صفحات «فيسبوك» بطرطوس تبيع ملخصات بأسماء وهمية لمدرسين تتضمن أسئلة امتحان الشهادات! ومدير التربية: أنتظر شكوى مكتوبة
| طرطوس - ربا أحمد
يبدو أن هذه الطرق الملتوية باتت للعلن وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بدأ عدد من الأشخاص ينشئون صفحات مخصصة لطلاب الشهادتين التعليم الأساسي والثانوي لبيع ملخصات مقزمة لجميع المواد بحجة أن الأسئلة لن تأتي إلا من ضمنها وقد أدى ذلك لجذب عدد كبير من الطلاب إليها.
أحد المدرسين في محافظة طرطوس أكد لـ«الوطن» أن هذه المواقع في ازدياد دون رقابة وتبيع للطلاب ملخصات مختصرة جداً لأسماء أساتذة وهمية وقد حذفت كمية كبيرة من المعلومات تؤدي للخلل في المنهاج وبالتالي التأثير على أداء الطلاب وعلاماتهم في الامتحانات، فهذه الملخصات سيئة جداً ودون أسماء نظامية لأي مدرس أو مدرسة.
وأشار إلى أنها تعمل بالعلن دون رقابة وتبيع أسئلة متوقعة مما جعل إقبال الطلاب عليها كبيراً مشيراً إلى أن أحد أولياء الطلاب اضطر للجوء إلى أحد المدرسين لكي يتواصل الأخير مع ابنه ويهدده بإخبار الشرطة عن هذه المواقع لكي لا يتواصل معها ويشتري الملخصات.
علما أنه بلغت تكلفة ملخص الرياضيات 500 ألف واللغة العربية 300 ألف واللغتين الفرنسية والإنكليزية 250 ألفاً لكل منهما و100 ألف لملخص الجغرافيا.
ومن المستغرب أن بعض الصفحات أكدت من خلال التواصل أن هذه الملخصات تحتوي على المعلومات التي سترد منها الأسئلة وبشكل مؤكد، وأنها كافية للحصول على علامات عالية وعلى مسؤوليتهم.
وهنا نقتبس من المحادثة «يعني علامات شبه تامة يلي بيقرأ كل المنهاج ما بجيب علامة متل يلي بيقرأ الأوراق الخمسة يعني تخيل هني من وين؟».. « نحنا منجيب من داخل الحدث.. سلامة فهمك ما فيني وضح أكثر من هيك».
وأفاد المدرس أن أزمة المعيشة الحالية جعلت بعض الأهالي عاجزين عن إعطاء أولادهم حصصاً خصوصية لكون الأساتذة رفعوا تسعيرة حصصهم إلى أرقام فلكية والبعض منهم أصبح يتقاضى مليوناً ونصف المليون على منهاج الرياضيات ومليوناً على منهاج اللغة العربية، أضف إلى ذلك تسرب طلاب الشهادتين منذ بداية الفصل الثاني وبالتالي عدم اكتمال المنهاج في المدارس فأدت لضرر على الطالب الفقير الذي وجد بأسعار الملخصات سبباً للجوء إليها.
وهنا لفت مدرس آخر إلى مشكلة حدوث الزلزال وأثره على الأداء التدريسي في المدارس، حيث تغيب المدرس والطالب عن المدرسة لفترة طويلة فخلق فجوة تعليمية كبيرة لطلاب الشهادتين إلى جانب الأثر النفسي أمام ضخامة منهاج لن ينتهي بثمانية أشهر.
كل ذلك خلق عوامل للجوء الطلاب إلى تلك المواقع السيئة، والتي تعمل بالعلن، فمن خلال تواصل أحد الطلاب معهم أكدوا له أن هناك شباناً في طرطوس سيوصلون له الملخصات وأعطوه رقم الجوال للتواصل معه، أي إنهم يعملون بها كتجارة علنية.
أمام هذه الكارثة التعليمية طرحت «الوطن» المشكلة على مدير تربية طرطوس علي شحود، فأبدى استعداده للتواصل مع كل الجهات المعنية لمتابعة هذه الظاهرة على أن ترده الشكوى مكتوبة وموضحاً فيها الملخصات وكل المعلومات اللازمة عن هذه الصفحات.