قرى عطشى بريف مصياف… والصهريج بـ20 ألف ليرة … مدير مياه حماة لـ«الوطن»: 15 بالمئة نسبة الإفادة من نبع التنور المغذي للتجمعات بسبب التقنين الكهربائي
| حماة- محمد أحمد خبازي
أكد أهالي وسكان قرى «نيصاف وخربة نيصاف وبعرين وزور بعرين» الواقعة بريف مصياف، أنهم يعانون معاناة شديدة من شح مياه الشرب، وبشكل خاص في مثل هذه الأيام التي تبلغ فيها معاناتهم حداً لا يطاق، نتيجة تلازم التقنين الكهربائي الجائر والطويل.
وبيَّنوا في شكواهم لـ«الوطن» أن عدد السكان نحو 45 ألف نسمة، وأن عمر معاناتهم أكثر من سنتين، وأن المياه لا تصل منازلهم إلا كل نحو 25 يوماً مرة، وقد عجزت مؤسسة مياه حماة والجهات المعنية في المحافظة عن حلها!
ولفت المواطنون إلى أن حل مشكلتهم بسيط، ولكن الجهات المعنية لا تريد أن تبادر لاتخاذ أي إجراء يخلصهم من هذه المعاناة القاسية.
وأشاروا إلى أن الحل يكمن في مد خط كهرباء إضافي من قرية زور بعرين إلى نبع «التنور» الذي يغذي تلك القرى بمياه الشرب، والمسافة نحو 400 م فقط، إذ من شأن هذا الخط إذا ما نفذ تأمين نصف ساعة أو أكثر من الكهرباء إضافية وبحسب برنامج التقنين الذي يطبق بين الفينة والأخرى، لكونه يعاكس وقت التقنين في نيصاف.
وذكروا أن الخط الكهربائي المغذي لنبع التنور هو من نيصاف، والتقنين في قرية بعرين مغاير للتقنين بقريتهم، وإذا تم سحب خط كهرباء من بعرين للنبع، فيُغذى بفترتي كهرباء ما يخفف معاناة المواطنين بالتجمعات الأربعة. وأضاف المواطنون: إن في قرية نيصاف بئراً ارتوازية تحتاج إلى ألواح طاقة شمسية لتصبح مؤهلة لضخ المياه.
ويطالب الأهالي برصد الاعتمادات اللازمة من الحكومة أو مساعدة المنظمات الدولية العاملة بمحافظة حماة، لتنفيذ الحلول المقترحة لمعاناتهم المتفاقمة. فهم حالياً يشترون المياه من الصهاريج التي يبيعهم أصحابها كل 5 براميل بنحو 20 ألف ليرة، رغم أنهم غير قادرين على تأمين قوت يومهم. وأوضح العديد منهم أن مياه الشرب متوافرة في قراهم ولكنها تهدر في الأراضي، ولا تصل إلى بيوتهم.
ورداً على شكاوى المواطنين، بيَّنَ المدير العام للمؤسسة العامة لمياه الشرب بحماة مطيع عبشي لـ«الوطن»، أن مشروع مياه نيصاف يروي 4 تجمعات سكانية من نبع التنور وهو من أغزر الينابيع في ريف مصياف.
وأوضح أن إرواء هذه التجمعات الأربعة يحتاج إلى ضخ المياه من النبع إلى خزانات الخدمة، ولكن واقع التقنين الكهربائي المعروف على مستوى القطر، يحول دون إروائها بالشكل الأمثل، إذ لا تستفيد تلك التجمعات في ظل التقنين الكهربائي الراهن سوى 15 بالمئة من طاقة هذا النبع بأحسن الحالات.
فالكهرباء حالياً نحو 40 دقيقة وصل فقط في كل فترة تقنين، وبالتالي انعكس هذا الواقع الصعب خللاً في حصول المواطنين على ما يلزمهم من مياه الشرب.
ولفت عبشي إلى أن الاعتماد على الديزل لإرواء تلك التجمعات يتوقف على توافر المازوت لمشاريع المياه على مستوى المحافظة.
وعن مقترح الأهالي لتشغيل البئر بالطاقة الشمسية، ذكر عبشي أنه تم حفر بئرين في هذا العام، وتجهيزهما يحتاج لمساحة كافية لزرع ألواح طاقة، وكلفة كل مشروع نحو مليار ليرة، وحالياً المؤسسة غير قادرة على تأمينها.