أيّها الأدب المنثور قمحاً في خوابي الزّمان الآتي..
المنثور قصائد وضّاءة الملامح تقتبس أبجدية النّور الأزليّ،
تقتبسه بهجة تتوه على وجه الحقول العطشى
وكأنّها أبجدية الزّمان وحروفه القمريّة إذ مضى
وأصبح طيب الكلمات مُعلّقات تُقرأ، وترانيم من الوجد الحالم يتردّد لحنه إذ أتى..
وإشارات من تعجّب السفرجل إذ حطّ على غصنه قطر الندى
أيّها الأدب المنثور شعراً
وأماني طيّبات الوجد إذ عُزفَ مرامها عزفاً
ومضى علامة من النّور تتوه تيهاً
مضى مستغرباً من صوت الأشجان إذ أصبح الصوتُ يُعزف شجوناً
وكأنه الطيب يُناظر قصيدة الغيم الأزرق والحلم قد ينتشي
كالغمام وقصائده القزحيّة التي تبكي من ترحال الأحبة «ترحال المواعيد» وفرح أيامها
أيّها الوقت المنثور شوقاً من مواعيد يرفُّ لها جفن الردى
وقصائد حالمة الأشواق يستطيب بها عزف المنى والتمنيّ
يستطيب بها زهر الأقحوان في فصليّ الصيف والشتاء
وكأنّه قصائد مفتونة من تعجّب الأسماء
ومن تعجّب صوت الليل وصدى النداء
وزُلفى من محبة العشاق، من وقتٍ ينسج عراه من قمح اللّيل والنهار وكأنه يجاهرُ بأشياء حالمة النجوى والارتجاء..
يا أيّها الأدب المنثور كرامةً نورها يشعُّ من أعين الفقراء، من أعين الحالمين وكأنّهم بناة الفجر الحالم ومسك الختام الذي جاء ليرسم حلم الأزليّة والأبديّة معاً..
يا أيّها المنثور خمائر من نور الأعنابِ وجمائر تشّرئبُ روحانية النظر إلى عوالم النّور «إلى فلك الأزهار»، وتناظر روحانية الأقمار إذ تُحادثُ فلسفات الضّوء وانعكاس الأضواء، تُحادثها جملاً تُنفى إلى عوالم الجمال وتُنثر فوق الربى قوافي من الشجن إذ أبرق صوت الإنشادِ.
وأصبحت تنشده وقتاً آخر مُتيم الأقدارِ تُروى له قصائده عقب الليل والنهار كأنّه ظل النّور إذ غنّى وأُنشدت له معزوفة الاكتمال، وإذ استفاق البدر يتلو أبجديات من فيض الحسن والإحسان وكأنَّ ذاك هو سرّ العطر إذ يقول: (إنني أنتمي لزهر الأقحوان، لمجد الزهرة والحلم الأكبر، لمجد كلام عطرها الباقي أبدَ الدهر وإذ يقول: أنا ما عاتبتُ الزَّمان إلا لأنه أخذ منيّ بياض الأيام والياسمين).
أنا ما عاتبتُ إلا تلك القصيدة التي تقول: متى تحنُّ علينا الأيام ولا تنثرنا دمعاً على خدّ الأزمان.