مازالت أسعار السلع والخدمات تشهد ارتفاعاً متتالياً بشكل أسبوعي، التي باتت تحصل بشكل يومي خلال شهر رمضان المبارك، وتختصر التبريرات من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك والجهات التابعة لها بأن التسعير يتم وفق بيان التكلفة.
الخدمات الحكومية مازالت هي الأخرى تشهد ارتفاعاً من حين إلى آخر، عبر رفع الفواتير وأجور الخدمات، وصولاً إلى رفع رسم الطابع الذي شهد مؤخراً ارتفاعاً بلغ 10 أضعاف الرسوم التي كان يتم العمل بها، ما أدى إلى ارتفاع كبير في كل الخدمات المقدمة للمواطن.
دائماً المبرر الحكومي أن الرفع يتم لتحسين جودة الخدمة وحتى يتسنى للجهة العامة الاستمرار بتقديم الخدمة وفقاً لبيان التكلفة.
حتى الإكرامية لم تسلم من الرفع من قبل كثير من القائمين على الوظائف الخدمية التي يتعلق بها كثير من مصالح المواطنين، والمبرر الغلاء وارتفاع الأسعار، والحجة «ما عاد توفي».
التضخم الذي أصاب جميع السلع والخدمات الذي تجاوز المئتين بالمئة من مطلع العام الماضي إلى الآن، وشهد تسارعاً واضحاً منذ بداية رمضان، ناهيك عن ارتفاع أسعار حوامل الطاقة في السوق السوداء الذي أدى بدوره إلى ارتفاع التكاليف وبالتالي ارتفاع الأسعار أضعافاً مضاعفة، حتى بات لا يطيق لظى نارها إلا من رحم ربي.
راتب الموظف بمتوسط 100 ألف ليرة لم يعد يغني من جوع، حتى إنه لم يعد يكفيه ثمن طعام لبضعة أيام، أما اللباس فحدث ولا حرج فإن إكساء عائلة من خمسة أفراد بات يحتاج من دون مبالغة إلى قرض من مصارف ذوي الدخل المهدود.
وبات المرض من الرفاهيات لا يستطيع تحمل تكلفته الجميع، فإن نزلة برد تحتاج إلى علاج يقارب نصف الراتب، ومعاينة الطبيب المختص من ذوي الصيت الذائع قد تأتي على نصف الراتب وربما أكثر، ناهيك عن التحاليل والأشعة التي باتت تحتاج في بعض الحالات إلى راتب عام؟
هذه الارتفاع المستمر في كل المتطلبات الخدمية والمعيشية بات يتطلب من الحكومة أن تحاول إنجاز دراستها لرفع الرواتب التي مر على البدء بها سنوات، حتى بتنا نرى شغوراً في الكثير من وظائف القطاع العام، بعد استقالة الكثيرين بهدف البحث عن فرصة عمل في القطاع الخاص أو التوجه إلى العمل في مشروع خاص حتى وإن كان بسطة صغيرة.
بيان التكلفة، الوصفة السحرية لتبرير كل ارتفاع حاصل يبدو أنه لم يصل ضمن خصائصه إلى الجانب الخاص ببيان تكلفة حياة المواطن ومتطلبات عائلته، وأن المواطن لم يعد قادراً على الاستمرار إن لم تتوسع خصائص هذه الوصفة لتشمل راتبه المتواضع الذي لم يعد يقوى على الصمود لساعات بعد مغادرته لحاضنة الصرافات الإلكترونية، وحتى مع أقوى وسائل الإنعاش.