الفرقة البرازيلية «أميركانتيغا» في أوبرا دمشق … وزيرة الثقافة لـ«الوطن»: سنستقبل تباعاً عازفين ومطربين وقادة أوركسترا من مختلف أنحاء العالم
| مايا سلامي - تصوير طارق السعدوني
برعاية من وزارة الثقافة والسفارة البرازيلية بدمشق وبشراكة إستراتيجية مع سيريتل أقيم مساء يوم الخميس الحفل الموسيقي «مئتا عام من الموسيقا البرازيلية» الذي أحيته الفرقة البرازيلية «أميركانتيغا» والفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو ريكاردو بيرنارديس على مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق.
وتزامنت هذه الاحتفالية مع الذكرى السنوية الـ201 للأمة البرازيلية، فحملت الافتتاحية الموسيقية اسم «الاستقلال» للمؤلف «بيدرو دي ألكانتارا» التي كتبها عام 1820 بمناسبة استقلال البرازيل، لتتوالى بعدها مختارات من أوبرا «السيدات المتغيرات» للمؤلف «ماركوس بورتوغالو»، ومختارات من أوبرا «غواراني» التي ألفها «كارلوس غوميز»، كما حضرت متتالية «سامبا» للمؤلف «أليكساندر ليفي»، لتعود الأجواء الأوبرالية بعمل للمؤلف «هيتور فيلا لوبوس»، قبل أن يأتي الختام بأغنيتين شعبيتين من تأليف «آري بارسو» «وزيكينا دي أبرو».
أمر مثير
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» قالت وزيرة الثقافة د. لبانة مشوّح: «استضافتنا اليوم لمايسترو برازيلي كانت بسبب أن كل قائد له نمط مختلف في قيادة الأوركسترا، وهذا يضيف شيئاً جديداً للفرقة الموسيقية وبالتالي القيادة المختلفة بين الوقت والآخر مفيدة جداً لتنشيط العازفين وتوجيههم في اتجاهات لم يألفوها عادة وهذا يطور أداءهم بشكل أو بآخر».
وأضافت: «من جهة أخرى إن عزف موسيقا برازيلية غير مألوفة بنوتات جديدة وموسيقا كلاسيكية وشعبية جديدة أمر مثير جداً بالنسبة للعازف وللجمهور وهذا ما يهمنا أيضاً إلى جانب تطوير الفرقة السمفونية أن نطلع جمهورنا على أنماط موسيقية جديدة لرفع ذائقته الموسيقية، واليوم مسرح دار الأوبرا كان ممتلئاً على آخره وهذا دليل على أن الجمهور متعطش للفرح وللجمال، فردود الفعل كانت رائعة لدرجة أن المغنين والفرقة أعادوا آخر أغنية برازيلية».
وتابعت: «دار الأسد للثقافة والفنون تسعى دائماً لتقدم الأفضل وهي وجدت من أجل هذا الهدف، لذلك سنستقبل تباعاً عازفين ومطربين وقادة أوركسترا من مختلف أنحاء العالم وهم عليهم فقط أن يأتوا إلى سورية ليدربوا الفرقة معهم ويطلعوا على الحياة فيها ليعودوا إلى بلادهم ويرووا ما رأوه من حفاوة وجمال ومحبة وطيبة هذا الشعب الجبار الذي يستحق كل التقدير، وأعتقد أن كل أجنبي أتى إلى سورية في الفترة الماضية سيعود ويحمل رسائل جميلة جداً ليكون خير سفير للشعب السوري في بلاده».
لغة عالمية
السفير البرازيلي أندريه سانتوس أكد في كلمة ألقاها قبل بدء الحفل أن الموسيقا لغة عالمية وقد مر معظمنا بتجربة التأثر العميق بالموسيقا حتى عندما لم تكن هناك كلمات تنقل رسالة رسمية، منوهاً بأن الموسيقا تعتبر أداة للهوية الثقافية والوطنية.
وأشار إلى أن هذه الأمسية هي احتفال بهاتين الميزتين المكملتين للموسيقا، عالميتها وقدرتها على المساعدة في تشكيل الهوية، مبيناً أن المايسترو البرازيلي كارلوس كوموس استطاع أن يجمع بين هاتين الميزتين عندما قام بتأليف أوبرا «غواراني» مع عناصر أصلية لتشكيل الأمة البرازيلية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
وفي الختام أعرب عن امتنانه الكبير لكل عضو في أوركسترا السيمفونية السورية ولكل من دعم هذه المبادرة، مشيداً بالشراكة الإستراتيجية بين سفارة البرازيل وسيريتل منذ المراحل الأولى لهذا المشروع.
سامبا برازيلية سورية
وبين المايسترو البرازيلي ريكاردو بيرنارديس لـ«الوطن» أنه يعيش حالة حب مع سورية وشعبها وقد أعجب كثيراً بمدينة دمشق وأسواقها القديمة والجامع الأموي وكل الأشياء الرائعة الموجودة هنا.
وأكد أن جميع أعضاء الفرقة السمفونية السورية رائعون ومتميزون، مشيراً إلى أن عمر الأوبرا البرازيلية التي تعتبر فرقتهم جزءاً منها وصل اليوم إلى 200 سنة، مبيناً أنهم استطاعوا الدمج بين الموسيقا البرازيلية الشعبية والموسيقا الكلاسيكية التقليدية وهذا ما أعطى الأوبرا البرازيلية خصوصيتها.
وعن إمكانية المزج بين الموسيقا البرازيلية والسورية في هذا الحفل قال: «لقد طلبت من المشرفين الموسيقيين القائمين على هذا الحفل أن يدخلوا النكهة والروح السورية، إضافة إلى الآلات الشرقية على الموسيقا البرازيلية حتى نحصل على «سامبا برازيلية سورية».
أمسية رائعة
وقالت مغنية السوبرانو لواندا سيكيرا: «بداية أريد أن أشكركم جميعاً لحسن ضيافتكم الرائعة التي جعلتني أشعر وكأنني في وطني البرازيل، ففي سورية الكثير من الأماكن المتشابهة مع بلدنا كما أنه يوجد مجتمع كبير من السوريين في البرازيل، لذلك يشرفني ويسعدني جداً الانضمام إلى هذه الأمسية الرائعة التي ستقام في دار الأوبرا السورية».
منارة للعالم
كما أعرب مغني الباريتون فيرناندو أراخو عن سعادته الكبيرة بالغناء في دمشق للمرة الأولى، منوهاً بأن سورية تتمتع بخصوصية كبيرة بالنسبة للبرازيليين بسبب الجالية السورية، وأن السوريين هناك مندمجون ومتفاعلون بشكل رائع مع المجتمع البرازيلي.
وأكد أن المسرح هنا جميل جداً والأوركسترا السورية رائعة وجميع أعضائها يمتلكون خبرة موسيقية عالية ونحن متعطشون للتعلم من السمفونية السورية ولتبادل الثقافات والمعارف معهم، مشيراً إلى أن دار الأوبرا السورية تعد منارة للعالم بأسره.
مسؤولية مجتمعية
وقال مشرف قسم الفعاليات في سيريتل أحمد شاهين: «نشارك اليوم بدعم هذا الحدث الموسيقي المهم، وهذه الرعاية متابعة لمسؤوليتنا المجتمعية وإيماناً منا بالفن والموسيقا، فالموسيقا بكل أنواعها هي اللغة التي تشترك بها كل بلدان العالم والانسجام بين الفرقتين السورية والبرازيلية خير دليل على ذلك».
وأكد استمرار سيريتل في دعم كل أنواع الفنون السامية لكونها تعكس حضارة سورية وثقافتها.