ثقافة وفن

تميزت أعماله بالانتماء لفلسطين … إبراهيم مؤمنة.. المقاوم في مجالات تخصصه الفني والإنساني … أخذته متطلبات الحياة ليكون عاملاً فاعلاً في الصحافة الفلسطينية

| وائل العدس

نعى الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين في سورية، نائب رئيسه إبراهيم مؤمنة إثر صراع طويل مع المرض.

ولد الراحل في مخيم النيرب بحلب عام 1957 لأسرة فلسطينية كادحة هاجرت من منطقة «ترشيحا» في الجليل قضاء عكا والقريبة من الجنوب اللبناني، ودرس سنواته الأولى بمدارس وكالة الغوث في حلب، كما درس الفن دراسة أكاديمية في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق- قسم النحت حتى عام 1984.

وعمل في مجال البوستر السياسي المقاوم بداية، ثم عمل مصمماً لأكثر الصحف الفلسطينية، وبعدها توجه نحو هندسة الديكور التلفزيوني، وله ثلاثة معارض فردية، الأول في المركز الثقافي الروسي عام 1987، ومعرضان في مدينة حلب النادي العربي الفلسطيني والمركز الثقافي العربي، ومشارك بكل معارض الاتحاد الجماعية داخل سورية وفي الخارج منذ تأسيسه حتى الآن، وهو عضو الجمعية المتحدة لرعاية الآداب والفنون ومقرها القاهرة، وعمل مهندساً للديكور في المسرح والدراما التلفزيونية السورية.

وتميزت أعماله بالانتماء لفلسطين، وأغلبها من المدرسة الواقعية التعبيرية، وهو عضو مؤتمر عام في اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، وعضو الجمعية المتحدة لرعاية الآداب والفنون ومقرها القاهرة.

الواجب الوطني

مقل بأعماله النحتية بسبب ضيق المكان كما يقول، على اعتبار أنه يحتاج لفضاء واسع، فاعتمد التصوير الزيتي والمائي والأكريليك في إنتاج أعماله الفنية، لتأخذه متطلبات الحياة وضرورات الواجب الوطني من ضفته الأكاديمية لمتابعة دورة الحياة عاملاً فاعلاً في مهنة الصحافة الفلسطينية، مقاوماً في مجالات تخصصه الفني والإنساني من موقعه كمخرج فني لعدد من المجلات الفلسطينية.

النضال الفلسطيني

إن لوحاته وملصقاته منحازة لنضاله الإنساني والوطني الفلسطيني في مواضيعها المتنوعة، وتقنياتها متعددة الخطوط والملونات، والمشغولة على شهوة المساحة بوسائط تعبير متناسلة من واقع الحياة اليومية المعيشة عموماً والفلسطينية خصوصاً، والتي تأخذ من مواضيع الطبيعة والطبيعة الصامتة، فسحة لتوليف بصري، يختزل فيها وضوح الملامح والتفاصيل لمصلحة التعبير الفني بتلقائية الفطرة التشكيلية، والتي تجعل من أصيص الورد والأزهار المختلفة جوقة شكلية مرافقة لاهتمامه كفلسطيني مهموم بحديث الأرض، والتغني بموجودات الطبيعة دلالة رمزية على مدى التصاقه بها في سياقها الشكلي وخلفياتها المعنوية كإنسان.

الشهيد والقدس

في أحد لقاءاته تحدث عن الشهيد في لوحاته، فوصف الراحل جسد الشهيد الذي سقى الأرض بدمائه لتنبت شوكاً تخز الضمائر الميتة، وهو المقاتل الذي يحمي الأرض والعرض، وهو الأمل في التحرير، والعودة يكون مرابضاً خلف متراسه حاملاً سلاحه.

وأشار إلى أن الشهيد هو رمز طموحنا نحو الحرية والشمس واستعادة أرضنا كاملة والعودة لأرض أجدادنا ووطننا.

وعن القدس قال: «بعيداً عن أنها رمز ديني لمسرى النبي محمد ومهد للمسيح ومجمع للأنبياء والرسل، هي تحفة معمارية من أجمل ما بني في تاريخ العمارة الإسلامية والمشرقية. »

وأضاف إنها عاصمة فلسطين الأبدية ومن حقنا العودة إليها والحفاظ عليها ونشر تراثها.

الديكور المسرحي

تطرق الراحل في حديثه لعمله في الديكور المسرحي في أحد اللقاءات: «كنت طالباً جامعياً كمساعد لكبير مهندسي الديكور في سورية الفنان المرحوم نعمان جود، وصممت أعمالاً عديدة ونفذتها فنياً، إضافة إلى الملصقات والبروشورات المسرحية».

وأشار إلى أن تصميم الديكور يؤخذ من فكرة العمل المسرحي، بما يخدم النص والحركة على المنصة المسرحية، ويكون بالتوافق مع مخرج العمل ومصمم الإضاءة.

رثاء إلكتروني

رثى الممثل محمود خليلي الفنان الراحل، فكتب عبر صفحته الخاصة على الفيسبوك: «أخي وصديقي ورفيق الدرب منذ الطفولة، كيف يمكن أن نعيش تفاصيل الحياة دونك يا صديقي، بحلوها ومرها، ببساطتها وعفويتها وعبثها، ومن سيمنحنا صدق المشاعر والمحبة الحقيقية من بعدك، نم قرير العين يا صديقي، فأنت الآن بين يدي الرحمن تحرسك عنايته».

أما الممثل محمد خير الجراح فكتب: «الصديق الفنان التشكيلي إبراهيم مؤمنة في ذمة الله، وداعاً أبو أيهم، أحر التعازي لعائلته الكريمة وألهمهم اللـه الصبر والسلوان على رحيله».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن