رداً على استهداف المدنيين الروس.. مدفيديف يدعو إلى ضرب أهداف غير متوقعة في أوكرانيا … بوتين: نولي اهتماماً كبيراً للعمل في القارة الإفريقية ضمن مجالات عديدة
| وكالات
قبل أيام من انطلاق قمة «روسيا – إفريقيا» الثانية، كشف الرئيس فلاديمير بوتين عن رؤيته حيال تنمية العلاقات الروسية الإفريقية، ولاسيما في مجال التعاون الإستراتيجي، على حين دعا نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري مدفيديف إلى ضرب أهداف غير متوقعة في أوكرانيا رداً على استهداف المدنيين الروس.
وحسبما نقل عنه موقع «روسيا اليوم» أشار بوتين إلى أبرز الأرقام الاقتصادية في رؤيته لافتاً إلى أن بمشاركة خبراء روسيا تم في إفريقيا بناء أكثر من 330 موقعاً للبنية التحتية الكبرى والصناعة في منتصف الثمانينيات، بينها محطات توليد الطاقة وأنظمة الري والمؤسسات الصناعية والزراعية، مضيفاً إن عشرات الآلاف من الأطباء والفنيين والمهندسين والضباط والمعلمين الأفارقة حصلوا على تعليمهم في روسيا.
كما نوه بوتين بحجم التبادل التجاري بين روسيا والدول الإفريقية الذي ازداد في 2022 ووصل إلى قرابة 18 مليار دولار، مؤكداً أن روسيا والدول الإفريقية تتمتع بإمكانات عالية للارتقاء بالشراكة التجارية والاقتصادية.
وأوضح أن الشركات الروسية تولي اهتماماً كبيراً للعمل في القارة الإفريقية ضمن مجالات عديدة بينها التكنولوجيا المتطورة والاستكشاف الجيولوجي، وكذلك قطاع الوقود والطاقة، بما فيها النووية.
كما أشار إلى أن روسيا صدرت عام 2022 نحو 11.5 مليون طن من الحبوب إلى إفريقيا، موضحاً أن روسيا صدرت في الأشهر الستة الأولى من هذا العام نحو 10 ملايين طن من الحبوب رغم العقوبات المفروضة على صادراتها.
الموقع الروسي لم يذكر أين تحدث بوتين عما سبق لكنه أوضح أن بطرسبورغ ستستضيف المنتدى الاقتصادي الروسي الإفريقي الثاني هذا الأسبوع، في إطار تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين روسيا والدول الإفريقية، والارتقاء بها إلى مستوى جديد.
وسيعقد المنتدى من الـ27 وحتى الـ28 من الشهر الجاري، ويعتبر المنتدى حدثاً فريداً من نوعه في علاقات روسيا مع دول القارة الإفريقية.
ويهدف المنتدى لتنويع مجالات التعاون الروسي الإفريقي، وتحديد تطور هذه العلاقات على المدى الطويل، فيما سيتم تنظيم معرض واسع النطاق وعقد ورشات عمل في إطار المنتدى.
ومن جانب آخر وقع بوتين قانوناً يقضي برفع الحد العمري للعسكريين الموجودين في الاحتياط مدة 5 سنوات، لمن تقل رتبتهم العسكرية عن الضباط.
ووفقاً لوكالة «تاس» سيطول القانون المواطنين الروس الذين يحملون رتب جنود وبحارة ورقباء ورؤساء عمال وضباط صف، حيث تم رفع الحد العمري للعسكريين الموجودين في الاحتياط من الدرجة الأولى من 35 إلى 40 عاماً، والعسكريين من الدرجة الثانية من 45 إلى 50 عاماً، والعسكريين من الدرجة الثالثة من 50 إلى 55 عاماً، حيث تعتمد الدرجات الوظيفية على العمر والرتبة والجنس.
في غضون ذلك دعا نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري مدفيديف القوات الروسية إلى ضرب أهداف غير متوقعة في أوكرانيا، وذلك رداً على استهداف قوات كييف المواقع المدنية في روسيا.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن مدفيديف قوله: إن النازيين الجدد يلجؤون وبشكل متزايد إلى شن ضربات دنيئة ضد أهداف سلمية ومدنية، ويجب على الجميع أن يكونوا مستعدين للرد على ذلك.
