تصدر لائحة هدافي النسخة الحالية برفقة البلجيكي ميتشي باتشواي حتى مباريات الأحد، وأشرك المدرب الهولندي فان غال 28 لاعباً في المباريات الست وأكثرهم ظهوراً لاعب إنتر ميلانو الإيطالي دينزيل دومفريس الذي لعب 404 دقائق خلال خمس مباريات على حين ظهر ستيفن بيرغوين لاعب أياكس في المباريات الست لكنه لعب 373 دقيقة.
ناري على الطريق
في المجموعة الأولى أثبت الفريق الناري أحقيته بالصدارة فرد الدين للمنتخب النمساوي وفاز عليه بثلاثة أهداف لهدف في فيينا وكان خسر ذهاباً في زغرب بثلاثية نظيفة، وجاء تأهل المنتخب الناري للمرة الأولى بعدما نجا من الهبوط في النسخة الأولى بفعل قرار زيادة منتخبات التصنيف الأول في النسخة الثانية التي أنهاها ثالثاً في مجموعته وراء المنتخبين الفرنسي والبرتغالي وفي النسخة الحالية وقع مجدداً مع بطل العالم وبطل دوري الأمم الفرنسي لكن مودريتش ورفاقه تفوقوا هذه المرة فتعادلوا في زغرب 1/1 قبل أن يفوزوا في باريس بهدف ونجحوا بالفوز على المنافس المباشر الدانماركي مرتين ليحجزوا بثقة وجدارة بطاقة نصف النهائي.
المنتخب الكرواتي الذي بدأ النسخة الحالية بشكل سيئ فاكتفى بنقطة في الجولتين الأوليين قبل أن يسجل 4 انتصارات متتالية كانت كافية لمنحه الصدارة برصيد 13 نقطة وسجل لاعبه 8 أهداف فقط مقابل 6 أهداف بمرماه منها 4 أهداف كاملة أمام النمسا، وسجل القائد مودريتش هدفين مقابل هدف واحدة لأربعة من رفاقه، وقد أشرك المدرب زلاتكو داليتش 30 لاعباً في المباريات الست.
وجاء فوز الكرواتي برداً وسلاماً على المنتخب الفرنسي الذي تلقى خسارة رابعة وجاءت بهدفين أمام نظيره الدانماركي كانت كفيلة بهبوط الديوك (أبطال العالم وأبطال النسخة الفائتة) إلى الدرجة الثانية لو أن المنتخب النمساوي نجح بتجديد فوزه على الناري وبذلك رافق المنتخب النمساوي كلاً من المنتخبين الإنكليزي والويلزي إلى الدرجة الثانية.