«خفض التصعيد» ساحة اختبار لنيات إدارة أردوغان قبيل مباحثات «الرباعية» في موسكو … الجيش يتصدى لهجمات «النصرة» غرب حلب ويوقع قتلى وجرحى في صفوف مسلحيه
| حلب - خالد زنكلو
تصدى الجيش العربي السوري في ريف حلب الغربي لهجومين متتاليين أمس وأمس الأول شنهما تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، الذي تشكل ما تسمى «هيئة تحرير الشام» واجهته الحالية، وأوقع جرحى وقتلى كثراً في صفوف مسلحيه.
وبدا لافتاً تصعيد «النصرة» في منطقة «خفض التصعيد» قبيل المباحثات الرباعية على مستوى نواب وزراء الخارجية بين سورية وتركيا وروسيا وإيران، والتي ستجري غداً وبعد غد في موسكو، في مسعى لتغيير الواقع الميداني ولتعديل خريطة السيطرة التي نجح الجيش العربي السوري في فرض حدودها خلال الأشهر الأربعة المنصرمة من عمر محاولات الفرع السوري لتنظيم القاعدة المساس بها.
ورأى مراقبون للوضع الميداني في «خفض التصعيد» أن المنطقة تعد بمثابة ساحة اختبار لنيات رئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان الحقيقية بتفضيل التصعيد على التهدئة فيها، لبث رسائل ميدانية على وقع الحراك السياسي الذي ستشهده العاصمة الروسية، وهو الذي طالما اتبع الأسلوب ذاته خلال فترات تزلف وتقارب أنقرة من دمشق في الأشهر الأخيرة.
ورأى المراقبون، في تصريحات لـ«الوطن»، أن إدارة أردوغان قادرة على ضبط عقارب «النصرة» في «خفض التصعيد»، على اعتبارها المشغل الرئيسي له، بدليل استخدامه كعصا لـ «تربية» فصائلها المسلحة في منطقتي عفرين والباب المحتلتين شمال وشمال شرق حلب، عبر غزواته المتكررة بين الحين والآخر لتلك المناطق، وآخرها احتلال ناحية جنديرس في الأولى في الـ٢١ من الشهر الماضي ثم انسحابها منها.
ميدانياً، تمكنت وحدات الجيش العربي السوري المتمركزة في ريف حلب الغربي من احتواء هجومين لإرهابيي «النصرة» السبت والجمعة، قبل الانتقال إلى وضع الهجوم وتكبيد الإرهابيين عشرات القتلى والجرحى.
وأوضح مصدر ميداني غرب حلب لـ«الوطن» أن الجيش العربي السوري استوعب أمس التمهيد الناري الكثيف لإرهابيي ما يسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، بقيادة «تحرير الشام»، على محاور بلدتي اورم الكبرى وكفر عمة والفوج ٤٦، قبل أن يحبط هجومهم بالوسائط النارية المناسبة ويجبرهم على التراجع بعد إيقاع قتلى وجرحى في صفوفهم وتدمير أسلحة ثقيلة وعتاد عسكري كان بحوزتهم.
ولفت المصدر إلى أن الجيش السوري، وعقب إفشاله هجوم الإرهابيين، شن هجوماً بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة استهدف خطوط إمداهم على طول جبهات ريف حلب الغربي ودك معاقلهم الخلفية، ما أسفر عن سقوط المزيد من القتلى والجرحى في صفوفهم.
وبين أن الإرهابيين حاولوا أول من أمس التسلل إلى نقاط ارتكاز الجيش السوري في محور الفوج ٤٦ لتنفيذ عملية انغماسية إلا أن يقظة عناصر وضباط الجيش السوري حال دون تنفيذ العملية التي سقط خلالها المتسللون بين قتيل وجريح.
وأشار إلى أن وحدات الجيش تمكنت وقت إفطار اليوم الأول من شهر رمضان من رصد عملية تسلل مشابهة لإرهابيي «النصرة» في محور كفر عمة شرق الأتارب وقتل ١١ منهم، الأمر الذي شكل صدمة كبيرة لمتزعميهم ودفع ببعض «شرعييهم» إلى نعي القتلى ورفع صوتهم عالياً بالدعوة إلى وقف الزج بهم في «محرقة» تستهدف تصفيتهم خدمة لأجندة إدارة أردوغان.
مصدر ميداني في ريف إدلب الجنوبي، أفاد لـ«الوطن» أن وحدات الجيش العربي السوري أحبطت الجمعة هجوما لإرهابيي ما تسمى غرفة «الفتح المبين» التي يقودها «النصرة» في جبهة الدانا التابعة لمعرة النعمان، الأمر الذي كبدهم خسائر بشرية وعسكرية، وذلك بعد أن اشتبكت في الـ٢٤ من الشهر الماضي بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة مع مجموعة منهم حاولت التسلل إلى مواقع الجيش السوري في محور الرويحة في جبل الزاوية جنوبي إدلب، وقتلت ٥ منهم وجرحت مثلهم خلال إخفاق عملية تسللهم.
وذكر المصدر أن وحدات الجيش أحبطت في ١٦ و١٧ الشهر الفائت، على التوالي، تنفيذ إرهابيي الفرع السوري لـ«القاعدة» لعمليتين انغماسيتين في محور الفطاطرة جنوبي إدلب، وذلك بعد أيام من إفشال عملية مماثلة في محور نحشبا شمال اللاذقية.
وخلال الأشهر الأربعة المنصرمة، سعى «النصرة» إلى شن هجمات وتنفيذ عمليات انغماسية على طول محاور التماس في ريف حلب الغربي وريفي إدلب الجنوبي والشرقي، بالإضافة إلى ريف حماة الشمالي الغربي وريف اللاذقية الشمالي، في محاولة لتعكير صفو التقارب السوري التركي، وباءت جميع عملياته بالفشل بفضل تأهب واستعداد الجيش العربي السوري.
وفي السياق أعلنت وزارة الدفاع الروسية رصد اعتداءات جديدة لتنظيمي «جبهة النصرة» و«الحزب التركستاني» الإرهابيين في منطقة خفض التصعيد.
وذكر نائب رئيس مركز التنسيق الروسي العميد البحري أوليغ غورينوف في بيان أنه تم «رصد حالات قصف وقنص من قبل إرهابيي تنظيمي «جبهة النصرة» و«الحزب التركستاني» في منطقة إدلب في خرق جديد لاتفاق منطقة خفض التصعيد».