«الهلال الأحمر» تسلم شحنة مساعدات أوروبية لمتضرري الزلزال في سورية … القائم بأعمال السفارة الإيطالية لـ«الوطن»: في إطار آلية الاستجابة التي أطلقها الاتحاد الأوروبي
| سيلفا رزوق
دخلت بعد منتصف ليلة أول من أمس عبر الحدود اللبنانية- السورية شحنة مساعدات محملة بـ50 طناً من المساعدات الإنسانية المقدمة من الحكومة الإيطالية والاتحاد الأوروبي، حيث جرى تسلمها من قبل الهلال الأحمر العربي السوري بحضور رئيس المنظمة خالد حبوباتي والقائم بأعمال السفارة الإيطالية في سورية ماسيميليانو دانتونو، ومسؤول العمليات الإنسانية في الاتحاد الأوروبي ليوجي باندولفي.
وفي تصريح لـ«الوطن»، أشار حبوباتي إلى أن هذه الشحنة القادمة من إيطاليا والاتحاد الأوروبي هي عبارة عن 17 كونتنراً محملة على 7 شاحنات وهذه الشاحنات دخلت إلى الأراضي السورية بتسهيل من الحكومة السورية.
حبوباتي كشف لـ«الوطن»، عن وصول ثلاث طائرات مساعدات قادمة من أوروبا مباشرة إلى مطار دمشق الدولي وهي طائرة من النرويج، وأخرى من الدانمارك، والأهم طائرة ستأتي إلى سورية مقدمة هدية من الشعب الألماني عن طريق الصليب الأحمر الألماني إلى الهلال الأحمر العربي السوري وستحط في دمشق في القريب العاجل.
وبين حبوباتي أن هذه الشحنات من المساعدات الأوروبية تأتي بالتعاون مع حكوماتها، وقال: «ما نقوله: إن هذه الشحنات هي من شعوب هذه البلدان، ونحن في سورية شعب إنساني، والحكومة السورية وافقت على فتح المعابر الإنسانية وهي جاهزة لإدخال المساعدات عبر الخطوط».
وأوضح، أن هذه الشحنات الأوروبية سيتم توصيلها لكل المناطق السورية من دون استثناء، ونصفها مخصص للمناطق المنكوبة في إدلب بالمناطق خارج سيطرة الحكومة السورية، والتي سمحت للهلال الأحمر بإدخال المساعدات لتلك المناطق، وإذا جرى السماح بدخولها فسيكون أمراً مهماً جداً، لافتاً إلى أن الهلال الأحمر جهّز قوافل منذ أسبوع لإدخالها بانتظار موافقة الطرف الآخر، وأضاف: «أشعر أن الأوروبيين والشعب الأميركي سوف يقفون مع الشعب السوري في هذه المحنة، وإن شاء اللـه ننتظر مساعدات ولو كانت قليلة من الشعب الفرنسي والذي نكن له كل الخير».
ورداً على سؤال آخر لـ«الوطن» حول آلية توزيع المساعدات الإنسانية أشار حبوباتي إلى أن كل المتضررين سيحصلون على المساعدات ولن يحصل أحد من غير المتضررين على هذه المساعدات وبعد توزيعها على هؤلاء يمكن توزيع المساعدات للأشخاص الأكثر احتياجاً لكن المساعدات التي وصلت لمساعدة متضرري الزلزال سيحصل عليها المتضررون وهذا قرار اللجنة العليا للإغاثة.
ولفت إلى أن اللجنة العليا للإغاثة والهلال الأحمر هما عضوان بلجان فرعية في المحافظات ورئيسها المحافظ ويكون لدى المحافظة جداول يتم وفقها توزيع المساعدات وقال: «المحافظون هم رؤساء لجان الإغاثة في مناطقهم ولديهم قوائم بأسماء المتضررين ومن خلال هذه القوائم يقوم الهلال الأحمر وغيره من الجمعيات بتوزيع المساعدات».
