ضمن دورة تدريبية لمسؤولين سوريين من وزارة الخارجية والمغتربين في شنغهاي … محاضرة لـ«المركز الصيني العربي للإصلاح والتنمية» حول «واقع الأديان»
| شنغهاي - لُجين سليمان
قدّم «المركز الصيني العربي للإصلاح والتنمية» محاضرة حول «واقع الأديان في الصين» وذلك في إطار الدورة التدريبية التي يُقيمها المركز للمسؤولين السوريين، إذ قدّم المحاضرة البورفسور «دينغ جيون» وهو أستاذ في علم الحضارات في جامعة شنغهاي للدراسات الدولية.
وتناولت المحاضرة عدداً من المحاور منها: أحوال الأديان القومية في الصين، سياسة الصين تجاه الأديان القومية، وكذلك التعريف بأحوال المسلمين في الصين.
المحاضرة تطرقت إلى أهمية الحوكمة للشؤون القومية والدينية، خاصة في الصين التي هي دولة متعددة القوميات والأديان، هذا التنوع الذي هو ميزة في الوقت ذاته إذ إن تعدد القوميات هذا أدى إلى خلق ظواهر مثل: التداخل جغرافياً والتمازج ثقافياً، والاعتماد المتبادل اقتصادياً والقرابة المتبادلة عاطفياً، فشكّلوا فيما بينهم علاقة تمثّلت في عبارة «أنت جزء مني وأنا جزء منك»، كما جعلوا الأمة الصينية بمنزلة كيان واحد متعدد العناصر لا يستغني أي منها عن الآخر، وهو ما يجسّد الحالة العامة للتطور التاريخي في الصين.
وتناولت المحاضرة أحوال الأديان الموجودة في الصين في الوقت الراهن، مثل «الطاوية» التي هي الديانة المحلية في الصين ويعود تاريخها لأكثر من ألفي عام، والتي تم تحديثها بعد عام 1949 إذ أجرت الأوساط الطاوية إصلاحاً ديمقراطياً لنظامها الديني، وكذلك الديانة البوذية، والتي هي أيضاً من الديانات التي شهدت إصلاحا ديمقراطيا وسارت على الدرب مع الاشتراكية، لتبدأ بعد ذلك عملية إقامة الفروع للديانات البوذية في جميع أنحاء الصين، وكذلك توجد الديانات الأجنبية، مثل الإسلام والكاثوليكية والبروتستانتية.
وأشار البروفسور «دينغ» خلال محاضرته إلى «الكتاب الأبيض» الذي صدر عام 2018 إذ تضمّن «سياسات وممارسات الصين التي تضمن حرية الدين والعقيدة»، قائلا: «يعيش في الصين حالياً ما يقارب الـ200 مليون مواطن متدين، ويصل إجمالي عدد العاملين في الوظائف الدينية في كل من الأديان الخمسة الكبرى المذكورة سابقا مجتمعين إلى أكثر من 380 ألف شخص، من بينهم 222 ألف شخص لمصلحة البوذية، يليه أكثر من 40 ألف شخص لمصلحة الطاوية، كما يبلغ عدد سكان الأقليات القومية العشر التي تؤمن أغلبيتها بالإسلام أكثر من 20 مليون نسمة، ويعتبر هذا الرقم عادة هو تعداد المسلمين الصينيين».
وتمت الإشارة خلال المحاضرة إلى أن ظروف دور العبادة قد شهدت تحسّنا ملحوظا، وقامت الدولة وفقاً للقانون بتسجيل تلك الأماكن التي تُؤدّى فيها الأنشطة الدينية الجماعية من المواطنين المتدينين، كما أدرجتها ضمن نطاق الحماية القانونية الوطنية، وذلك من أجل ضمان أداء الأنشطة الدينية بشكل منظّم، فهناك حالياً هناك أكثر من 144 ألف مكان مسجل وفقاً للقانون لممارسة الأنشطة الدينية على مستوى الصين.
وحول حماية دور العبادة، أشار «دينغ» في محاضرته إلى أن كل الأنشطة الدينية الاعتيادية التي يقوم بها المواطن في دور العبادة أو في بيته وفقاً لعاداته الدينية، تحظى بحماية القانون الصيني، دون تدخل من أي كان سواء منظمات أم أفراد، فالأنشطة الدينية التقليدية للمعابد البوذية والدراسة فيها والاختبارات والترقيات وغيرها من الأنشطة تقام بشكل طبيعي، حتى الأعياد الدينية الكبيرة تقام أنشطتها كلها في مواسمها كالمعتاد. وهو ما ينطبق أيضاً على المسلمين، مثلاً عاداتهم وتقاليدهم في كل جوانب الحياة من أطعمة وأزياء وأعياد وزواج وجنازات، فتنال كامل الاحترام والتقدير، كما أن الجمعية الإسلامية الصينية تُنظّم سنوياً رحلات حج، فمنذ عام 2007 وصلت أعداد الحجاج سنوياً إلى ما يفوق 10 آلاف حاج.
وبعد المحاضرة تمّ توجيه عدة أسئلة من الوفد حول الواقع الحالي للأديان، والسبب الذي دفع المواطن الصيني إلى الاعتزاز بانتمائه إلى الصين بغض النظر عن انتمائه إلى دين معين أو قومية بحد ذاتها.
يُشار إلى أن الدورة التدريبية ستستمرّ بعدّة محاضرات من الجانب الصيني، حول التجربة الصينية الرائدة في مختلف المجالات والأنشطة.