وشدد مدفيديف على ضرورة اختيار أهداف غير عادية للضربات الروسية لا تقتصر فقط على مواقع التخزين ومراكز الطاقة ومحطات الوقود، بل تشمل أيضاً أماكن أخرى لا يتوقعونها بما يحدث تداعيات وتأثيراً كبيراً للغاية عليهم.
وأضاف مدفيديف: إن درجة السخط في المجتمع الأوكراني آخذة في الازدياد، حيث جزء من السكان وعلى الرغم من خوفهم لم ينسوا بعد كيف يفكرون، فيما الرعاة الغربيون بدؤوا يظهرون نفاد صبرهم من نظام كييف الذي خيب آمالهم ولم ينجح في هجومه المضاد، وبالتالي لا بد من زيادة الضربات المؤثرة.
بدوره أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أن آثار المتفجرات التي تم العثور عليها على متن سفينة أوكرانية محملة بالحبوب كانت تبحر من تركيا إلى روسيا عبر مضيق كيرتش تشير إلى وجود خطر على جسر القرم، وهذا يتطلب يقظة مستمرة.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن بيسكوف قوله: إن ضمان أمن جسر القرم يتطلب أكثر الإجراءات دقة، وبالفعل فإن الآثار المكتشفة للمتفجرات تشير إلى وجود خطر، وهذا يتطلب مستوى ثابتا من اليقظة المتزايدة.
وكان جسر القرم تعرض لهجوم إرهابي بمسيرتين بحريتين أوكرانيتين، ما أدى إلى توقف حركة المرور عليه بشكل مؤقت.
من جهة ثانية، أكد بيسكوف أن مصرع مراسل وكالة «سبوتنيك» روستيسلاف جورافليوف حدث نتيجة هجوم متعمد من نظام كييف على الصحفيين، واصفاً هذا العمل بالجريمة الخطيرة للغاية.
واعتبر بيسكوف أن وفاة أي شخص هو مأساة كبيرة لكن في هذه الحالة نتحدث عن وفاة صحفي كان يقوم بواجباته، وفي جميع أنحاء العالم تُعتبر هذه جريمة خطيرة للغاية من نظام كييف.
وحول رد روسيا على هجمات المسيرات الأوكرانية، شدد بيسكوف على أن العملية العسكرية الروسية الخاصة مستمرة وستحقق أهدافها، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن القوات المسلحة الروسية لا تستهدف المنشآت الاجتماعية والمعابد في أوكرانيا، والمزاعم بخلاف ذلك خاطئة.
ومن جانبها وصفت وزارة الخارجية الروسية محاولة نظام كييف شن هجوم بالطائرات المسيّرة على أهداف في موسكو فجر أمس بأنه عمل إرهابي دولي، وأعلنت أمس، أن موسكو تحتفظ بالحق في اتخاذ إجراءات صارمة، رداً على هجوم كييف بطائرات مسيّرة على الأراضي الروسية.
وقالت الخارجية الروسية، في بيان نُشر على الموقع الرسمي: «يحتفظ الجانب الروسي بالحق في اتخاذ إجراءات جوابية صارمة».
وأكدت وزارة الخارجية الروسية في بيانها، أن هجمات كييف على القرم وموسكو، هي استخدام آخر للأساليب الإرهابية من القيادة العسكرية – السياسية لأوكرانيا لترهيب السكان المدنيين.
وأعلنت الدفاع الروسية، أمس إسقاط طائرتين مسيرتين أوكرانيتين، استخدمهما نظام كييف لشن هجوم إرهابي على مواقع في العاصمة الروسية موسكو، وأوضحت أن محاولة الهجوم الإرهابي لم تسفر عن سقوط إصابات أو أضرار جسيمة.
وكان رئيس جمهورية القرم سيرغي أكسينوف أعلن في وقت سابق أن قوات الدفاع الجوي أسقطت 11 طائرة مسيرة معادية، وتم تحييدها باستخدام الحرب الإلكترونية.