القائم بأعمال السفارة الإيطالية ماسيميليانو دانتونو وفي تصريح لـ«الوطن»، أشار إلى أن الحاويات القادمة من ميناء بيروت ودخلت الحدود السورية تضم 50 طناً من المساعدات بقيمة 2.5 مليون يورو، وهي لمساعدة نحو 120 عائلة وعلى الأقل 1200 شخص، وهي تبرع من شركة إيطالية، ونظمتها وزارة الخارجية ووزارة الدفاع الإيطاليتان في إطار آلية الاستجابة التي أطلقها الاتحاد الأوروبي وفعّلتها الحكومة السورية، والتي هي في الحقيقة استجابة لطلب الحكومة السورية وليس فقط إيطاليا والاتحاد الأوروبي للتوصل للاستجابة للمتضررين من الزلزال الكارثي. وقال: «كما أعلم اليوم أو غداً ستأتي طائرات من قبرص واليونان ورومانيا».
مسؤول العمليات الإنسانية في الاتحاد الأوروبي ليوجي باندولفي قال لـ«الوطن»: «نحن هنا على الحدود السورية- اللبنانية حيث ستعبر 7 شاحنات سيتم تسليمها للهلال الأحمر السوري لتوزع على المتضررين من الزلزال في كل المناطق السورية، وهذه الشحنات مقدمة من إيطاليا وبدعم من آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي، وهذا التبرع من الحكومة الإيطالية بدعم من آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي، وبعد تفعيل هذه الآلية تبرعت الدول الأوروبية بالمواد الأكثر حاجة من المواد غذائية والأغطية وخيم لمساعدة الشعب السوري، وسنواصل فعل ذلك كما كنا نفعل خلال 12 سنة، حيث كان الاتحاد الأوروبي يقود تمويل العمليات الإنسانية في سورية ونحن نعول على الدعم الكبير من شركائنا في المنظمات غير الحكومية ووكالاتها والهلال الأحمر العربي السوري».
وصباح أمس وصلت شحنات المساعدات المقدمة من الحكومة الإيطالية ومن الاتحاد الأوروبي وكذلك المقدمة من بلغاريا ورومانيا وقبرص، إلى مستودعات الهلال الأحمر العربي السوري عند وردة مسار بدمشق، وأشار القائم بأعمال السفارة الإيطالية إلى أنه وبمساعدة الهلال الأحمر العربي السوري تمكنت إيطاليا من إيصال المساعدات للمتضررين بهذه الأزمة الكارثية، مشيراً إلى أن الفضل في تسهيل وصول هذه الشحنة يعود للحكومة السورية التي طلبت من الاتحاد الأوروبي تفعيل آلية الاتحاد للحماية المدنية والذي بدوره مكّن باقي الدول وليس فقط إيطاليا ولكن أيضاً بلغاريا قبرص ورومانيا من تقديم مساعداتها، حيث وصلت مواد مقدمة من هذه الدول أيضاً مع شاحنات المواد المقدمة من إيطاليا».
وقال: «جميع دول الاتحاد الأوروبي وجميع الدول الأعضاء فيه تتعاون لإرسال بعض المساعدات للشعب السوري، الذي تضرر جراء هذه الكارثة، وأضاف: «برأيي الوقت اليوم ليس للحديث بالسياسة ومنذ اللحظة الأولى لوقوع الكارثة تحدث وزير خارجيتنا بأن علينا تجنب تسييس كارثة الزلزال التي ألمت بالشعب السوري والذي يعاني منذ 12 عاماً، وبالتالي اليوم ليس وقت الحديث بالسياسة لأن السياسة ستخلق مشاكل أخرى ونحن اليوم بحاجة للتكاتف وللعمل معاً وهذه هي الرسالة الحقيقية التي أحملها من حكومة بلادي وهي التكاتف والعمل معاً، وتكاتف جميع المانحين الدوليين وجميع المجتمعات والأشخاص الفاعلين وحتى جميع الشعوب لمواجهة هذه المأساة التي تعتبر مأساة كبيرة والأطباء الإيطاليون الذين قدموا قبل أيام لسورية نزلوا للميدان أخبروني أن الوضع مؤلم جداً جدا وصعب للغاية لذلك الوقت اليوم هو للتكاتف معاً وتقديم المساعدة لهؤلاء الذين تضرروا.