رغم مشكلات الحليب … شركة ألبان حمص تربح 7.5 مليارات ليرة في نصف عام .. أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية وأجور النقل ترفع الحليب ومشتقاته 30 بالمئة
| حمص - نبال إبراهيم
تتواصل موجات ارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته من الألبان والأجبان في محافظة حمص حتى إنه لم يعد بمقدور ذوي الدخل المحدود من شراؤها ما دفعهم لإلغائها من قائمتهم الغذائية.
وبين عدد من المواطنين ممن التقتهم «الوطن» خلال جولتها في بعض أسواق المدينة أن أسعار الحليب والألبان والأجبان ارتفعت خلال الآونة الأخيرة بشكل لا يطاق ما دفعهم إلى شراء كميات محدودة جداً منها أو الاستغناء عنها بشكل كامل، مستهجنين وصول سعر كيلو الحليب إلى أكثر من 3500 ليرة سورية وكيلو اللبن البقري إلى ما بين 3800 إلى 4 آلاف ليرة وكيلو اللبنة الكاملة الدسم إلى ما بين 18 إلى 20 ألفاً وكيلو القريشة ما يزيد على 22 ألفاً وكيلو الجبنة إلى ما بين 23 إلى 30 ألفاً بحسب نوعها ونسبة الدسم فيها.
من جانبهم أشار عدد من أصحاب محال بيع الألبان والأجبان لـ«الوطن» إلى أن ارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته من الألبان والأجبان تسببت بتراجع نسبة شرائها عموماً على الرغم من توافرها بشكل جيد، معيدين ارتفاع شراء سعر كيلو الحليب إلى الوسيط فبعد أن كانوا يشترون الكيلو بنحو 2700 ليرة أصبحوا يشترونه حالياً بحوالى 3300 ليرة وهذا ما تسبب بارتفاع كل مشتقات الحليب لكونه المادة الأساسية التي تدخل في صناعتها.
بدورهم عزا عدد من وسطاء شراء الحليب من المربين (الحلابين) لـ«الوطن» ارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته لارتفاع مستلزمات إنتاجه من الأدوية البيطرية والأعلاف، إضافة إلى ارتفاع أجور النقل بنسبة تزيد على 15 بالمئة بين القرى لتجميع الحليب وما بين القرى والمدينة لإيصاله إلى المحال التجارية والمعامل، لافتين إلى أنهم مضطرون إلى تحميل أجور النقل على سعر الحليب كي لا يخسروا وخاصة مع نقص المحروقات واضطرارهم إلى شرائها من السوق السوداء بأسعار باهظة.
من جهته بين مدير عام شركة ألبان حمص محمد الحماد لـ«الوطن» أن سبب ارتفاع أسعار الحليب الخام يعود لارتفاع تكاليف الإنتاج لدى الفلاحين وخاصة ارتفاع أسعار الأدوية البيطرية والأعلاف على وجه الخصوص لكون الأعلاف مادة مستوردة حالياً وترتبط أسعارها بشكل أساسي بارتفاع أسعار الصرف، علاوةً عن أن كمياتها قليلة بالأسواق وتشكيلتها المطروحة في الأسواق ليست كافية لتكون مغذية للأبقار، ولأنه لا يوجد إنتاج محلي للأعلاف أدى ذلك إلى ارتفاع أسعارها أيضاً وبالتالي ارتفاع أسعار الحليب الذي تسبب بارتفاع جميع مشتقاته من الألبان والأجبان.
وأشار الحماد إلى أن الشركة لم ترفع أسعار منتجاتها إلا بنسب بسيطة لكون الشركة تسعر منتجاتها بناءً على قوائم التكاليف مضافاً إليها هامش ربح لا يتجاوز نسبة 2 بالمئة فقط وذلك بهدف تخفيض أسعار منتجات الشركة وبيعها بشكل مباشر بسعر الجملة للمواطنين عن طريق صالات السورية للتجارة ومنافذ بيع تابعة لوزارة الصناعة.
وبين أن الشركة استجرت من الفلاحين والجمعيات الفلاحية والمؤسسة العامة للمباقر ما يزيد على 6700 طن حليب خام مورد منذ بداية العام الجاري حتى نهاية شهر أيار الماضي وبلغت مبيعاتها أكثر من 43 ملياراً بنسبة تنفيذ تزيد على 125 بالمئة.
ولفت الحماد إلى الزيادة المستمرة في مبيعات الشركة وقيم إنتاجها، وهذا ما انعكس بشكل مباشر على أرباح الشركة التي تجاوزت قيم أرباحها 7.5 مليارات ليرة سورية خلال العام الماضي.